«التعليم» تؤكد تمتعهم بالأمانة والنزاهة والكفاءة| هكذا يتم اختيار واضعي امتحانات الثانوية

■ طلاب عقب امتحانات الثانوية العامة
■ طلاب عقب امتحانات الثانوية العامة

■ كتب: أحمد جمال

أثيرت حالة من الجدل فى الأيام الماضية بعدما انطلقت الكثير من الشائعات حول تورط أحد واضعى امتحان مادة الفيزياء فى امتحانات الثانوية العامة هذا العام فى تسريب أسئلة الامتحان، قبل أن تنفى وزارة التربية والتعليم هذه الاتهامات، فيما طفت على السطح تساؤلات عِدة بشأن معايير اختيار لجنة وضع الامتحانات التى تحظى بقدر كبير من السرية، وهو ما دفعنا خلال هذا التقرير للإجابة عن هذه التساؤلات.

◄ التحقيق مع واضع امتحان الفيزياء لمشاركته بالدروس الخصوصية

وزارة التربية والتعليم قررت إحالة أحد المشاركين فى وضع امتحان مادة الفيزياء للتحقيق بعد أن ثبت قيامه بإعطاء دروس خصوصية بما يتنافى مع موانع مشاركته فى لجنة وضع الامتحان. وتعد هذه الواقعة هى الأولى من نوعها، ما يجعل قطاعات واسعة من الطلاب تنتظر نتائج التحقيقات التى تجريها الوزارة.

وبدأ الجدل مع زعم أحد معلمى الدروس الخصوصية أن جزءًا من أسئلة مادة الفيزياء جرى تسريبه لبعض الطلاب، وقدّم لهم بعض نماذج من هذه الأسئلة، غير أن تحقيقات الوزارة أشارت إلى أن الفيديو الأول المتداول تناول شرحًا لتكوين الهولوجرام مع وضع بعض الرموز على الأشعة مثل X وY، كما أن الرسم الموجود بالفيديو يختلف عن الموجود فى الامتحان، كما أن المسميات فى ورقة الامتحان تختلف عما تضمنه الفيديو.

وشدّدت الوزارة على أن السؤال المتداول بالفيديو يشبه الأسئلة التى تتضمنها الكتب الخارجية، موضحة أن الفيديو الثانى المتداول تناول شرح سؤال لتحويل الجلفانومتر إلى فولتميتر لنفس فكرة امتحان الفيزياء دور العام الدراسى ٢٠٢٠ / ٢٠٢١، كما أن الرسم الموجود بالفيديو يختلف عن الموجود فى الامتحان فى الأرقام، حيث كانت شدة التيار المار فى الدائرة فى الفيديو 2mA، بينما فى الامتحان كان مكتوبًا على الرسم 0.01A، كما أن أرقام فروق الجهد فى الفيديو تختلف عن تلك المعطاة فى المسألة، وهذا السؤال المتداول بالفيديو يشبه أسئلة من امتحانات سابقة موجودة بالكتب الخارجية.

وأمام تلك الحالة من الجدل ذهبنا إلى عدد من خبراء التقويم وقيادات وزارة التربية والتعليم المسئولين عن امتحانات الثانوية العامة سواء الحاليين أو السابقين للتعرف على آليات وضع الامتحان، وكيفية اختيار واضعيها خاصة أن الثانوية العامة المصرية دائما ما تشهد حالة من الانضباط وتتجه وزارة التربية والتعليم على الفور باتخاذ إجراءات لحماية تكافؤ الفرص بين الطلاب، من بينها قرارات لإعادة الامتحانات التى تشهد وقائع تسريب مثلما الحال لامتحانات عامى 2008 و2016.

■ رضا مسعد

◄ رضا مسعد: مستشار عام المادة المسئول الأول عن لجنة الامتحان

وقال الدكتور رضا مسعد، رئيس امتحانات الثانوية العامة الأسبق ورئيس قطاع التعليم العام الأسبق بوزارة التربية والتعليم، إن اختيار واضعى الامتحان يكون بالأساس من ترشيح مستشار عام المادة أو ما يسمى «مدير عام المادة» بوزارة التربية والتعليم الذى يكون على دراية بالمعلمين الذين لديهم خبرات فى وضع الامتحانات، ثم بعد ذلك تشارك أجهزة رقابية فى البحث المعلوماتى عن هؤلاء قبل اعتمادهم.

وأضاف أن عملية وضع الامتحان تشارك فيها لجنة مشكلة من أكثر من معلم، كما أن الإدارة العامة للامتحانات وكذلك المركز القومى للامتحانات يشاركان فى عملية الاختيار، ويخضع الامتحان للمراجعة لضمان كفاءته، ومشاركة أحد عناصر تلك اللجنة فى وضع الامتحان بالتزامن مع إعطائه الدروس الخصوصية تعد ثغرة كبيرة وقعت فيها الوزارة، خاصة أن مستشارى المواد دائما ما يكونون على علم بطبيعة عمل المشاركين فى اللجنة وما إذا كانوا يشاركون فى إعطاء دروس خصوصية من عدمه.

ولفت إلى أن الاتهامات التى توجه لمدرسين بإعطاء دروس خصوصية دائمًا ما تكون كيدية لحسابات شخصية، وقد يكون هدفها الإساءة للمعلم، لكن ذلك لا يمنع من أن هناك خطأ تتحمله الوزارة التى أشرفت على اختيار المعلم، فى حين كان يجب عليها أن تدقق فى اختيارها باعتبار أن الثانوية العامة تعد بمثابة أمن قومى.

وشدد مسعد على أن الحل لتطوير أساليب وضع امتحانات الثانوية العامة يتمثل فى تصميم بنك لأسئلة امتحانات الثانوية العامة بواسطة جهة متخصصة فى القياس والتقويم، على أن تضم آلاف الأسئلة ويتم استخراج أسئلة الامتحان منها سنويًا بعيداً عن لجان وضع الامتحان، على أن يشرف على وضع بنوك الأسئلة جهات سيادية تضمن سريتها، ويتم استخراج الأسئلة منها بشكل عشوائى دون تدخل بشرى.

■ محمد فتح الله

◄ محمد فتح الله: لابد أن يخضعوا لتدريبات مكثفة

من جانبه، أكد الدكتور محمد فتح الله أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومى للامتحانات سابقًا، أن المشاركين فى وضع امتحانات الثانوية العامة لا بُد أن يخضعوا لتدريبات مكثفة تضمن كفاءتهم فى وضع الامتحان، وتتخذ معه كافة الإجراءات التى تحمى الوطن من ضعاف النفوس، بالتالى يصعُب أن يمر شخصٌ على بوابة منظومة التقويم دون أن تتوافر فيه سمات الكفاءة والمسئولية.

وأشار إلى أن استمرار أزمات منظومة التقويم تقود لظواهر مثل التى أثيرت مع امتحان الفيزياء، وأن ضعف منظومة التقويم تساهم فى تخمين أسئلة الامتحان وتوقعها من جانب معلمي الدروس الخصوصية، وأن إتاحة نماذج الإجابات عقب انتهاء الامتحانات بحسب ما أعلن عن ذلك الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم تعد أولى خطوات إصلاح منظومة التقويم للتعرف على المستويات الحقيقية للطلاب، مع ضرورة أن تتيحها الوزارة لمركز البحوث التربوي وكذلك المركز القومى للامتحانات للقياس عليها وتصويب ما جاء فى الامتحانات من أخطاء على مستوى كفاءة التقويم.

◄ اقرأ أيضًا | الأولى على الدبلومات الفنية: تركت الثانوي العام بسبب مصاريف الدروس الخصوصية

ولفت إلى أن قيام أحد المشاركين فى وضع الامتحان بإعطاء دروس خصوصية يعد مشكلة كبيرة حتى إن لم يقم بتسريب الامتحان وأن مجرد شرحه أفكار أسئلة والإجابة عنها يعد جريمة يجب أن يحاسب عليها من جانب الوزارة، مشيراً إلى أن مادة الفيزياء لديها وضعية خاصة لأن أسئلتها بحاجة إلى جهود كبيرة فى وضعها لأنها تقيس نواتج التعلم لمنهج صعب بالأساس، بالتالى فإن الأسئلة دائما ما تكون صعبة وهو أمر منطقى وإيجابى.

فيما أكد مصدر مطلع بوزارة التربية والتعليم، وجود إجراءات شديدة الانضباط وراء اختيار لجنة وضع أسئلة امتحانات الثانوية العامة، وأن من يتم اختيارهم لا بُد أن يتمتعوا بالأمانة والنزاهة والكفاءة ولا يكون لديهم أقارب يؤدون امتحانات الثانوية حتى الدرجة الثالثة وتُحظر مشاركتهم فى الدروس الخصوصية.

وشدد على أن اللجنة المكلفة بوضع الامتحان تضع أكثر من نموذج على أن يتم سحب نموذج عشوائى من المطبعة، وبالتالى لا يكون المعلم على علم بهوية الامتحان الذى جرى اختياره لأن يخوضه الطلاب، على أن تتم عملية الطباعة بإجراءات تأمين عالية الكفاءة يستحيل اختراقها أو الوصول إليها.

ولفت إلى أنه عقب الانتهاء من طباعة الأسئلة، يتم وضعها فى أظرف وإحكام غلقها بطريقة جيدة، على أن يتم وضع أظرف الأسئلة فى صناديق حديدية، وكل صندوق يتضمن عدداً محدداً من الأظرف، وعدد بوكليتات أسئلة محددة على نفس عدد طلاب كل مدرسة، ويكون ذلك تحت إجراءات أمنية صارمة، وبعدها تبدأ عمليات نقل صناديق الأسئلة بحراسة مشددة، إلى مراكز توزيع الأسئلة فى المحافظات المختلفة.

وكانت وزارة التربية والتعليم قد أكدت فى بيان سابق لها أن ورقة الأسئلة تم تنظيمها ليشتمل الجزء الأول فيها على أسئلة لها درجة واحدة، والجزء الثانى يشتمل على أسئلة لها درجتان، أما الجزء الثالث فهو مخصص للأسئلة المقالية ويتم كتابة درجة كل سؤال بجواره، وأن الأسئلة المقالية فى النسخ الاختبارية الأربعة، يكون لها نفس الأرقام، ولا يتم تبديلها، وبالنسبة لأسئلة مواد اللغات سواء العربية أو الأجنبية فى حالة وجود أسئلة بدرجتين مع أسئلة بدرجة واحدة كما فى القطعة يتم كتابة درجة السؤال بجوار السؤال.

وقالت الوزارة، إنه ضمانا لعدم وجود أى مشكلات فى صياغة أسئلة امتحانات الثانوية العامة تم تدريب قرابة ٣٠٠ ألف من معلمى المرحلة الثانوية على إعداد أسئلة الامتحانات بالنظام الجديد، كما تم استكمال بناء بنوك الأسئلة وضم كوادر جديدة، مشددة على أن تدريب الأعضاء نتيجته تظهر فى عدم وجود أسئلة بها أخطاء أو غير دقيقة من حيث الصياغة.

■ الدكتور رضا حجازي

◄حجازي: امتحان الفيزياء غير مطابق لأسئلة المعلم المنشورة على مواقع التواصل

وقال الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، إن ما أثير حول امتحان مادة الفيزياء غير صحيح وكلها أمور غير دقيقة، مشيرًا إلى أن كل معلم له طريقة شرح وكلها اجتهادات يمكن لأى معلم أن يجتهد، لافتًا إلى أن امتحان الفيزياء غير مطابق لأسئلة المعلم المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعى.