بسم الله

د. محمد حسن البنا يكتب: حلف الناتو

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

يعيش العالم أزمة حقيقية أمام الرغبة الجامحة للدول الكبرى فى سباق التسليح. وقد ارتفعت رايات الحرب فوق رايات السلام. وعلت رايات الدمار على رايات التنمية والاستقرار. وكأن زعماء هذه الدول وصلوا إلى حد الجنان، ولم يعد يهمهم الخراب الذى تشهده الكثير من الدول والشعوب. وهو ما نشاهده فى بؤر صراع عديدة بالعالم. ومن ذلك الحرب الأوكرانية الروسية، والابادة الجماعية للشعب الفلسطينى على يد الاحتلال الاسرائيلى، وحروب متفرقة باليمن وسوريا وليبيا والسودان والصومال واثيوبيا ودول افريقية أخرى.

اليوم يجتمع حلف الناتو، وهو حلف يضم حوالى 40 دولة «أمريكا والدول الغربية». الاجتماع يستمر يومين، وتم اختيار مكانه فى مدينة فيلنيوس فى ليتوانيا، والتى تبعد حوالى 32 كيلومترا عن بيلاروسيا حليفة روسيا و151 كيلومترا فقط عن روسيا !!. صحيح أن المدينة تحولت إلى ثكنة عسكرية وقلعة محصنة بأحدث الأسلحة الغربية، لحماية الرئيس الأميركى جو بايدن وزعماء الحلف الآخرين. حيث أرسلت 16 دولة بالحلف العسكري نحو ألف جندى تقريبا، وقوات عمليات خاصة معززة بطائرات هليكوبتر، إضافة إلى 12 من قاذفات صواريخ باتريوت، مدافع هاوتزر ذاتية الدفع، طائرات عسكرية، دفاعات مضادة للطائرات المسيرة، نظام الدفاع الجوي الصاروخي «ناسامز»، مستلزمات للتعامل مع أى هجمات كيميائية وبيولوجية وإشعاعية ونووية محتملة، أنظمة دفاع جوى متقدمة لا تمتلكها دول البلطيق لحماية القمة. بل وتم تفريغ المدينة من سكانها.

كما تم زيادة قوات حرس الحدود على الحدود مع بيلاروسيا وروسيا بمعدل ثلاثة أضعاف.

قال رئيس ليتوانيا غيتاناس نوسيدا: «الحلف بحاجة إلى إقامة دفاعات جوية دائمة على وجه السرعة في دول البلطيق» وهى النقطة المهمة التى تسببت فى الحرب الأوكرانية الروسية. حيث ترى روسيا أن تحركان الناتو تهدد أمنها القومى وحدودها.

وأنها لن تسمح بذلك. أتمنى أن يكون الموضوع الرئيسى للناتو «وقف الحرب، وتحقيق السلام لشعوب المنطقة، والعالم».
دعاء: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والاكرام.