صباح الجمعة

أرمنيوس المنياوي يكتب: الصحافة الدينية 

أرمنيوس المنياوي
أرمنيوس المنياوي

الصديق الكاتب الصحفي حزين عمر أديب كبير ومفكر ..تختلف تتفق معه ..هو في النهاية لديه بصمة في الصحافة في المصرية في المجال الأدبي ..متميز ويتفرد في نقاط عديدة ويحب الناس ولاسيما من أولاد المهنة ويعز عليه البعد عنهم هكذا أراه ..لم يكتف بالكتابة فقط بل أسس لصالون ثقافي يناقش هموم المصريين .. كان قد توقف أبان فترة كورونا ..وعاد مجددا لبدء نشاطه الثقافي وبدأ بندوة أطلق عليها أسم الصحافة الدينية ..إسلامية كانت أو مسيحية ..وكنت أحد المتحدثين الإحتياطي أو إن شئت الدقة بالصدفة ..فهو إلى جانب المتحدثين من على المنصة الدكتور جمال النجار عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر سابقا  وأحمد عطية صالح ومصطفى ياسين ومحمد رأفت ممثلوا صحف اللواء الإسلامي وعقيدتي وصوت الأزهر كان كاتب السطور متحدثا عن الصحف المسيحية مثلما أطلقت الندوة عنوانها ..تحدث الزملاء بطرق مختلفة وأدلى كل منهم بدلوه ..أختلفنا على المنصة وأتفقنا وهذا ما حدث أيضا مع الحضور ..والإختلاف قبل الإتفاق ظاهرة صحية وقولت نحن هنا أتينا لكي نسمع بعضنا البعض وأيضا لكي نختلف وهو أمرا طبيعيا ..وقولت في كلمتي أن أول إصدار مسيحي كان في القرن التاسع عشر وتقريبا في نهايته وذلك عام 1895 من خلال صدور مجلة التوفيق القبطية ثم تلاها مجلة الشرق والغرب التي صدرت عن الكنيسة الأسقفية في مصر ثم تلاها محلات مثل الهدي وأجنحة النسور ومدارس الأحد وخلاص النفوس والكرازة ووطني وهناك صحف عديدة أصدروها أفراد وهيئات مسيحية .. وقولت الصحف والمجلات المسيحية لم تصدر بشكل ديني بحت ولكنها تناولت الشأن العام من منظور وطني وأشرت إلى أن مجلات مثل الهدي وأجنحة النسور وهي وهو ووطني تناولت قضايا الوطن بشكل وطني وركزت على التنمية والوعي كمنهج في سياستها ..وأن الصحافة هي الصحافة سواء كانت تصبغ بالصبغة الدينية أم غير الدينية ..ليبرالية أو إشتراكية ..ألخ.

تطرق المتحدثون في الندوة إلى قضايا عديدة من شأنها قد تهدد مسيرة إستمرار الصحف والمجلات الدينية إلا أن لم تتدخل بعض الجهات والهيئات الدينية في تدعيمها وقد يكون محقين في البعض منها على أساس أنها صحف تعلن عن سياسة وعمل تلك الهيئات وإن كنت أرى أن الصحف يمكنها أن تنجح دون الإعتماد على دعم مادي من أى جهة طالما إنتهجت أسلوب أحترم عقل القراء وقدمت مادة تحريرية تستحق القراءة والبحث عنها، ولا يوجد من يدعم على طول الخط ولكن على الصحفيين في كل الصحف ومثلما قولت الصحافة لايمكن أن تكون فئوية ولكنها يمكن أن تكون متخصصة، ومن ثم فأنه لايوجد صحافة دينية بالمفهوم المقصود بنفس معنى الصحافة ولكن يوجد نشرات فئوية داخلية ..داخل من تريد أن تخاطبهم ..لأن الأصل في الصحافة هي أنها تخاطب الجميع ومن ثم لايمكن أبدا أن تكون هناك صحفية دينية وصحافة أخرى نطلق عليها صحافة العموم أو صحافة كل الناس أو عموم الناس ..أتصور أن المجتمع المصري ..مجتمع يحتوي الجميع ونجاحه مرهون بأنه لابد وان يستوعب الكل بعيدا عن الطائفية أو الفئوية وطالما طالبت في كثير من كتاباتي بأن تركز مساجدنا وكنائسنا على النمو الروحي والحديث على ما يجمعنا وليس الحديث عما يفرقنا ..هناك نقاط كثيرة تجعلنا كمجتمع نقف معا ونعيش معا ونلتحم معا ونبني مجتمعنا معا . مصر دولة عظيمة ..الدولة التي بها كيانات مثل الأزهر والكنيسة شريطة أن يركزان على هويتنا المصرية من منظور وطني فأنها حتما ستكون في مصاف الدول المتقدمة مثلما قولت أن تعمل على تنمية المجتمع روحيا وأن تبث فيه روح المحبة والحياة بين أبناء الوطن الواحد ثم بعد ذلك يؤدي كل منا دوره في المجتمع كل في تخصصه ..السياسي في السياسة والاقتصادي في الأقتصاد والطبيب في الطب والصحفي في الصحافة والمزارع في أرضه وكل منا يعمل ويشتغل على نفسه في مهنته دون أن يجور على الٱخرين ..مشكلتنا وأزمتنا أن فيه ناس عاوزة تشتغل كل حاجة وبعد فترة تكتشف أنها لا تصلح لأى حاجة .. التخصص مطلوب لكن الفئوية مرفوضة حتى لو كانت في مجال الصحافة .