هجمة مرتدة

إلهام عبدالفتاح تكتب: استعادة الوطن

إلهام عبدالفتاح
إلهام عبدالفتاح

أرى أننا قصرنا فى حق ثورة 30 يونيو المجيدة ولم نعطها ما تستحق من توثيق درامى و أكاديمي كحدث عملاق ليس في تاريخ مصر المعاصر فقط ولكن فى تاريخ  منطقة الشرق الأوسط كلها .

عشر سنوات على ثورة 30 يونيو  مرت سريعا ومن كان طفلا    فى وقتها أصبح الآن شابا يافعا ومن واجبنا أن يدرك هولاء الشباب قيمة ماقام به الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013 وحتى لا تأخذنا مشاغل الحياة ويرحل الجيل الذى انتفض لإستعادة وطنه فيجد المتربصون الفرصة لقلب الحقائق بما يتوافق مع أهدافهم ومخططاتهم وهو أمر سهل فى عالم السوشيال ميديا وتقنيات الذكاء الاصطناعي ولايفسد هذا التربص سوى الوعى وتوثيق للثورة بمقدماتها وأحداثها ونتائجها .

ومن السذاجة أن نعتقد أن نجاح ثورة 30 يونيو يعنى إنتهاء الحرب والمؤامرات على الدولة المصرية فإذا كان الشعب المصرى بمساندة قواته المسلحة  أنقذ البلاد فى يونيو 2013 فإن الحرب اتخذت اشكالا متعددة خلال السنوات التالية  أفسدها تلاحم الجيش مع الشعب وبنظرة فاحصة لمحيطنا العربى والافريقى سندرك أن مصر محط اطماع الكثيرين.

عظمة ثورة 30 يونيو إنها لم تكن إنتفاضة ضد حاكم ولكنها ثورة شعبية ضد محاولات طمس هوية مصر الوطنية وزرع الانقسام داخل المجتمع المصرى ومؤسساته المختلفة.. ثورة 30 يونيو كانت لأستعادة الوطن من جماعة الاخوان ومؤيديها ومموليها  تلك الجماعة التى ارتدت عباءة الدين وبمجرد وصولها للحكم سقط عنها القناع وظهر وجهها القبيح.

ثورة 30 يونيو لم تكن ثورة صنعتها النخب ولكنها صناعة شعبية مائة بالمائة خرج فيها جميع أطياف الشعب وطبقاته وفى جميع ميادين  وشوارع محافظات مصر المختلفة تحت حماية الجيش المصرى العظيم وقائده الفريق عبد الفتاح السيسى .
وفى الذكرى العاشرة للثورة لابد أن نتذكر بالعرفان شهداء الجيش والشرطة والقضاء الذين كانت أرواحهم ثمنا غاليا كى تحيا مصر.