علماء روس وأوكرانيون غيروا التاريخ

صورة موضوعية
صورة موضوعية

■ بقلم :أيمن موسى

ربما ارتبط اسم روسيا وأوكرانيا في أذهان الكثيرين بالمنجزات والانتصارات والتضحيات العسكرية، فبمجرد سماع اسم روسيا يتبادر إلى الأذهان الصواريخ والطائرات والغواصات وربما المحطات النووية، والأمر لا يختلف كثيرا مع الأوكرانيين وربما يزيدون فيما يخص حادثة تشيرنوبيل ناهيك عن التناحر الدائر بين البلدين فى العقود الأخيرة ، ولكن يغيب عن البعض أن هذين البلدين كان لهما إسهام ليس مجرد كبير بل وضخم فى حركة العلوم والتكنولوجيا، ويكفى أن نذكر هنا أن الروس حصلوا على جوائز نوبل ستا وعشرين مرة بما فى ذلك ربما ستة علماء وأدباء كانوا يحملون جنسيات مزدوجة وقت حصولهم على الجائزة، أما فى أوكرانيا فقد وصل عدد من حصلوا على الجائزة إلى خمسة علماء وكاتب واحد ناهيك عن العلماء الغربيين من أصل أوكراني.

■ ألكسندر لودجين

■ جيورجي شارباك

■ روالد جوفمان

■ زيلمان فاكسمان

■ سايمون كوزنيتس

■ نيكولاي بيروجوف

◄ أهم الأسماء الروسية التى ساهمت فى تطور العلوم:

• ألفيروف جوريس إيفانوفيتش والحائز على نوبل فى عام 2000 ويرتبط اسمه بأشباه الموصلات والإلكترونيات البصرية عالية السرعة، وهو أول من ابتكر البطاريات الشمسية واستخدم الليزر فى أشباه الموصلات وبذلك يمكن القول إن اسم هذا العالم يرتبط بأغلب الأجهزة الحديثة التى نستخدمها فى حياتنا اليومية.

• إيفان بوفولفيتش العالم فى مجال الفيزياء والعلوم الطبية حيث حصل على نوبل فى عام 1904 وهو أول عالم روسى يحصل على نوبل بفضل إسهاماته فى فيزياء الجهاز الهضمى، وهو الوحيد فى تاريخ البشرية الذى حصل على لقب «شيخ علوم وظائف الأعضاء فى العالم».

• إليا ميتشينيكوف العالم فى وظائف الأعضاء والطب وحصل على نوبل فى عام 1908 ويلقب هذا العالم أيضا بأبى علم المناعة الطبيعية، كما أنه مؤسس علم الشيخوخة وله الكثير من الأبحاث فى المناعة الطبيعية حيث يعود له الفضل فى وضع أنظمة غذائية تطيل من عمر الإنسان.

• نيكولاى سيميونوف الحائز على نوبل فى عام 1956 وهو العالم السوفيتي الوحيد الذى حصل على نوبل فى الكيمياء ويعتبر أحد أهم مؤسسى علم الفيزياء الكيميائية وله الكثير من الإسهامات فى مجال الحركة الكيميائية، ومن أهم إنجازاته العلمية النظرية الكمية للتفاعلات الكيميائية المتسلسلة ونظرية الانفجار الحرارى.

• ألكسندر فيودوروفيتش ماجايسك وهو فى الأساس رجل عسكرى ولم يحصل على نوبل رغم أنه يعتبر من أوائل من ابتكروا الطائرات فى العالم حيث كان هناك الكثير من الأبحاث التى تجرى حول هذا الموضوع فى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ولكن لم يكن الجهاز البيروقراطى القيصرى فى روسيا يثق فى أعماله لذلك لم تجد طريقها إلى التمجيد إلا بعد وفاته.

• أندريه بوبوف ويعتبر هذا العالم المتخصص فى اللاسلكيات والإلكترونيات من الشخصيات التى يدور حولها جدل واسع فى تاريخ العلوم الإلكترونية فى العالم، حيث لم يحسم العالم حتى الآن الجدل حول أول من اخترع الراديو  هل هو بوبوف أم ماركونى، فالدول الغربية تفضل الاعتراف لماركونى بهذا الفضل بينما يفضل الشرق التسليم بأن بوبوف هول أول من اخترع الراديو.

• ألكسندر نيكولايفيتش لودجين وهو عالم أثرت اختراعاته فى حياة كل فرد منا، ومن أهم أعماله المصباح الكهربائى، فعلى الرغم من أنه سبقه الكثيرون الذين لهم إسهامات كبيرة فى هذا المجال إلا أن لودجين هو أول من فكر فى استخدام سلك التنجستين فى المصباح الكهربائى وبالتالى أطال عمر المصباح وأصبح أكثر توهجا وقدرة، أما اختراعه الثانى فهو أنبوب التنفس للغواصين حيث يعد أول من اخترع المزج بين الأكسجين والهيدروجين.

• أرسينى جروخوف أناتوليفيتش: وربما يعتقد البعض أن شركة أبل الأمريكية هى أول من ابتكر الكمبيوتر فى عام 1975 ولكن الحقيقة هى أن أول كمبيوتر فى العالم ظهر فى الاتحاد السوفيتى فى عام 1968 ويعود الفضل فيه إلى العالم الروسى أرسينى جروخوف وقام بتسجيل براءة اختراعه تحت رقم 383005.

• ديمترى إيفانوفيتش ميندالييف وهو الأكثر شهرة وسط كافة العلماء الروس وكذلك على المستوى العالمى والبشرى حيث لا يوجد طالب على مدار العصر الحديث لا يعرف جدول ميندالييف، فهذا الرجل هو أول من وضع الجدول الدورى للعناصر الكيمائية وكذلك العديد من الأعمال فى مجال الكيمياء الفيزيائية.

• سيرجى بافلوفيتش كوروليوف ويعتبر من أبرز من حفروا أسماءهم فى العلوم البشرية حيث يعتبر أبو البرنامج الفضائى والصاروخى للاتحاد السوفيتى فالفضل يعود له فى تصنيع أول صاروخ باليستى روسى فى عام 1956 ثم أول قمر صناعى روسى فى عام 1957 ومن بعد ذلك أول مركبة فضاء قادرة على حمل الإنسان للفضاء.

والحقيقة أن قائمة العلماء والمبدعين فى روسيا تطول كثيرا بحيث لا يكفيها مقال واحد والمفترض أن ترتبط الصورة الذهنية لروسيا بهذه الإبداعات قبل كل شىء حيث إنه يوجد العشرات والمئات من العلماء والمبدعين الروس الذين استحقوا نيل أرفع الجوائز فى العالم بما فى ذلك نوبل ولم يحصلوا عليها سواء للمنافسة بين الشرق والغرب أو لعدم معرفة إسهاماتهم فى حينها أو بسبب مبادئهم الشخصية ومن أمثال من رفضوا الجائزة بسبب قناعاتهم الشخصية الأديب الروائى الروسى والعالمى العظيم ليف تولوستوى مؤلف «الحرب والسلام» والذى رشح بالفعل لنيل الجائزة ولكنه سعى لدى أصحابه المقربين من لجنة التقييم لرفض الترشح لأنه كان يعتقد أن المال شر ينبغى تجنبه.

أما الشخص الثانى الذى تنازل عن الجائزة فهو بوريس باستريكين الروائى والأديب الروسى العظيم الذى حصل بالفعل على اللقب والجائزة فى عام 1958 وذلك بفضل رواياته العظيمة بما فى ذلك الرواية الشهيرة «دكتور جيفاجو» وبعدها تعرض لاضطهاد شديد فى الاتحاد السوفيتى وتم طرده من اتحاد الكتاب وشن حملة إعلامية شرسة ضده بحيث أعلن فى 29 أكتوبر من عام 1958 تخليه عن الجائزة واللقب الذى ظل يحمله لأسبوع واحد فقد وتخلى عنه بسبب ضغوط الرأى العام الداخلى والتعسف السوفيتى.

وإذا نظرنا إلى قائمة العلماء الأوكرانيين الذين حصلوا على جائزة نوبل وكما أشرنا من قبل فهم خمسة إلى جانب أديب واحد، فسوف نفاجأ بوجود قواسم مشتركة بينهم وبين العلماء الروس، بمعنى أنه يوجد علماء تصنفهم روسيا على أنهم روس وفى نفس الوقت تصنفهم أوكرانيا على أنهم علماء أوكرانيون ارتباطا بمحل الميلاد وعلى رأس هذه القائمة العالم الجليل إليا ميتشينيكوف الحاصل على نوبل فى عام 1908 حيث تعتبره أوكرانيا من أبنائها لأنه ولد فى خاركوف بأوكرانيا، وقد يظل هذا الجدل قائما لفترة قادمة بسبب النزاع القائم بين البلدين مؤخرا والذى على أثره أصبحت هناك مناطق دخلت ضمن نطاق السيادة الروسية، لذلك من الممكن اعتبار العلماء أمثال ميتشينيكوف إما علماء سوفييت أو علماء عالميين نظرا لأن العالم أجمع استفاد من علمهم.

والعالم الثاني الحاصل على نوبل أيضا وهناك جدل حول كينونته وتبعيته القومية هو زيلمان فاكسمان الحاصل على نوبل فى عام 1952 حيث يعتبر من أبرز العلماء فى العالم فى مجال الأحياء والكيمياء الحيوية.

◄ اقرأ أيضًا | ألمانيا تعترض على إمداد أوكرانيا بالقنابل العنقودية

أما العالم الثالث والذى يحتفظ معه بذات الجدل فهو جيورجى شارباك الحاصل على نوبل فى عام 1992 والذى قضى حياة بائسة حيث إنه هاجر إلى فرنسا مع أسرته فى سن الثامنة وفى عام 1944 عندما كان فى الثانية عشرة من عمره تم نقله إلى معسكرات العمل النازية لينضم إلى المقاومة وأسعده الحظ للعيش حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ومواصلة تعليمه وتفوقه العلمى.

ثم العالم روالد جوفمان الحاصل على نوبل فى عام 1981 لتوصله لنظرية الانتشار الكيميائى وهذا العالم أيضا صادف فى حياته معاناة شديدة بعد أن هاجر مع أسرته إلى بولندا ثم النمسا ومنها إلى الولايات المتحدة هربا من النازيين حيث قضى سنوات الحرب فى حالة فرار دائم من النازيين.

سيميون كوزنيتس الذى غير اسمه فيما بعد ليصبح سايمون كوزنيتس وقد ولد فى خاركوف بأوكرانيا وعاش بها أكثر من عشرين عاما قبل هجرته للولايات المتحدة ويحصل على نوبل فى الاقتصاد فى عام 1971 «لتفسير قائم على اختبارات النمو الاقتصادى وهو ما أدى إلى فهم جديد وأعمق للبنية الاقتصادية والاجتماعية وعملية التنمية ككل.»

إلا أن إسهام العلماء الأوكرانيين لم يقتصر على ذلك ولم يقتصر على من حصلوا على نوبل فى المهجر، بل إن العلماء الأوكرانيين لهم الكثير من الإسهامات فى مختلف مناحى العلوم والتكنولوجيا أمثال إيجور سيكورسكى الذى ارتبط اسمه بتصميم الطائرات إلى أن أشرف فى عام 1939 على تصنيع طراز خاص من الطائرات الهليكوبتر التى مازالت موديلاتها المختلفة تخدم الهيئات المدنية والعسكرية حتى يستخدمها الرؤساء الأمريكيون.

ويوسف تيموتشينكو وهو عالم أوكراني ساهم فى الكثير من الإنجازات العلمية التى ساعدت البشرية بما فى ذلك اختراع الترمومتر الزئبقى وجهاز قياس ضغط الغلايات البخارية والساعة الكهربائية والمرصاد الميكانيكي لتتبع الأجرام السماوية، كما له إسهام كبير فى تطوير أدوات جراحات العيون.

وهناك عالم ينبغى على كل إنسان تذكر اسمه وهو نيكولاى بيروجوف الذى يعود له الفضل فى إنشاء قسم الجراحات الحربية حيث تمكنت طرق العلاج والجراحة التى ابتكرها فى إنقاذ حياة عشرات ومئات الآلاف والملايين من البشر.

ولا يفوتنا هنا الحديث عن علماء أوكرانيين أمثال إيفان بوليوى الذى يعتبر أحد مبتكرى الجهاز الذى يُطلق عليه اليوم اسم «الأشعة السينية وفلاديمير خافكين مبتكر لقاح الطاعون والكوليرا أو يورى فورونوى وهو أول من أجرى عملية زرع الكلى وفياتشيسلاف بيتروف الذى يعتبر من أوائل من عملوا على إنشاء الأقراص الممغنطة.

■ أرسني جروخوف

■ ألفيروف جوريس إيفانوفيتش

■ إيفان بوفولف

■ سيرجي كوراليوف مع يوري جاجارين أول رائد فضاء يدور حول الأرض

■ ليف تولوستوي الروائي الروسي العالمي

■ ليونيد باستريكين