ثورة 30 يونيو| يوم عودة الوطن

ثورة 30 يونيو - صورة أرشيفية
ثورة 30 يونيو - صورة أرشيفية

شتان الفارق بين مصر قبل ثورة 30 يونيو وبين مصر بعد 30 يونيو، فروقات واضحة كالشمس، فمن الانهيار بمختلف المجالات سواء الاقتصادية أو الاجتماعية، ووصل الاحتياطى النقدى لأرقام مخيفة، وتراجع الاحتياطى الاستراتيجي للسلع، فضلا عن الحالة الفوضوية التى عمت الشارع، إلى إنجازات بدأت بتماسك الدولة وبناء الإنسان ورفع الوعى ومكافحة الشائعات.

ومع حلول الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو يتذكر ملايين المصريين تلك الشهور الـ12 السوداء السابقة لثورة 30 يونيو، وتحديدًا منذ تولى الجماعة الإرهابية مقاليد السلطة، وما مثلوه من تهديد غير مسبوق لكيان الدولة المصرية من رأس السلطة نفسها بتوجهه نحو أخونة مؤسسات الدولة، وممارسة الاستبداد السياسي بتحصين قراراته بإعلان دستورى معيب، وزرع الانقسام داخل المجتمع المصري بتهديد عناصر جماعته المستمر للمسيحيين ثم تعاونه وحمايته للجماعات الإرهابية فى سيناء، ثم تعرض مصر إلى هجمة شرسة تستهدف هويتها فى المقام الأول، عبر فرض الإخوان لأفكارهم على المجتمع بهدف «أخونته» بالكامل، ودفع المسيحيين إلى الهجرة من مصر، وتغيير تركيبة المجتمع المصرى وتنوعه الفريد الصامد عبر التاريخ، ومحاربة المرأة، وتحريم الفن.

◄ اقرأ أيضًا | كريم مصيلحي: ثورة 30 يونيو ضربت أروع الأمثلة في وحدة المصريين وتماسكهم 

لم يقبل المصريون مشروع أخونة الدولة بعد أن تبين لهم أن استمرار حكم الجماعة يمثل خطورة شديدة على هوية مصر وضياع استقلالها الوطنى فى مقابل مشروع وهمى لتأسيس الخلافة الإسلامية، وتحويل مصر إلى مجرد ولاية من الولايات الإسلامية التى سيحكمها الخليفة المنتظر.

لم تكن مجرد ثورة على عام الحكم الإخواني وحده، بل كانت ثورةً على جماعة إرهابية هى أم الجماعات الإرهابية الدينية المتطرفة، جاءت 30 يونيو لتطيح بكرسي محمد مرسي وحكومة هشام قنديل ومكتب الإرشاد بقيادة محمد بديع وعشيرته ومشروع الجماعة الذى أسسه حسن البنا فى عشرينيات القرن الماضى، وكتبت شهادة وفاة حلم الجماعة.

الآن وبعد عشر سنوات على ثورة المصريين فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، تقف مصر ثابتة وواثقة ومستقرة، بينما تشتتت أواصر الجماعة وتفكك التنظيم وتبادلت جبهاته الاتهامات، وهى تنازع الموت وتلفظ أنفاسها الأخيرة، بلا أى فرص فى العودة للحياة حاضرًا أو مستقبلًا، فلم يعد لها مكان فى صفوف الشعب.