يعاني بعض الأطفال من تشتت الانتباه وفقدان القدرة على المثابرة وتركيز الانتباه على مهمة واحدة لحين الانتهاء منها وبدلا من ذلك يتنقلون بتركيزهم من مهمة إلى أخرى دون إكمال المهمة الأولى ويحيدون بسهولة عن أهدافهم الأصلية وفي المدرسة قد ينسى الطفل أشياءه ولا يستطيع تركيز انتباهه لشرح المعلم فترة طويلة فتفوته بعض المعلومات المهمة.
كما أنه يخفق في الالتزام بأداء واجباته المدرسية وقد يصحب تشتت الانتباه عرضا آخر وهو النشاط الزائد ولا شك في أن تأثير تشتت الانتباه السلبي على الأطفال كبير جدا سواء فيما يتعلق بالتعلم المدرسي أو تعلم المهارات الحياتية واكتساب الخبرات.
وفيما يلي يوضح د. عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، بعض الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذه المشكلة وطرق علاجها.
- أولها بلا شك قد يعود إلى ضعف النمو العصبي للطفل أو خلل عضوي بالدماغ، أو إلى ضعف في قدرة الطفل على التمييز البصري أو ضعف الإدراك السمعي والبصري أو عدم قدرة الطفل على إدراك تسلسل الأحداث.
اقرأ أيضًا| اجعليه يفكر..5 أساليب ليصبح طفلك حكيم
- ثانيا قد يعود السبب إلى بعض العوامل البيئية والنفسية مثل شعور الأطفال بالقلق وانعدام الطمأنينة والأمن النفسي، وكذلك نمو الشخصية الاعتمادية لدى الطفل نتيجة لأنماط التنشئة الاجتماعية الخاطئة التي تعزز الاعتماد على الوالدين وعدم القدرة على الاستقلال في الرأي والقرار، ومنها فرط الدافعية للإنجاز أو الرغبة في إنجاز مهام كثيرة في وقت قصير وعدم الصبر والتأني، ومنها أيضا ضعف القدرة على المثابرة وتحمل التأجيل و ومنها ضعف الشعور بالكفاءة الذاتية وانخفاض الثقة بالنفس، ومنها الإفراط في الخيال وأحلام اليقظة، ومنها معاناة الطفل من بعض المشكلات الأخرى كصعوبات التعلم والاضطرابات الانفعالية والعقلية.
ولوضع خطة علاجية للتخلص من مشكلة تشتت الانتباه يجب مراعاة مجموعة من الإجراءات والتي منها:
- امدح الطفل دائما على الإيجابيات التي يقوم بها وغض الطرف عن السلبيات، ولا تدم النقد والتجريح والتقليل من شأن الطفل ولا مما قدمه من إنجاز، ولكن شجعه على زيادة النقاط الإيجابية وادعمه وحفزه باستمرار.
- درب الطفل دائما على تركيز الانتباه لفترات طويلة بالتدريج وليكن ذلك من خلال تعويده على التركيز على أداء مهارات معينة بلعبته المفضلة لفترة تطول تدريجيا وتتعقد المهام تدريجيا أيضا لتدريبه على الاحتفاظ بانتباهه لأطول فترة ممكنة.
- لابد من تنظيم بيئة الطفل وتقليل المشتتات فيها سواء بيئة المنزل أو بيئة المدرسة بحيث تبدو المثيرات المطلوب التركيز عليها أكثر وضوحا وجاذبية وقوة وقدرة على جذب انتباه الطفل.
- استخدم نظاما للمكافآت قادر على استثارة دافعية الطفل، وعزز لدى الطفل تركيزه على مهمة واحدة لأطول فترة ممكنة ونوع في نظام التعزيز بحيث يشمل تعزيزا ماديا ومعنويا.
وقبل ذلك كله فإن الوقاية أفضل من العلاج وعليه فإن الاهتمام بالجنين وتغذية الأم بطريقة صحيحة أثناء الحمل وطوال فترة الرضاعة واستخدام الأدوية بحذر وتحت إشراف الطبيب المتخصص جميعها من العوامل المهمة للوقاية من الأسباب العضوية لمثل هذه المشكلة.
