استشارى نفسى :ساحات للتعلم.. وأبرز مشكلاتها إهدار الوقت والاكتئاب

في اليوم العالمي للتوحيد الرقمي: كيف أثرت السوشيال ميديا في حياتنا ؟

■ السوشيال ميديا غيّرت نمط حياتنا
■ السوشيال ميديا غيّرت نمط حياتنا

منذ أيام قليلة احتفل العالم فى 30 يونيو باليوم العالمي للتواصل الاجتماعى أى «يوم توحيد العالم الرقمي»، وهو اليوم الذي تظهر فيه أهمية وسائل التواصل الاجتماعى منذ ظهورها فى 2010 وحتى يومنا هذا، وما سببته من سلبيات وايجابيات، ويختص هذا العام بفكرة الربط بين الأشخاص على مستوى العالم..فقد تمكنت منصات التواصل الاجتماعي على مدار الأعوام الماضية من كسر حواجز المسافة واللغة والثقافة، مما يسمح للناس بالتواصل مع بعضهم البعض ومشاركة قصصهم.

يمكن أن يساعد ذلك فى بناء التفاهم والتعاطف بين الأشخاص من خلفيات مختلفة، ويمكن أن يساعد أيضاً فى تعزيز التسامح والقبول.

يعد موضوع «توحيد العالم الرقمي» بمثابة تذكير الإمكانيات الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي، من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعى بشكل مسئول وأخلاقي، يمكن للجميع المساعدة فى إنشاء عالم أكثر ارتباطا وشمولية، فتشغل وسائل التواصل الاجتماعى جزءاً كبيراً من استخدامه. فبحسب تقديرات مجلة فوربس العالمية، فى عام ٢٠٢٣، أنه يقدر بنحو ٤.٩ مليار شخص يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي فى جميع أنحاء العالم.

◄ اقرأ أيضًا | التعليم تلاحق مصدر تسريب امتحان مادتي الفيزياء والتاريخ عبر «السوشيال ميديا»    

◄ لغة العصر
وهذا ما أكده استشارى الصحة النفسية د. وليد هندي قائلا لاحظنا فى الفترة الماضية تعلق ادمان الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي، ولا نعرف ما هو سبب هذا التعلق الشديد بها، ولكن لسبب بسيط و هو أن الانترنت وسيلة للتنفيس الانفعالي حيث إنه يخرج الشحنة الداخلية للشخص سواء كانت شحنة غضب أو انفعال أو حتى شحنة عاطفية ، بالإضافة إلى أنه لا يتطلب التحرك أو الخروج من المنزل، فهو يتسم بالراحة وموفر للنفقات ومختصر للمسافات ويوفر أيضا نوعا من السرية للشباب فى علاقاته وتجعله يقابل من يحاوره بلغة العصر والتى تتوافق معهم كشباب.

وأضاف أن هناك فوائد إيجابية لاستخدام الانترنت مثل تبادل خبرات الحياة من خلال المحادثات واكتساب معلومات هادفة من خلال صفحات بعينها تهتم باحتياجات الانسان مثل صفحات الطبخ وكرة القدم وغيرهما، حيث أصبحت السوشيال ميديا ساحة لتنمية المواهب مثل الرسم والموسيقى والنحت على الخشب وغيرها من الأنشطة المسلية والهادفة فى نفس الوقت.

◄ رقابة مجتمعية
كما أتاح الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعى الفرصة بوصل العلاقات القديمة التى انقطعت مع مرور الوقت مثل اصدقاء الطفولة والدراسة وغيرهما، كما يتيح التواصل الاجتماعى متابعة الأحداث الجارية التى لم يغطها الإعلام بشكل مباشر، ولكن نعرفها من خلال السوشيال ميديا مثل الزلازل والحوادث الصغيرة، كما تتيح السوشيال ميديا نوعا من الترفيه مثل طرح الألعاب الاونلاين، وتتيح أيضا فرص التوظيف التى يلجأ لها الشباب والاستفادة منها.

وأخيرا يتيح الفيسبوك الكسب المادى من التجارة الإلكترونية ولكن بشرط تقديم محتوى هادف يجعل الشخص يجنى مكاسب مادية كبيرة. كما أن السوشيال ميديا وفرت سبل الثقافة المعرفية والتعليمية من خلال انتشار المكتبات التى تتيح القراءة اون لاين، والمتابعة التعليمية والرياضية للأطفال من خلال صفحات المدارس والنوادي.

وقال دكتور وليد هندى إن السوشيال ميديا هى اللص الخفى أو اللص الظريف هذا اللقب ما انتجته مواقع التواصل الاجتماعى أنها أصبحت بمثابة اللصوص الذين يدخلون فى المنازل يسرقون ممتلكاته ولكنها تقوم بسرقة الوقت والعمر.

◄ متلازمات مرضية
أدى هذا الى ظهور متلازمات مرضية خطيرة مثل اضطراب «الفومو» وهو عبارة عن قلق اثناء النوم من البعد عن منصات التواصل الاجتماعى فأصبح أنه يهدر ساعات النوم والراحة أيضا ليس فقط اهدار ساعات الاستيقاظ، بالإضافة إلى أن ٨٩ ٪ من مستخدمي الانترنت يعانون من متلازمة الاهتزاز الوهمى وهو الاعتقاد الدائم بأن هناك اشعارا وصل لهاتفه وأن شخصا ما أرسل له رسالة، بالإضافة إلى متلازمة «النومو فوبيا» عدم التخلى عن الموبايل فى كل أوقات اليوم فى العمل والتنزه ووقت الرفاهية والاسترخاء وغيرها من الأماكن التى لا يجوز استخدام الهاتف بها ولكنه لم يتركه من يده، وهناك أيضا متلازمة تسمى «الاسكرولينج» وهى متلازمة متابعة الأخبار السيئة فى الحروب والأوبئة، فيعتبر هذا اهدار الوقت فى الحزن والاكتئاب وليس فى الترفيه والتسلية.