عاجل

بسم الله

د. محمد حسن البنا يكتب: السويد تعترف «1»

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

أخيرا اعترفت الحكومة السويدية، وعبرت عن إدانتها لإحراق مواطن من أصل عراقي نسخة من المصحف أمام مسجد ستوكهولم الرئيسي.

قالت في بيان لها «ما قام به عمل معادٍ للإسلام». صحيح أن الاعتراف جاء بعد رد الفعل الإسلامي ضد السويد، وصدور العديد من بيانات الشجب والإدانة، وعلى رأسها ما صدر عن الأزهر الشريف، ودعوته لمقاطعة السويد ومنتجاتها. وأيضاً دعوة منظّمة التعاون الإسلامي خلال اجتماعها في جدّة بالسعودية لإتخاذ إجراءات لمنع تكرار أفعال مماثلة.

وإذا كانت الخارجية السويدية أعلنت في بيان لها أن الحكومة تتفهم بالكامل أن الأعمال المعادية للإسلام التى يرتكبها أفراد خلال تظاهرات في السويد يمكن أن تكون مسيئة للمسلمين، فإننى أوضح لها أن احترام معتقدات وديانات الآخرين واجب مقدس لدى كافة حكومات ودول العالم. وأن هذا الواجب لا يعلوه ما تتشدقون به من حرية الرأى والتعبير. فأنتم بلا شك، وأنا معكم، تمنعون أية إساءة للمسيحية واليهودية، وحتى الإلحاد تعتبرونه حرية تعبير. ورغم ما صدر في البيان «إنّنا ندين بشدّة هذه الأعمال التى لا تعكس بأيّ حال من الأحوال آراء الحكومة السويدية»، إلا أنكم تتشدقون بأنّ «حرية التعبير حقّ محميّ دستورياً فى السويد».

أضم صوتي لما دعت إليه منظمة التعاون الإسلامى من ضرورة «اتخاذ موقف موحّد وتدابير جماعية للحيلولة دون تكرار حوادث تدنيس نسخ من المصحف الشريف والإساءة إلى نبينا الكريم». وكما قال الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه: «نحن فى حاجة إلى توجيه رسالة واضحة بأن هذه الأفعال، ليست مجرد حوادث إسلاموفوبيا عادية».

بالطبع نحن نحتاج إلى مواجهة فكرية ملتزمة بالدعوة بالحسنى، كما قال سبحانه فى سورة النحل آية 125: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين».

ونحن هنا نحتاج إلى تصرف موزون وحكيم فى مواجهة هذه الخرافات المدفوعة الأجر. ونعلم تماما من وراءها. وللحديث بقية غداً بإذن الله.
دعاء: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.