عاجل

«سيدة الحرية».. ليست أمريكية ولكن في الأصل مصرية صعيدية| صور

ما هي قصة تمثال سيدة الحرية
ما هي قصة تمثال سيدة الحرية

شهد يوم 4 يوليو عام 1886، نصب تمثال الحرية في ميناء نيويورك، ولكن أن هذا التمثال يرجع لقصة سيدة مصرية صعيدية وليست أمريكية كما يعتقد البعض، وكان متواجد  في  ميناء بور سعيد بمصر.

وترتبط الولايات المتحدة في الأذهان بتمثال الحرية الضخم الذي يرتفع عن الأرض إلى قمة الشعلة بمسافة 93 مترا.  

والتمثال يمثل سيدة تقف على جزيرة في مدخل خليج نيويورك، ترمز أشعة تاجها إلى سبع قارات وسبع محيطات، وعند قدميها ترتمي أغلال عبودية محطمة، وهي تحمل في يدها لوحا كتب عليه تاريخ 4 يوليو 1776، وهو يوم توقيع إعلان استقلال الولايات المتحدة.

«سيدة الحرية» الأمريكية تتجه بنظرها إلى أوروبا، وهي تناديها بكلمات الشاعرة «إيما لازاروس» المنحوتة على قادة التمثال قائلة: «أرسلوا إلي المنبوذين!، المشردين!.. سأعطيهم شمعة ذهبية عند الباب». 

وتمثال الحرية الذي لا يعد فقط رمزا للولايات المتحدة بل وإحدى أدواتها في الدعاية لهيمنتها وسلطانها بهذا الرمز، لم يكن مشروعا أمريكيا على الإطلاق، وقد نحت في فرنسا ما وراء المحيط.

والشائع أن تمثال الحرية كان هدية من فرنسا إلى الولايات المتحدة في الذكرى المئوية لاستقلالها، إلا أن الحكومة الفرنسية لا علاقة لها بهذا الأمر.

وإقامة هذا النصب التذكاري الضخم والمعبر في الولايات المتحدة، فكرة بادر بها "إدوارد رينيه دي لابولاين"، وهو رئيس تجمع مناهض للعبودية، وكان يحلم ببناء النموذج الأمريكي في فرنسا.

وفي أول مرة تحدث فيما «إدوارد رينيه دي لابولاين» عن رغبته في تقديم هدية للولايات المتحدة من هذا النوع، كانت في عام 1865، وذلك خلال حفلة عشاء كان من بين من حضوره، النحات "فريدريك أوجست بارتولدي"، "صاحب" تمثال الحرية المستقبلي.

كُلف النحات الفرنسي فريدريك أوجست بارتولدي بمشروع التمثال، وصمم على شكل امرأة تقول إحدى الروايات إنها الحسناء إيزابيلا بوير، وكانت أرملة إسحاق سينجر، رجل الأعمال في مجال آلات الخياطة، في حين تقول الرواية الشائعة أنها آلهة الحرية الرومانية.

اللافت أن النحات فريدريك أوجست بارتولدي استلهم فكرة المرأة في تمثال الحرية لأول مرة من نماذج تماثيل موقع أبو سمبل الشهير في مصر أواخر عام 1860.

اقرأ أيضا|منع مسافرة من الطيران بسبب «دورة المياه»

هذا المبدع الفرنسي كان طور تصميما في سياق شغفه الكبير بالآثار لتمثال ضخم يمثل امرأة ترتدي زيا صعيديا، ليوضع في ميناء بور سعيد في الطرف الشمالي لقناة السويس.

كانت المرأة الصعيدية أيضا تحمل شعلة في يدها ويفترض أن تكون بارتفاع 26 مترا، وأن يصل ارتفاع قاعدتها إلى 15 مترا.

هذا النموذج الأولي لتمثال الحرية الأمريكي كان تحت اسم: «مصر تحمل النور إلى آسيا».

لم يكتب للمرأة الصعيدية أن تقف بمشعلها وهي تظهر لسكان الأرض أن مصر تضيء آسيا، وإذا أردنا الإنصاف، والعالم بأسره.  

مرجع فشل المشروع أن الحكومة المصرية في ذلك الوقت رأت أن نقل هيكل التمثال من فرنسا على مصر وتركيبه سيكون مكلفا جدا بالنسبة لها، إلا أن تصاميم التمثال بقيت ووجدت لها موطنا آخر.

أعاد بارتولدي النظر في مشروعه، وانتهى به المطاف إلى تمثال «الحرية تنير العالم».

جُمعت التبرعات بنشاط وتوفرت الظروف المناسبة لبناء هذا الصرح «الدعائي الهام» للولايات المتحدة، وفي عام 1886 ارتفعت هذه السيدة بتاجها السباعي وبمشعلها في ميناء نيويورك.

اقرأ أيضا| صور| إجلاء آلاف الزوار من جزيرة تمثال الحرية إثر حريق