نبض السطور

خالد ميري يكتب: مبادرة مصرية نبيلة لوقف نزيف الدم السوداني

خالد ميري
خالد ميري

المبادرة النبيلة.. هو الوصف الذى أطلقه زعماء دول جوار السودان على الدعوة المصرية لقمة دول جوار السودان بالأمس.. القمة التي استضافتها القاهرة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.. مبادرة هدفها الوحيد حقن دماء الأشقاء في السودان والحفاظ على وحدة السودان وثرواته واستعادة السلام والأمن والاستقرار.

كل دول جوار السودان لبت على الفور دعوة زعيم مصر الرئيس السيسي.. وداخل قصر الاتحادية كنت حاضرًا للقمة التى شهدت حضور رؤساء إريتريا وجنوب السودان وإفريقيا الوسطى وليبيا وتشاد ورئيس وزراء إثيوبيا ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى وأمين عام جامعة الدول العربية.. كما حضرها سفراء كل الدول الكبرى والفاعلة عالميًا.

منذ انطلاق لهيب الحرب فى السودان منتصف أبريل الماضى كانت مصر حاضرة فى كل جهود ومحاولات وقف الحرب وحقن الدماء.. وجاءت المبادرة المصرية لقمة دول جوار السودان بالأمس فى توقيتها.. فدول جوار السودان كما أكد زعماؤنا الأكثر تضررًا من هذه الحرب. عندما فتحوا حدودهم لاستقبال اللاجئين  مع خسائر اقتصادية وتجارية ضخمة، وتهديد حقيقى للأمن والسلم بالمنطقة بأكملها.. كما أنهم الأكثر دراية بطبيعة وتعقيدات الصراع والأكثر حرصًا على استعادة السلم والأمن ووقف نزيف الدماء.

مصر وحدها فتحت أبوابها لاستقبال مئات الآلاف من الأشقاء السودانيين مع خمسة ملايين سوداني يعيشون بيننا.. فتحنا لهم قلوبنا قبل بيوتنا فنحن شعب واحد يعيش فى بلدين.

مصر كما أكد زعيمها الرئيس عبد الفتاح السيسي تمتلك رؤية متكاملة لخروج السودان من أزمته.. تبدأ بدعوة الأطراف المختلفة لوقف التصعيد والبدء فوراً فى مفاوضات جادة لوقف فورى دائم لإطلاق النار ومطالبة كل الأطراف السودانية بتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية وإقامة ممرات آمنة لها وتوفير الحماية للقوافل الإنسانية.. وبعدها يتم إطلاق حوار جامع بمشاركة القوى السياسية والمدنية والمرأة والشباب لبدء عملية سياسية شاملة تلبى طموحات الشعب السودانى فى الأمن والرخاء والاستقرار. وتشكيل آلية من قمة دول الجوار لوضع خطة عمل تنفيذية للتوصل لحل مشاكل الأزمة.. على أن تتواصل مباشرة مع أطراف الأزمة وكل المبادرات الدولية المحمودة الساعية لإنهاء الأزمة.

كلمة الرئيس السيسي للشعب السوداني كانت من القلب.. فمشاهد الخراب والدمار والقتل تدمي قلوب المصريين.. نشعر بمعاناتهم ونتألم لآلامهم وندعو الله أن تزول هذه الغمة فورًا.

كل دول جوار السودان استجابت فورًا لدعوة زعيم مصر.. والكل أجمع على أهمية هذا التحرك المشترك لنزع فتيل الأزمة التى تحصد أرواح الأشقاء الأبرياء وتهدد حاضرهم ومستقبلهم.. كما تلقى بتبعاتها على دول الجوار بلا استثناء.

قمة دول الجوار جاءت فى وقتها.. والعمل المشترك بقيادة مصر وبالتنسيق مع الاتحاد الإفريقى وجامعة الدول العربية والمنظمات الدولية يمكن أن يؤتى ثماره، وأن نرى أخيرًا بادرة أمل حقيقية لإنهاء أزمة طالت واستطالت وبدا أنها مستعصية على الحل كلمات القادة الأفارقة والبيان الختامى كشفًا عن رغبة حقيقية وحرص كامل على التحرك الجاد والفورى لنزع فتيل الحرب.

هذه مصر وهذا قدرها.. مصر الكبيرة تقود الأشقاء فقط من أجل السلام وإنهاء الحرب.. مصر- السيسى التى لا تمارس إلا السياسة الشريفة لتحقيق مصالح الأشقاء وحقن الدماء.