ونحن مازلنا فى رحاب الذكرى العاشرة لثورة الثلاثين من يونيو 2013،...، نحاول إلقاء نظرة فاحصة ومتأملة على ما جرى وما كان فى تلك الثورة الفارقة فى تاريخ مصر المعاصر، اعتمادا على ما ذكرته مراكز ومحطات الرصد والتحليل الإقليمية والدولية، عن ذلك الحدث غير المسبوق فى المنطقة والعالم.
وفى هذه النظرة يلفت انتباهنا بالضرورة ما اتفقت عليه هذه المراكز وتلك المحطات، من أن ما جرى فى الثلاثين من يونيو 2013 أنقذ مصر من المصير المظلم، الذى كانت تنحدر إليه على أيدى جماعة التطرف والظلام، التى سيطرت على البلاد واستولت على الحكم طوال عام أسود، كادت فيه البلاد أن تفقد هويتها تماما.
وإذا كانت هناك ملامح أكثر بروزا من غيرها فيما رصدته وسجلته تلك المراكز عن ذلك اليوم، فهو ذلك المشهد المهيب وغير المسبوق للخروج الكبير لكل الشعب المصرى، الذى هب من كل مكان على أرض مصر لإعلان إرادته والتعبير عن رفضه القاطع لاستمرار المرشد وجماعته المتطرفة، فى حكم البلاد والتحكم فى مصير العباد.
وتؤكد هذه المراكز وتلك المحطات، أن هذا الخروج الشعبى الكبير والهائل هو حدث متفرد وغير مسبوق، حيث لم تسجل الوقائع التاريخية المعاصرة ولا السابقة عليها خروجا يماثله فى تاريخ الشعوب والأمم.
فلم يذكر التاريخ على كثرة ما ذكر خروجا لأى شعب من الشعوب يماثل خروج الشعب المصري في ثورته التاريخية فى الثلاثين من يونيو 2013،...، الذى كان وبحق حدثا مشهودا لفت أنظار العالم كله، وهو يرقب ويشاهد خروج ملايين المصريين يعلنون إرادتهم فى ثورتهم على ما كان قائما، ويؤكدون رفضهم لحكم المرشد وجماعته، وإصرارهم على استعادة مصر من غربتها واستعادتها لهويتها الوطنية وطبيعتها السمحة الوسطية الكارهة للتطرف والإرهاب، والساعية للحرية والديمقراطية والبناء والسلام والمستقبل الأفضل بإذن الله .
