القارئ والمبتهل بالإذاعة الشيخ يوسف قاسم حلاوة من كبار القراء ..أول من اعتمد قارئًا ومبتهلًا فى الإذاعة

الشيخ يوسف قاسم و الشيخ محمد مختار جمعة
الشيخ يوسف قاسم و الشيخ محمد مختار جمعة

القارئ الشاب الذى لم يعرف من دنيا الناس سوى القرآن الكريم منذ نعومة أظفاره وعمره ثلاث سنوات ودرس على يدى كبار علماء القراءات فى مصر الجهابذة من بينهم العلامة الشيخ عبدالفتاح مدكور والعلامة الشيخ عبدالحكيم عبداللطيف وغيرهم.. فانعكست دراسته القرآنية والدنيوية على دنيا الناس فاضاءت فأجازوه أساتذته جميعاً قارئاً ومقرئاً ومعلماً كما أجازته الإذاعة المصرية قارئا ومبتهلاً.. وهذه الاجازة لم ينلها إلا هو بمفرده.. أنه القارئ الشاب المنحة الربانية له ولمصر وللإذاعة المصرية صاحبة الاكتشاف «اللواء الإسلامى» صاحبة السبق بهذه السطور التالية..

ولد فضيلة القارئ الشيخ يوسف قاسم حلاوة فى ١/٥/١٩٨٧م بقرية مشتهر بمدينة طوخ بمحافظة القليوبية − لقد منَّ الله على الصغير أن يكون والداه من حفظة القرآن الكريم الأب والأم.. ونذر الوالدين إن كان المولود ذكراً أن يهباه للقرآن الكريم − وفعلاً ببركة الدعاء كان المولود ذكرا − وقد سماه والده يوسف تيمناً بسيدنا يوسف عليه السلام − ووالده اسمه قاسم وهو اسم من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم فاستلمه والده منذ نعومة أظافره بأن يحفظ القرآن الكريم وعمره لا يتعد الثلاث سنوات والنصف وقد أتم الصغير حفظه كاملاً وعمره لا يتعد السادسة من عمره.. وكما أن الأم كانت من الحفظة هى أيضا استلمت الصغير لتراجع ما قام أبوه بتحفيظه الآيات الكريمات من القرآن الكريم. فوجدا الوالدان فى الصغير ذكاء حاد ونباهة حاضرة − وذاكرة بيضاء ناصعة − واستعداده وحبه وعشقه للقرآن الكريم. وعلى غير العادة حفظ الشيخ يوسف الصغير القرآن الكريم كله.. ففى هذا اليوم استعد الوالدان بإقامة حفلة كبيرة حضرها أهله وزملاؤه من البلدة على مائدة غداء خللها بعض القراء الذين حضروا الحفل لقراءة القرآن الكريم.

رحلته مع التجويد

أراد والده أن يعلمه التجويد ليقرأ القرآن الكريم كما أنزل − وأن يجعله فى منازل المجودين للمصحف مرتلاً أمثال الشيخ محمود خليل الحصرى والشيخ محمد صديق المنشاوى − وغيرهم − البداية كانت ارساله للشيخ إبراهيم حسن فكان أول من تلقى منه التجويد. التحق الصغير الشيخ يوسف بعدد من المسابقات المحلية وحصل على المركز الرابع على مستوى محافظة القليوبية.

ومن المفارقات أن والده فضيلة الشيخ قاسم حلاوة سمع بالصدفة عن المسابقة العالمية للقرآن الكريم عن طريق الراديو − فقدم ابنه الشيخ يوسف فيها وكان عمره وقتها لا يتعد السابعة من عمره.. وهنا تعجب الحاضرون والقائمون على المسابقة.. كيف طفلاً صغيراً يحفظ القرآن الكريم وعمره لا يتجاوز السابعة وهو يقرأ القرآن الكريم بلسان عربى مبين ونطق الحروف عنده سليم والوقفات سليمة وفى غاية الاتقان والجمال.

والسؤال هنا كيف سيطر هذا الصغير بجمال صوته على اللجنة العالمية (وهى المسابقة العالمية الثانية للقرآن الكريم والمقامة بجمهورية مصر العربية فى عام ١٩٩٥.. وقال أحد أعضاء اللجنة للصغير الولد ده جميل فرد عليه عضواً آخر لا هو «حلاوة» أنت يا يوسف حلاوة.. أجمل من الحلاوة .. فصفق الحضور مهللين الله أكبر.. الله أكبر.. ومنح الصغير الشيخ يوسف قاسم حلاوة على المركز الأول على مستوى العالم.

المسابقة العالمية بالمغرب

ومن مسابقة مصر إلى مسابقة المغرب وقد شارك فيها الصغير ومثل فيها مصر وهى مسابقة الملك محمد السادس بالمغرب للقرآن الكريم - فرع الصوت - بعد التصفيات وبعد ترشيح وزارة الأوقاف وبفضل الله حصل على المركز الثانى على مستوى العالم أيضاً.

رحلته التعليمية

ولم يكتف الشيخ يوسف على حفظه وتجويده للقرآن الكريم − بل بدأ رحلته التعليمية − فالتحق بمعهد القراءات بالتوازى مع تعليمه العام، فدرس فى معهد القراءات لمدة أعوام وحصل فيها على شهادة التخصص − ومنه التحق بكلية القرآن الكريم بطنطا − جامعة الأزهر الشريف وحصل فيها على ليسانس القراءات وعلومها.. فى الوقت الذى حصل فيه على ليسانس اللغة العربية وآدابها وعلومها من كلية دار العلوم جامعة المنيا عام ٢٠٠٩م.

رحلته مع المقامات

الصوتية والأداءات

التحق بمعهد الموسيقى العربية − حتى يصقل موهبته − فكان لوالده الدور الأكبر فى ذلك وتشجيعه على ذلك وهنا ازداد فضيلته خبرة كبيرة فى التنقل من مقام إلى مقام.. فأصبح صوته له خامة معينة يعرفها أهل الفن − فهو غير مقلد لأحد.. فاستحسنه كل الموسيقيين بهذا الأداء − رغم أنه قبل دراسته للموسيقى كان يقلد ١١ قارئاً − فنصحوه أساتذة هذا الفن بأن يستقل بصوته − لأن خامة صوته مميزة جداً.

رحلته العلمية التجويد والقراءات

رغم صغر هذا القارئ إلا أنه عاش طفولته ومرحلته الشبابية التى هو فيها الآن مع القرآن علماً ودراسة هنا وهناك ما بين الجامعات العلمية .. وما بين دراسته للقرآن وعلومه والقراءات العشر فهو تلقى التجويد من العديد من كبار القراء.. فكما ذكرنا سالفاً تلقى التجويد على يد الشيخ إبراهيم حسن البرادعى وتتلمذ أيضا على يد الشيخ محمد أحمد الجعيدى عضو لجنة المصف الشريف وشيخ مقرأة الحسين سابقاً − فمكث معه عامين قرأ عليه القرآن الكريم كاملاً.. وكما قرأ على الكثير من أئمة القراء والأداء وأجيز منهم أمثال: العلامة الشيخ عبدالفتاح مدكور − رحمه الله − والشيخ على العريان − وتلقى العشر الصغرى «السبعة» من الشيخ صلاح سمير مفتاح بالخانكة والشيخ على العريان.

كما تلقى على العلامة البحر الشيخ عبدالحكيم عبداللطيف − رحمه الله − شيخ عموم المقارئ المصرية وأعلم أهل الأرض فى علوم القراءات بالتجويد والقراءات فى عصره فأجازه قارئاً ومعلماً.

كما تلقى على يد الشيخ حسنين جبريل وأجيز منه والشيخ مصطفى عبدالمعبود وأجيز منه.

وقرأ أيضا على يد الشيخ صالح الشيمى والشيخ فتحى داوود.

سفير للقرآن الكريم

وفى تلك الفترة بعد ممارسته لقراءة القرآن الكريم فى المحافل − ازدادت شهرة الشيخ فى منطقة القناطر الخيرية والمحافظة المجاورة.. إلا أن وزارة الأوقاف المصرية رشحته للسفر لإحياء بعض الليالى القرآنية فى بعض الدول.. نذكر منها الأردن، تنزانيا وتركيا، والمغرب، والصين، والإمارات وغيرها.. لإمامة المسلمين فى صلاة التراويح والتهجد وإحياء الحفلات والمناسبات الدينية.

وللعلم أنه تم تكريمه من الملك عبدالله الحسين ملك الأردن ومن رئيس بلدية اسطنبول بتركيا وكل الدول الأخرى التى ذهب إليها.. نهاية بتكريم رئيس دولة تنزانيا.. وهو يتمنى السفر إلى المسجد الأقصى يوم تحريره من اليهود.

قارئ ومبتهل بالإذاعة

ومن المفارقات تم إلتحاقه بالإذاعة المصرية − فتم اعتماده قارئاً ومبتهلاً بالإذاعة والتليفزيون .. وهو أول قارئ من جيل الشباب على مدى السنوات القليلة الماضية والذى تم اعتماده قارئاً ومبتهلاً بالإذاعة من أول وهلة بإجماع كل أعضاء اللجنة كان ذلك فى عام ٢٠١٤م وله تلاوات قصيرة تذاع على شبكة إذاعة القرآن الكريم.

ولكن ينتظر أن يصعد إلى الإذاعات الطويلة أى على الهواء مباشرة لقراءة قرآن الفجر والجمعة والاحتفالات على الهواء وهذا ما ندعو الله أن يوفقه لذلك.. ونكون من أوائل المستمعين له ويعتبر الشيخ يوسف حلاوة إضافة جديدة للإذاعة المصرية وصوت متميز وأداء عالى ومجيد ومحكم للقرآن الكريم.

الشيخ يوسف فى سطور:

متزوج وله أربعة من الأولاد.

له كتابان غاية فى الأهمية وهما «حلية التلاوة فى تجويد الاداء والقراءة»، «كتاب مبين سفينة القراء فى القراءات العشر الصغرى».

تم اختياره فى جامعة مصر بأكتوبر لتعليم طلاب الجامعة كيفية القراءة السليمة بالتون.

كرمه رئيس وزراء تنزانيا أكثر من مرة.. وحرم رئيس الدولة هناك.

لازال فضيلته يمكث على كثير من علوم القراءات لتخريج أجيال تحسن القراءة السليمة من داخل مسجد الخازندارة.