الوصاية الأمريكية على الناتو.. بايدن يدعم فون دير لاين لقيادة الأطلسي

الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين
الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين

رشح الرئيس الأمريكي جو بايدن، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، لتولي منصب الأمين العام لحلف الناتو الذي يجمع بين أوروبا والولايات المتحدة، العام المقبل، خلفا للنرويجي ينس ستولتنبيرج، إذ يعتبر هذا الترشيح تأييدًا للاتحاد الأوروبي والنظام العالمي ما بعد الحرب العالمية الثانية من قبل الولايات المتحدة .

وقد يكون هذا الترشيح، الذي يأتي في وقت حرج، هو استجابة لمخاوف الحلفاء الأوروبيين إزاء فرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على دول الحلف الأوروبية زيادة الإنفاق على الدفاع وتهديده بالانسحاب من الحلف.

والآن، مع وجود انتخابات رئاسية في الولايات المتحدة في عام 2024، فإن هذا التشريح يمثل رسالة واضحة من بايدن لحلفائه بدعمه للحلف والتحالف الأوروبي.

ومع ذلك، فإن اختيار فون دير لاين، التي حصلت على لقب "شوتجن أوشي" بسبب ثقتها وعزمها القوي، كان مفاجئًا لبعض الناس، إذ تعد وزارة الدفاع الألمانية التي تولتها في السابق، في الفترة من 2013 حتى 2019، وكانت أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ ألمانيا، فترة سيئة، وتحديداً في عام 2015، كانت القوات الألمانية ضعيفة التجهيز، لدرجة أنّها اضطرت لاستخدام عصي المكنسة، بدلاً من المدافع الرشاشة في تمرين لحلف شمالي الأطلسي، كما أوردت مجلة "سبيكتاتور".

وتناقصت شعبيتها بسبب اتهامات الولاء الشخصي قبل أن تتم اختيارها من قبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتصبح رئيسة المفوضية الأوروبية في 2019.

ومع ذلك، فقد استقرت فون دير لاين خلال الفترة الأخيرة وحصلت على إشادة دولية، بما في ذلك من جو بايدن، بسبب دعمها الثابت لأوكرانيا، وبترشيحها ستكون فون دير لاين أول امرأة تتولى منصب الأمين العام لحلف الناتو، ما يعتبر مطلبًا طال انتظاره في أوساط الحلفاء.

ويعتبر هذا اختيارًا استراتيجيًا بسبب دور ألمانيا كأكبر اقتصاد في أوروبا، والتزامها بإعادة تسليح الجيش الألماني وتحديثه، وكونها أحد أهم الموردين للأسلحة لأوكرانيا، إضافة إلى وجود نحو 40 قاعدة عسكرية أمريكية في ألمانيا، في حين يرى بايدن ألمانيا كأقرب حليف عسكري للولايات المتحدة في أوروبا، ولذا اعتبر اختيار فون دير لاين دعمًا لحلفاء أمريكا.

 وكان وزير الدفاع البريطانى بن والاس هو المرشح الأوفر حظا لخلافة ينس ستولتنبيرج فى قيادة الناتو. إلا أن والاس فشل فى تأمين دعم البيت الأبيض فى ظل توترات حول الدعم العسكرى الطموح الذى تقدمه بريطانيا لأوكرانيا، وفقا لصحيفة التليجراف البريطانية.