بدون تردد

محمد بركات يكتب: الحر.. في مصر

محمد بركات
محمد بركات

بالتأكيد الدنيا ليست حراً فقط، بل هى أسخن من ذلك بكثير، بحيث أصبح هذا القول «الدنيا حر» قاصرا على التعبير أو الإلمام الصحيح بالواقع، وبحيث أصبحت كلمة حر تبدو وصفا متواضعا جدا لما نتعرض له هذه الأيام، من سخونة شديدة تشعها الأرض ونار حارقة تقذفنا بها الشمس مع صباح وظهيرة كل يوم.

وإن لم يرحمنا ربنا سبحانه وتعالى برحمته فلا نجاة لنا ولا مهرب من هذه الموجة شديدة القسوة والوطأة، التى هبت علينا وكتمت أنفاسنا وأسالت بحار العرق من أجسادنا لتغرقنا داخل أنفسنا.

وطبقا لما تقوله هيئة الأرصاد الجوية من انباء وتوقعات عن حالة الطقس، وما يستجد فيها، فإن اليوم وكل يوم سيكون على نفس الوتيرة والارتفاع فى السخونة، بل وربما تزداد الحالة التهابا للأسف.

وإذا ما صدقت هيئة الأرصاد فيما تقوله، واعتقد أنها صادقة فإن علينا أن نبذل الكثير من الجهد لاتقاء شر هذه الموجة الشديدة الحرارة التى هبطت وأحاطت بنا وأصبحت زائرا كريها ومرفوضا منا جميعا ولكن ما باليد حيلة... والله المنجى والمستعان.

وفي ظل هذه الموجات الساخنة جدا التى نتعرض لها حاليا، وما سبقها من تقلبات وتغيرات جوية، متلاحقة خلال الأسابيع والشهور الماضية، وما عانينا فيها ومنها من عدم استقرار فى الطقس والمناخ، الذى طرأ على بلدنا ودولتنا ومنطقتنا فى الآونة الأخيرة، نجدنا مضطرين للاعتراف بأننا أمام متغير حقيقى فى المناخ المصرى والاقليمى والدولى أيضا.

وفي ظل هذه الحقيقة أصبح لزاما علينا أن نسعى جاهدين مع كل الدول ليس فى منطقتنا فقط، بل فى كل دول العالم وعلى امتداد دوله وقاراته للتنفيذ الجاد لكل نتائج ومقررات مؤتمرات المناخ وآخرها مؤتمر شرم الشيخ «cop17» الذى نص وأكد على وضع نهاية لكل الأنشطة الملوثة للبيئة، والمسببة للتغيرات المناخية الحادة التى  نراها الآن والتى اصبحت بالفعل تهديدا خطيرا لاستمرار الحياة على الأرض.