أمين عام الناتو: ملتزمون بدعم أوكرانيا عسكريا لاستكمال تحرير أراضيها وحصولها على عضوية الحلف

 أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبيرج
أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبيرج

أكد أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبيرج، التزام الحلف بدعم أوكرانيا عسكريا لتحرير باقي أراضيها، معربا عن ترحيب الحلف بمساعي أوكرانيا للانضمام إليه، ومشيرا إلى أن قمة الحلف الحالية في ليتوانيا ستصدر عنها رسالة دعم عسكري وسياسي واضحة لأوكرانيا.


وقال الأمين العام لحلف الناتو إن القمة التي بدأت أعمالها اليوم /الثلاثاء/ في فيلينوس، عاصمة ليتوانيا، تعد قمة تاريخية بعد موافقة الدول الأعضاء في الحلف على انضمام السويد كعضو كامل العضوية فيه، واصفا انضمام السويد بأنه خير لتركيا – التي تحفظت في السابق على ذلك – وسائر بلدان منطقة البلطيق وكافة أعضاء الناتو بما في ذلك ليتوانيا البلد المضيف للقمة.


جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده ستولتنبيرج بمقر انعقاد قمة الناتو التي بدأت اليوم، وتمتد إلى غد /الأربعاء/، وأكد أن القمة هي رسالة دعم ومساندة واضحة لأوكرانيا، مشيرا إلى أن الحلف "لن يخيب أمل الشعب الأوكراني في الحصول على الدعم العسكري اللازم لتحرير المزيد من أراضيه".


وحول طلب أوكرانيا الانضمام لعضوية الحلف، قال أمينه العام "أعتقد أن دول الحلف سيرسلون رسالة إيجابية واضحة خلال القمة بشأن تقدم مسار حصول أوكرانيا على عضوية الحلف".
واقترح الأمين العام للناتو حزمة ثلاثية الإجراءات لمزيد من الدعم العملي لأوكرانيا يستغرق تنفيذها عدة أعوام في إطار برنامج لدمج منظومات التسليح والدفاع الأوكرانية في منظومات التشغيل المتبادل مع قوات حلف شمال الأطلنطي، وبحسب أمين عام الناتو فإن التزام أوكرانيا بتلك الحزمة سيسارع من خطوات تقاربها مع حلف شمال الأطلنطي وسيعزز علاقات أوكرانيا سياسيا والمؤسسية مع "مجلس الأطلسي".


وقال ستولتنبيرج إنه سيبحث تلك الموضوعات في محادثاته غدا في ليتوانيا مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زلينسكي، وبعدها سيتم تحريك ملف "خطة العمل" لتأهيل أوكرانيا للانضمام لعضوية الحلف وهو ما سيختصر مسار حصول أوكرانيا على عضوية الناتو إلى خطوة واحدة بدلا من خطوتين ويعطي رسالة إيجابية قوية للعالم.


وعلى صعيد علاقات الحلف.. قال أمين عام الناتو إن قادة الحلف سيتخذون قرارات حازمة لتعزيز الصلابة الدفاعية للحلف وذلك من خلال خطط جديدة للعمل العسكري وقوات جديدة أكثر من ناحية الجاهزية القتالية العالية، وقال إنه يتوقع أن يوافق قادة الحلف على حزمة تعهدات الإنفاق الدفاعي الطموحة المقدمة من الأمانة العامة للحلف وتقض بألا يقل الإنفاق الدفاعي عن نسبة 2% من الناتج المحلي الكلي لكل دولة.
كما وجه الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي الشكر لمشاركة وفود من دول الباسيفيك الهندي وهي استراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية واليابان في قمة الحلف المنعقدة حاليا في عاصمة ليتوانيا وقال إن مشاركتهم تبرهن على أن الأمن لم يعد فقط شأنا إقليميا بل صار شأنا عالميا.


وردا على سؤال بشأن الضمانات الأمنية التي قدمها الحلف للأوكرانيين في عام 2014 في إطار ما يسمى " مذكرة تفاهم بودابست " والفارق بين تلك الضمانات الأمنية التي لم تردع موسكو في السابق وبين التعهدات الدفاعية التي عبر عنها الحلف هذا العام وما مصيرها في حال ما إذا تغير الجالس في البيت الأبيض؟، وقال ينسن ستواتنبيرج إن المهمة ذات الأولية القصوى في الوقت الراهن هي كيفية ضمان بقاء أوكرانيا "بلدا مستقلا لها سيادة على خارطة القارة الأوروبية"، ولذلك سنواصل تزويد الأوكرانيين بالسلاح والعتاد وكافة أشكال الدعم العسكري.


وشدد على أنه " ما لم تبق أوكرانيا كدولة .. وبالأصح كدولة ديمقراطية في أوروبا .. فلن يكون هناك معنى على الإطلاق لمناقشة أي تقدم أو ضمانات أمنية أو العمل على إلحاقها بعضوية الناتو".
وأضاف "بعد سويعات قليلة من الآن.. سيصدر البيان الختامي للقمة وستكون رسالتنا فيه واضحة بعد أن اتفق على صياغتها كل أعضاء الحلف.. وستكون كذلك رسالة إيجابية على مسار الطريق إلى الأمام وسيلقى مجلس الأطلنطي أية اشتراطات صعبة أمام حصول أوكرانيا على عضوية الناتو بما يختصر الطريق أمام الأوكرانيين للانضمام إلى الحلف وهو ما سيكون أيضا رسالة وحدة وقوة لأبناء الشعب الأوكراني".
وحول التلويح باستخدام الورقة النووية من جانب روسيا، وموقف حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أدان الأمين العام، ينس ستولتنبرج، إعلان روسيا عن عزمها وضع رؤوس نووية تكتيكية في أراضي بيلاروسيا، مؤكدا أن أعضاء الحلف يراقبون عن كثب تحركات روسيا في هذا الشأن.


ولفت ستولتينبرج، خلال قمة الناتو المنعقدة في فيلينوس عاصمة ليتوانيا، إلى أنه لم يتم رصد قيام موسكو حتى الآن بنشر رؤوس نووية تكتيكية على أراضي بيلاروسيا، منوهًا أنه برغم ذلك سيظل الحلف يقظًا لهذا الموضوع وعلى أهبة الاستعداد لاتخاذ ما يلزم من إجراءات للدفاع عن دوله الأعضاء.


وشدد أمين "الناتو" على أنه يجب على موسكو أن تعلم أن "الحرب النووية سيكون الجميع فيها خاسر"، داعيا روسيا إلى سحب قواتها من زابوريجيا لأن بقاءها فيها يهدد أكبر مفاعل نووي في أوروبا.
وقال إن كل تلك القضايا سيبحثها غدا /الأربعاء/ مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، وبخاصة الأطر الزمنية اللازمة لتقديم الدعم لصمود الأوكرانيين وضمان ألا تخرج موسكو منتصرة في تلك الحرب".
وقدم أمين عام الناتو الشكر لتركيا والسويد على التوافق البناء، الذي توصلتا إليه بالأمس بشأن ما سبق الاتفاق عليه في مدريد قبل عام حول انضمام السويد لعضوية الناتو.


واقترح الأمين العام وضع آلية لمتابعة وضمان استمرار جهود مكافحة الإرهاب في المستقبل وبعد انضمام السويد إلى الحلف.
وقال إن انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف هي رسالة لروسيا، مؤكدا أن الحلف لا تزال أبوابه مفتوحة أمام انضمام أعضاء جدد، مضيفا: "موسكو لا تملك حق الفيتو على توسيع حلفنا إذا أردنا أن التوسع"، متهما موسكو بمحاولة إزاحة الناتو من خارطة شرق أوروبا والعمل على وقف تمدده.


وأضاف أن هذه "المساعي خابت عندما صارت فنلندا عضوًا في الحلف، وفي الغد القريب ستكون السويد عضوًا جديدًا فيه بعد أن حصلت على صفة عضو مدعو، وفقا لمذكرة تفاهم مدريد 2022 أي أنها باتت مؤهلة للانضمام الكامل للحلف الذي يضم الآن في عضويته 31 دولة كان آخرها فنلندا منذ تأسيسه قبل 74 عاما".


وفي ختام المؤتمر، نفى أمين عام الناتو، ينس ستولتنبرج، رصد الحلف لتواجد قوات فاجنر الروسية في بيلاروسيا، مؤكدا: "إلى الآن لم نرصد أي انتشار لقوات فاجنر في بيلاروسيا... لكننا سنظل نرصد الموقف ونتابع ما يحدث.. وبطبيعة الحال ليتوانيا التي تستضيف قمتنا الآن هي بلد مجاور لبيلاروسيا، وسيكون الناتو على استعداد دائم للدفاع عن ليتوانيا ضد أية تهديدات محتملة قد تنجم عن قوات فاجنر إذا تم نشرها في بيلاروسيا وهو ما لم نرصده إلى الآن".


وعلى هامش القمة، أعلنت ألمانيا عن تقديم مساعدات عسكرية إضافية إلى أوكرانيا بقيمة تناهز 700 مليون يورو.
وتعد ألمانيا ثاني أكبر مساهم على صعيد المساعدات العسكرية لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، فقد سبق وأعلنت برلين في 13 مايو تسليم شحنات أسلحة بقيمة 2,7 مليار يورو.