ثورة 30 يونيو

«عظيمات مصر» وقود الثورة | أشعلن شرارة الغضب ضد الجماعة الإرهابية

عظيمات مصر يتقدمن صفوف الثوار
عظيمات مصر يتقدمن صفوف الثوار

«هى التى تصدرت المشهد فى 30 يونيو، وحينما طالبت المواطنين بالنزول لتفويضى فى مواجهة الإرهاب، وكنا وقتها فى رمضان، كانت المرأة هى المُحرك، وأول من خرج إلى الشوارع، والعالم كله رأى ذلك، وتأكد أن ما يحدث فى مصر هو ثورة رفض شعبي يدعمها الجيش»، بهذه الكلمات تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن دور المرأة المصرية المؤثر والفاعل فى ثورة 30 يونيو، خلال الاحتفال بتكريم المرأة المصرية والأم المثالية، مُشيرًا كعادته إلى أن «عظيمات مصر» - على حد وصفه - كن وسيبقين أيقونة العمل والكفاح والنضال من أجل الوطن.

يحرص الرئيس السيسي، دائمًا على الحديث عن جميع أدوار المرأة المصرية فى المجتمع، مؤكدًا أنها أثبتت مرة بعد الأخرى، أنها معين لا ينضب من الوعى السليم ومزيج فريد من العقل والقلب، ومن الموضوعية والعاطفة بما جعلها دائمًا، قوة دفع هائلة للوطن فى محنه وشدائده، قبل أوقاته السارة والسعيدة، ويقول عنها: «كمواطن مصرى، مُهتم بأحوال هذا الوطن وشعبه، أقول بصدق إن المرأة المصرية تستحق ما هو أفضل وتستحق من الدولة والمجتمع أن يبذلا قصارى الجهد لتوفير الظروف الملائمة لحفظ حقوقها، وتعزيزها وتفعيل دورها فى جميع المجالات، لقد كانت المرأة المصرية دائمًا هى كلمة السر، مُفتتح الكلام ومنتهاه، طاقة العطاء والصبر والتحمل، أيقونة الإصرار والعزيمة والنجاح».

◄ اقرأ أيضًا | ثورة 30 يونيو| يوم عودة الوطن

◄ مسيرة كفاح
لعبت المرأة المصرية دورًا بارزًا فى ثورة 30 يونيو، فكانت بمثابة القوة الناعمة للاحتجاجات التى أطاحت بالإخوان عن السلطة، ولم يكن يوم 30 يونيو بداية ثورة المرأة ضد نظام الإخوان، فقد أظهرت نساء مصر رفضهن لوجود الإخوان بمجرد إعلان فوز المعزول محمد مرسى، وخلال عام توليه الرئاسة شاركت الفتيات والنساء فى عشرات الاحتجاجات والتظاهرات، وكانت أولى معارك المرأة هى الدستور، ففى سبتمبر 2012 نظمت العشرات من سيدات «الجبهة الوطنية لنساء مصر» مظاهرة بميدان طلعت حرب بوسط القاهرة، ونددت المتظاهرات بما وصفته بأنه «تهميش المرأة بالجمعية التأسيسية للدستور»، مُرددات هتافات «صوت المرأة ليس عورة.. صوت المرآة ثورة ثورة»، وطالبت الجبهة بمُشاركة عادلة للنساء فى كتابة الدستور، لا تقل عن 50%، وتوحيد صف التيار المدنى الليبرالى واليسارى فى مواجهة تيار الإسلام السياسي.

توالت احتجاجات النساء، وفى يوم 25 ديسمبر 2012، قام عدد من الفتيات والسيدات بقص شعرهن خلال وقفة لهن بميدان التحرير، احتجاجًا على مشروع الدستور، الذى لم يُعط للمرأة حقوقها، وفى 13 يناير 2013 حذفت وزارة التربية والتعليم صورة الدكتورة درية شفيق، إحدى رائدات حركة تحرير المرأة بمصر، من مادة التربية الوطنية للمرحلة الثانوية بحجة أنها غير محجبة، فيما انتقدت ذلك لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى ذى الأغلبية الإسلامية، وفى فبراير 2013، انطلقت مسيرة نسائية حاشدة من أمام مسجد السيدة زينب متجهة إلى ميدان التحرير، مُنددات بالتحرش الذى يتعرضن له فى الشوارع، رافعات شعار «من حقنا.. الشارع لنا»، وكان ذلك ردًا على واقعة التحرش الجنسي والاعتداء على ناشطات سياسيات ليلة 25 يناير 2013، وفى نفس العام منعت إحدى المعلمات فى مدرسة أسماء بنت أبي بكر الإعدادية بالإسكندرية طالبة متفوقة علميًا من التصوير مع زميلاتها بعد تسلمها شهادة التقدير لأنها غير مُحجبة، كما اعتدت ميليشيات الجماعة الإرهابية على مجموعة من الشباب المتظاهرين أمام مكتب الإرشاد بالمقطم فى 16 مارس، وكان بينهم الناشطة ميرفت موسى التى تعرضت للصفع أثناء محاولتها الدفاع عن الناشط أحمد دومة، كما تعرضت للسباب والشتائم على مرأى ومسمع الجميع، وكان ذلك بالتزامن مع مناقشة المجلس القومى للمرأة وثيقة منع العنف ضد المرأة فى الأمم المتحدة، وفى نفس الوقت، تم تهديد طالبة بحبس والدها، وحرمانها من المشاركة فى أنشطة الإذاعة المدرسية، وذلك بعد إلقائها قصيدة معادية للنظام، كما أقصت الجماعة الدكتورة إيناس عبدالدايم، رئيس الأوبرا، من منصبها لرفضها سعى الجماعة للسيطرة على الدار وأخونتها.

وفى اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، تم استهداف النساء والفتيات المشاركات فى إحدى المظاهرات أمام مجلس الشورى، وأُلقى القبض على 13 فتاة، واحتُجزت مجموعة من الصحفيات بعد الاعتداء عليهن بالضرب، وقام أحد أنصار الإخوان بصفع سيدة مُسنة على وجهها خلال مُحاكمة المعزول محمد مرسي، والحقيقة أنه لم يسبق مثيل لمشاركة المرأة فى تظاهرات مثلما حدث فى ثورة 30 يونيو 2013 من حيث العدد الهائل من النساء اللاتى كسرن حاجز الخوف ونزلن إلى الشوارع رافعات شعار «ارحل»، من مُختلف شرائح المُجتمع والفئات العمرية.

◄ مُقدمة الصفوف
الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، عضو مجلس النواب، تُشير إلى أن دور المرأة المصرية فى ثورة 30 يونيو، لم يكن مُجرد النزول إلى الشارع لتُشارك بكامل قوتها فى الثورة، لكنها كانت فى مُقدمة الصفوف الأولى التى نادت بإسقاط حكم الجماعة الإرهابية، وكانت هى الوقود الذى أشعل نار الثورة حينما أعلنت رفضها تخريب الدولة، وإهانة المرأة، وشل حركتها عن العمل، وإضعاف مساهماتها فى المجتمع، وهو المُخطط الأول الذى كانت تسعى الجماعة الإرهابية لتنفيذه بمنتهى العنف مُستهدفة محو هوية المرأة المصرية وطمسها فى التراب.
أضافت، أن المرأة المصرية كانت السبب وراء خروج الشباب فى ثورة 30 يونيو، فهى التى تُعلم الأمة وتصنع الأجيال، ولها دور مؤسس فى التربية، مشيرة إلى أن ثورة 30 يونيو ثورة حقيقية استطاعت المرأة المصرية أن تتصدر فيها الصفوف بدون خوف رغم حملات التخويف والتهريب التى كانت تستهدف تخويفها فكانت المرأة فاعلا وشريكا حقيقيا في هذه الثورة .

وعما حققته المرأة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أوضحت أن المرأة المصرية تُحقق الآن الكثير من طموحاتها، خصوصًا بعد أن دشن الرئيس عام 2017 عامًا للمرأة المصرية، ومنذ ذلك العام والإنجازات تنطلق، فأُطلقت استراتيجية 2030 التى تعمل على تمكين المرأة اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا، ويؤكد الرئيس فى جميع المؤتمرات دعمه لدور المرأة وحقوقها، ويُشدد دائمًا على أن جميع طلباتها قيد التنفيذ، ومنحتها القيادة السياسية وظائف جديرة بها تليق بمكانتها، وبالفعل خطت المرأة كثيرا من الخطوات الهامة فى تاريخها، من بينها إصدار تشريعات وقوانين لحماية حقوق المرأة، دخول المرأة البرلمان وزيادة نسبة المشاركة، تفعيل دور المجلس القومى للمرأة بشكل أكبر وقيامه بالكثير من المبادرات المهمة التى تهدف لمناهضة العنف ضد المرأة، وتمكين المرأة، وتمثيلها فى وظائف المحافظ، وزيادة عدد الوزيرات بالحكومة، كما عُيِّنت المرأة قاضية، وغيرها من الحقوق والمكتسبات التى نالتها، ولا يزال ينتظرها الكثير من الإنجازات، فى ظل وجود قيادة سياسية تؤمن بالمرأة ودورها الحقيقى فى المجتمع.

وقالت الشوباشي، إن هناك استراتيجيات واضحة تهدف لتمكين المرأة المصرية، وخطط عمل واضحة على الأرض لتنفيذ الاستراتيجيات فى إطار استراتيجية 2030، والدولة حريصة على تمكين المرأة، وكل النتائج التى تحدث على الأرض من خلال المبادرات والحملات تستهدف تمكين المرأة، والفضل يعود بالمقام الأول للقيادة السياسية ودورها الكبير فى دعم المرأة المصرية.

◄ كيان ناقص
من جانبها، قالت مارجريت عازر، أمين عام المجلس القومى للمرأة سابقًا، إن الإخوان كانوا ينظرون للمرأة على أنها كيان ناقص، وشاهدنا فتاواهم بحرمة الاختلاط فى الجامعات والمدارس، مُضيفة أن نساء مصر، تعرضن لمُختلف أنواع الظلم والقهر خلال العام الأسود لحكم الجماعة الإرهابية، بسب دعمهن للمشاركة فى المظاهرات والمسيرات ضد الإخوان، وأطلقت الجماعة فتاوى تحريم المشاركة بالمظاهرات بحجة الاختلاط، وقاموا بتحريم بعض الوظائف بحجة أن المرأة غير قادرة على التحكم فى عواطفها، وهذا غير صحيح، وأشارت إلى أن المرأة كانت تواجه العديد من المضايقات خصوصًا غير المحجبات.

أضافت، أن ثورة 30 يونيو أعادت الروح والكرامة للمرأة، وأنقذت الوطن من قوى الظلام والتطرف، وأصبحت المرأة تعيش عصرها الذهبى، وحصلت على مكتسبات ظلت بمثابة أحلام لسنوات، ورفعت سقف طموحها إلى عنان السماء، فقد كانت الثورة طوق نجاة أنقذت الدولة ومعها المرأة من عصابة استباحت كل شىء لتُنفذ أجندتها ومُخططاتها الخارجية، وتُدمر جميع القطاعات والمؤسسات، لافتة إلى أن هناك عشرات المُكتسبات التى حصلت عليها المرأة المصرية بعد ثورة 30 يونيو، تشمل على سبيل المثال لا الحصر، تمثيل المرأة بنسبة 25% فى مجلس النواب، و27% فى الحكومة، وكذلك مشاركتها فى الهيئات القضائية والمحافظين ومستشارى الرئيس، وغيرها.

◄ مواجهة الجماعة
الدكتورة أمل زكريا، عضو مجلس النواب، مُقرر المجلس القومى للطفولة والأمومة بالبحيرة، تُشير إلى أن المرأة كانت القائد والمُعلم فى ثورة 30 يونيو، وتحملت عبء المشاركة بالثورة ومواجهة جماعة الإخوان الإرهابية، وتحملت عنف الجماعة ضدها، لافتة إلى أن خطاب الجماعة الذى يرى أن المرأة عورة ومكانها المنزل، واعتداء أعضائها على النساء بالضرب والسحل أمام مقر الجماعة بالمقطم كان من الأسباب الرئيسية للمواجهة مع الجماعة، ومشاركة النساء بقوة لخوفهن على مكتسباتهن التى عانين لعقود طويلة من أجل الحصول عليها، موضحة أن مُشاركة المرأة امتدت للاستفتاءات والانتخابات التى شهدتها البلاد بعد 30 يونيو 2013، حيث شكلت النساء نحو 54% من مجموع الأصوات التى حصل عليها الرئيس عبد الفتاح السيسى، وانعكست مشاركة المرأة فى ثورة 30 يونيو عليها سياسيًا وعلى مشاركتها فى المجال العام، وكانت أحد أسباب وصول هذا العدد من السيدات لقبة البرلمان لأول مرة، كما حصلت على أعلى نسبة تمثيل فى تاريخ المجالس النيابية، إضافة لتعيين الرئيس 14 سيدة، وتخصيص 25% من مقاعد المجالس المحلية للنساء.

أضافت، أن المرأة المصرية تعيش حاليًا عصرها الذهبى بما كفله لها الدستور والقانون من نقلة تاريخية غير مسبوقة، مُشيرة إلى أن الدولة المصرية أصبحت مثالًا يُحتذى به على مستوى العالم بعد قرارات الرئيس عبد الفتاح السيسى بشأن دعم وتمكين المرأة، إضافة لتعديل الدستور الذى كفل للمرأة حقوقها فى التشريع والتواجد بالمحليات وعدم التمييز ضدها بوجه عام، كما أشارت إلى أن الدولة المصرية تجاوزت مرحلة حقوق المرأة التى باتت من الماضى، وأصبح الحديث حاليًا عن كيف تثبت المرأة كفاءتها فى مواقع عملها الجديدة، لافتة إلى أن عدد النائبات بمجلسى النواب والشيوخ بات جيدًا للغاية بما يُمكن المرأة من اتخاذ القرارات والمشاركة فى سن التشريعات دون تمييز مع الرجل.