مشروع يقدم لهن الاستشارات والتدريب مجانًا | «الخردة باب رزق» للمعيلات وذوات الهمم

د. وهاد سمير مع بعض المتدربات فى المشروع
د. وهاد سمير مع بعض المتدربات فى المشروع

■ كتبت: آية فؤاد

تولى الحكومة اهتماماً كبيراً بالمشروعات التى تخدم المرأة وتقدم لهن الدعم والمساعدة لتمكينهن اقتصادياً، وهو أحد أهداف مشروع «الخردة باب رزق» الذى يعد من بين أهم المشروعات الذكية الخضراء التي تعتمد على إعادة التدوير والاستفادة من الخردة المهملة بالمنازل وتحويلها لباب رزق يساعد السيدات المعيلات وذوات الهمم منهن، كما أنه مشروع مربح للشباب فى بداية حياتهم المهنية لأنه لا يحتاج لرأس مال ولكنها جميعا أدوات متاحة لدى الجميع يمكن استخدامها في صناعة الحلى والملابس واللوحات، وغيرها.

◄ وهاد سمير أطلقت المشروع عام 2008 لإعادة تدوير الأغراض المهملة بالمنازل

الدكتورة وهاد سمير، الأستاذة بالمعهد العالى للفنون التطبيقية وعضو المجلس القومي للمرأة (فرع القاهرة)، ومؤسسة ومديرة مشروع «الخردة باب رزق»، قالت لـ»آخرساعة»: أعمل على مشروع «الخردة باب رزق» منذ عام 2008، وهو عبارة عن إعادة تدوير للخردة المهملة بالمنازل لتحويلها لأغراض صديقة للبيئة كقطع الديكور والأكسسوارات والملابس واللوحات.
وتوضح: كانت بداية المشروع تقوم على صناعة الأكسسوارات فقط من الخردة، حيث وجدت أنه حل مثالى مع ارتفاع أسعار الذهب وحب السيدات لاقتناء الأكسسوارات، وإن كان لدىّ فى البداية «براند» خاص بى لصناعة الحلى من الفضة والذهب، ولكن بعد ذلك بدأت فى إيجاد الحلول لصناعة الحلى بخامات فى المتناول، فأقمت معرضا كاملا بالمركز الثقافى الروسى لمدة 10 أيام، وجميع المنتجات من أغراض منزلية قديمة كانت إرثًا عن جدتى كالأطباق والملاعق الفضية، صنعت الحلى منها مع الاحتفاظ بشكلها الأصلى كما صنعت منها أكسسوارات مختلفة.

وأضافت: لم يكن هناك تقبل للفكرة فى البداية، ولكن تدريجياً بدأت الفكرة تحظى بقبول كبير، وفكرت فى بديل للفضة أقل سعراً، ووجدت أن «الخردة باب رزق»، لأنها كنز مهمل بالبيوت بجميع أنواعها من البلاستيك والزجاج والمعادن وقطع القماش القديمة والأجهزة الإلكترونية وخردة السيارات وغيرها. ومن هنا كانت بداية فكرة المشروع وهى استخدام خامات موجودة لدينا فى صناعة الحلى حتى وسّعت المشروع بإنتاج أغراض كثيرة كاللوحات والأحزمة والملابس.

◄ اقرأ أيضًا | دعاء بائعة الخردة بالسيدة زينب: «أنا ست بميت راجل واسد في أي حاجة» | فيديو

وبدأت فكرة المشروع تتوسع مع تدريب طلاب الجامعات من الجنسين فى مختلف المحافظات، مع عقد ندوات وورش عمل لهم لتوضيح الفكرة وتدريبهم عليها، وكذلك تدريب السيدات خاصة المعيلات والمطلقات والأرامل وذوات الهمم والأطفال من خلال مركز تنمية مهارات المرأة التابع للمجلس القومى للمرأة (فرع القاهرة) بتقديم تدريب شهرى على الخردة التى تقوم الدكتورة وهاد بتجميعها من الأقارب والأصدقاء وصناعة الحلى والأغراض المختلفة منها مجاناً لتوصيل أساسيات التصميم لهن وربطها بالموضة والذوق الفنى وتنسيق الألوان، كما تقوم بتدريبهن على عمل دراسات الجدوى للمشروع والتسويق الإلكترونى لبيع إنتاجهن.

وتشير الدكتورة وهاد إلى أنها حوّلت المشروع إلى بحث علمى وشاركت به فى مؤتمر دولى بجامعة أسيوط وحصلت على أفضل بحث، وأوصت لجنة التحكيم بأن النقاط الخاصة بالبحث تكون ضمن توصيات المؤتمر، ما حمّسها لاستكمال المشروع، وهو ما دفعها لصناعة أشياء أخرى من الخردة بجانب الحلى، مؤكدة أنها دربت 22 ألفا و850 سيدة بالإضافة لتدريب عدد كبير من شباب الجامعات، لمساعدتهم على فتح باب رزق لهم وعمل مشروعات خاصة بهم.

والمشروع ينطبق عليه 5 شروط ضمن المشروعات الصديقة للبيئة وهى الأخضر، والاستدامة والأثر والقابلية، وتقول الدكتورة وهاد: هذا سبب مشاركتى فى مسابقة المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية والفوز بالمركز الثانى على مستوى الجمهورية بفئة مشروعات المرأة، بالإضافة إلى أن المشروع يحقق ثلاثة أهداف من أهداف التنمية المستدامة التى أطلقتها الأمم المتحدة أولها الهدف الخامس وهو تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، والهدف التاسع وهو الصناعة والابتكار والبنية التحتية والهدف الثالث عشر وهو التغيرات المناخية وأثرها.

تتابع: تم توجيهى للهيئة العامة للاستثمار وبدأت فعلياً فى إنشاء شركة خاصة بالمشروع لوضعه على خريطة المشروعات الخضراء الذكية الخاصة بالدولة، كما حصلت على منحة من الأمم المتحدة لدراسة التسويق أونلاين مع الجامعة الأمريكية، كما أتلقى الدعم الدائم من وزارة التخطيط بالمشاركة فى جميع الأحداث وعرض المشروع وفكرته للحصول على تمويل مناسب من البنوك وأى جهة مهتمة بالمشروع، وهو من ضمن المشروعات المقدمة للبنك الدولى لتمويله وتوسيع المشروع وانتشاره داخل وخارج مصر.

وأضافت: حاليا أقوم بالتحضير لورشة عمل موسعة لتدريب 6 آلاف شخص من السيدات والفتيات والشباب وعقد معرض كبير بمنتجات جميعها من الخردة، مع عمل منصة إلكترونية للبيع والشراء من خلالها، مؤكدة أن المشروع القائم على هذه الفكرة سواء للسيدات أو الشباب هو مشروع رابح وله عائد مادى كبير، فقطعة الحلى قد لا تتجاوز تكلفتها 2 جنيه يمكن بيعها بـ10 جنيهات، حسب الخامات المستخدمة والتصميم، ما يشجع الشباب على القيام بمشروعاتهم الخاصة والبعد عن الأفكار التقليدية للعمل، حيث إننا بحاجة للإنتاج والتفكير خارج الصندوق.