في ذكرى الاستقلال.. أبرز رموز الثورة الجزائرية في وجه الاستعمار الفرنسي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

«وعقدوا العزم أن تحيا الجزائر.. فاشهدوا فاشهدوا فاشهدوا».. شعارٌ رفعه المناضلون في الجزائر ورددوه جيلًا بعد جيلٍ ودفع الأثمان من حياتهم وأعمارهم ودمائهم من أجل أن ينالوا ذلك، فسقط المليون ونصف المليون شهيد، ونحن قد شهدنا بعدهم على ذلك. 

مضى عامٌ كاملٌ في العقد السابع من الاستقلال الجزائري عن المستعمر الفرنسي، والذي رزخ تحته شعب الجزائر بأكمله لاثنين وثلاثين سنةً بعد المائة، فكان حتمًا لليل أن ينجلي وللقيد أن ينكسر ولأن تنال الجزائر حريتها رغم أنف المستعمر الفرنسي.

وفي الذكرى الـ61 لجلاء الاستعمار الفرنسي واستقلال الجزائر، والذي كان في 6 يوليو عام 1962، نستحضر ذكرى بعض من رموز الثورة الجزائرية في وجه الاستعمار الفرنسي، والذين خاضوا رحلة التحرر.

اقرأ أيضًا| رئيس البرلمان العربي يهنئ الجزائر بذكرى يوم الاستقلال عن الاستعمار

أحمد بن بلة

ومن أبرز رموز الثورة الجزائرية محمد أحمد بن بلّة، وهو أول رؤساء الجزائر بعد الاستقلال، من 29 سبتمبر 1962 إلى 19 يونيو 1965.

ومحمد بن بلة هو أحد مؤسسي جبهة التحرير الوطني في عام 1954، وسجنته الحكومة الفرنسية بالفترة من 1954 إلى 1962، وبعد الاستقلال أصبح رئيسًا للجزائر حتى خلعه هواري بومدين في انقلاب عسكري.

وقبل أن تنال الجزائر استقلالها، ألقي القبض على بن بلة سنة 1950 بالجزائر العاصمة، وحُكم عليه بعد سنتين بسبع سنوات سجن، وهرب من السجن سنة 1952 ليلتحق في القاهرة بحسين آيت أحمد ومحمد خضر حيث يكون فيما بعد الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني.

وقبض على أحمد بن بلة مرة أخرى سنة 1956 خلال عملية القرصنة الجوية التي نفذها الطيران العسكري الفرنسي ضد الطائرة التي كانت تنقله من المغرب إلى تونس، والتي كان معه خلالها أربعة قادة آخرين لجبهة التحرير الوطني وهم محمد بوضياف، رابح بيطاط، حسين آيت أحمد، ولشرف.

وتم اقتياده إلى سجن فرنسي يقع في الأراضي الفرنسية، وظل قابعًا في سجون المستعمر الفرنسي حتى موعد الاستقلال في 5 يوليو 1962 فعاد هو ورفاقه إلى الجزائر.

هواري بومدين

ومن الحديث عن أحمد بن بلة أول رؤساء الجزائر بعد الاستقلال إلى خليفته الذي انقلب عليه هواري بومدين، الذي تولى رئاسة الجزائر من يونيو 1965 وحتى وفاته في 27 ديسمبر 1978.

وبرز اسم هواري بومدين مع اندلاع الثورة الجزائرية في الفاتح من نوفمبر 1954، حيث انضم إلى جيش التحرير الوطني في المنطقة الغربية وتطورت حياته العسكرية، حيث أشرف في عام 1956 على تدريب وتشكيل خلايا عسكرية، وقد تلقى في مصر التدريب حيت اختير رفقة عددٍ من رفاقه لمهمة حمل الاسلحة.

وفي عام 1958، أصبح بومدين قائدًا للأركان الغربية، وأشرف على تنظيم جبهة التحرير الوطني عسكريًا ليصبح قائد الأركان.

وبعد نيل الاستقلال، أصبح هواري بومدين هو وزير الدفاع في حكومة الاستقلال عام 1962، ثم نائبًا لرئيس المجلس الثوري عام 1963 مع احتفاظه بمنصبه وزيرًا للدفاع، إلى ان قام بانقلاب عسكري على الرئيس أحمد بن بلة في يونيو 1965.

جميلة بوحيرد

وإلى واحدة من أشهر رموز الثورة الجزائرية والتحرر في العالم ككل، جميلة بوحيرد، جميلة بوحيرد، والتي ذاع صيتها إبّان الثورة الجزائرية، وهي تناضل من أجل القضاء على الاستعمار في بلادها.

أبانت جميلة بوحيرد منذ صغرها ميولًا وطنية نحو استقلال الجزائر، فمنذ أن كانت في المدرسة كانت ترفض أن تقول في طابور الصباح عبارة "فرنسا أمُنا"، وتستبدلها بـ"الجزائر أمُنا"، وكانت تصر على ذلك رغم تعرضها لمضايقات من مديريها الفرنسيين.

ومع اندلاع الثورة الجزائرية، كان دور جميلة بوحيرد يتمثل في كونها حلقة الوصل بين قائد الجبل في جبهة التحرير الجزائرية ومندوب القيادة في المدينة ياسيف السعدي، الذي كانت المنشورات الفرنسية في المدينة تعلن عن دفع مبلغ مائة ألف فرنك فرنسي ثمنًا لرأسه.

ونظرًا لبطولاتها وشعبيتها وسط المقاومة الجزائرية، أصبحت جميلة بوحيدر المطلوبة رقم 1 للجيش الفرنسي إلى أن تم القبض عليها عام 1957 عندما سقطت على الأرض تنزف دمًا بعد إصابتها برصاصة في الكتف.

تعرضت جميلة بوحيرد لجميع صنوف التعذيب لكنها تحملت الآلام، وأبت أن ترشد على أماكن رفقائها المقاومين، إلى أن جرت محاكمة صورية لها حُكم عليها فيها بالإعدام شنقًا. 

وأثناء المحاكمة وفور النطق بالحكم رددت جملتها الشهيرة: "أعرف أنكم ستحكمون علي بالإعدام لكن لا تنسوا أنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة".

وتم تحديد يوم 7 مارس 1958 لتنفيذ الحكم، لكن العالم كله ثار واجتمعت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بعد أن تلقت الملايين من برقيات الاستنكار من كل أنحاء العالم وطالبوا بإطلاق سراحها.

وعلى إثر ذلك، اضطرت سلطات الاستعمار الفرنسي إلى تأجيل تنفيذ الحكم تحت وطأة الضغوط الخارجية، قبل أن يتم تعديل الحكم إلى السجن مدى الحياة، لتخرج جميلة بوحيرد من السجن عام 1962 رفقة المناضلين الجزائرين الذين حبستهم فرنسا، وذلك بعد جلاء الاستعمار الفرنسي.

تأجل تنفيذ الحكم، ثم عُدّل إلى السجن مدى الحياة، وبعد تحرير الجزائر، خرجت جميلة بوحيرد من السجن مع بقية الأسرى المقاومين عام 1962، وتزوجت محاميها الفرنسي الشهير جاك فيرجيس.