قصة أغنية

عبدالصبور بدر يكتب: بانو بانو

عبدالصبور بدر
عبدالصبور بدر

فى الرابعة والنصف فجرا، طرقت سعاد حسني بيت صلاح جاهين، تستغيث به من كل الذين وجعوها وأذوها، وباعوها، واستغلوها، وأحرقوا قلبها، طلبت منه أن يكتب لها أغنية على هيئة «قلم» تصفع به وجوههم.. أغنية تعبر عن شخصيتها «الغبية الهبلة» التى صدقت أكاذيبهم، وتصرخ فيها حتى تتخلص من الألم الذى ينهش روحها.

غادرت سعاد كما جاءت بدون ابتسامة، بعد أن وضعت خيباتها الثقيلة عند صلاح جاهين ليتخلص منها بمعرفته، وربما شدت على يده قبل أن تمضى وهو ينظر فى عينيها ويشاهد كل الذين أجرموا فى حقها، وكأنها تقول له: «مش هوصيك عليهم يا صلاح».

ونهض جاهين إلى المعركة، كان عليه أن يقاتلهم جميعا بالنيابة عنها، وينتصر لها.. وبعد يومين فقط انتهى من كتابة «بانو بانو» التى غنتها سعاد فى فيلم «شفيقة ومتولي» من إخراج على بدرخان - زوجها فى ذلك الحين - والذى علمت قبل تسجيل الأغنية بخيانته لها!

ست مرات قطع فيها بدرخان تسجيل الأغنية، بسبب انفجار سعاد بالبكاء، إلا أنها تخلصت فى المرة السابعة من ضعفها، وهى تلملم شظايا روحها المكسورة، وتصمد ليخرج صوتها قويا ومتماسكا.. بيد صلاح جاهين ثأرت سعاد حسنى من كل الذين خانوها، وهكذا سارت العلاقة دائما بين سعاد وجاهين، تشكو له وينتقم لها، تذهب إليه ساخطة وتعود من عنده راضية.