كلام والسلام

خالد حمزة يكتب: ماريا.. وترابها زعفران!

خالد حمزة
خالد حمزة

■ بقلم: خالد حمزة

عمري اللى فات والذكريات كانوا هنا.. إسكندرية ليست هوا ومية وبحر ولا قلعة قايتباى أو المرسى أبو العباس.. والسلام!

إسكندرية الحقيقية بحس الناس والشوارع وحوارى الأنفوشى والسيالة وكوم الدكة وكوم الشقافة وزنقة الستات وقسم اللبان. 

أشرب قهوة فى كامب شيزار أو البن البرازيلى فى محطة الرمل أوفى قهوة فاروق بحرى.. وشاى فى قهوة الإسعاف والوطنية والتجارية فى المنشية على شط البحر.

كل وجبة سمك وجمبرى وشوربة زفرة فى المكس أو أبو قير أو فى بحرى.. أشترى كتابا من منشاة المعارف أو دار المعارف فى وسط البلد؛ أو من سور أزبكية الإسكندرية: شارع النبى دانيال بمبانيه وكنائسه التاريخية.

تجوّل فى أسواق شيديا وزنانيرى وزين العابدين والميدان وراتب وباكوس وكرموز والإبراهيمية وفيكتوريا.

متِّع نفسك ونظرك.. بشارع فؤاد الشاهد على أقدم مبانى العالم؛ وشارع البوستة القديمة فى المنشية والرمل والعطارين وصفية زغلول؛ واستنشق الهواء النقى فى زيزينيا وكفر عبده ومحرم بك؛ لترى ما تبقى من مبانٍ؛ كانت لأعرق عائلات الجاليات الأجنبية من يونان وطليان وقبارصة وغيرهم  فى عروس البحر المتوسط.

امشِ فى الشوارع الجانبية والحوارى والأزقة لتستمع إلى اللهجة على أصولها.. ستعرف، ومن خلال احتكاكك بأهلها الطيبين العفويين؛ أن هناك لغة خاصة بهم وحدهم.
فأول الشارع هو الإمّة.. والميكروباص اسمه مشروع.. والجنيه جنى.. والطعمية فلافل.. والترامواى ترام.. والأوتوبيس أوتوبوس.. والكلمة الشهيرة هى أيوووه وغيرها أحيانا!