جمال العدل في حوار لـ «الأخبار»: الإعلام الخاص نجح في «فرملة» قنوات الإخوان

جمال العدل خلال حواره مع الأخبار
جمال العدل خلال حواره مع الأخبار

ابراهيم طلال الشواربى

جمال العدل أحد أهم المنتجين فى مصر والوطن العربي، حيث إنه دائما يتجه الى الدراما الاجتماعية التى تناقش وتفجر الكثير من الأزمات والمشاكل التى تواجه المجتمع المصرى ويعرضها بطريقة درامية محبوكة لتصل إلى عقل المشاهد وطاولة المناقشات الحكومية.. وبمناسبة الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو التى غيرت الكثير من مفاهيم الدراما وساعدت فى إعادة هيكلة القوة الناعمة لاستعادة حس الوطنية ومحاربة الأفكار الهدامة المتطرفة، أجرت الأخبار حوارا مع المنتج جمال العدل لمناقشة المناخ الإنتاجى خلال فترة حكم الإخوان وكيف ساعدت ثورة 30 يونيو فى استعادة ريادة الدراما المصرية فى الشرق الأوسط.

 

كيف تحلل أداء الإعلام المصرى قبل ثورة 30 يونيو؟
ثورة 30 يونيو أحدثت تغييرا جوهريا فى القوة الناعمة المصرية، حيث إنه قبل اندلاع الثورة انطلقت الكثير من القنوات التى وصل عددها إلى حوالى 20 قناة، الكثير منها كان يتلقى توجيهاته من جماعة الإخوان الإرهابية، وكان الرأى العام مستاء جدا لما يقدم فى تلك القنوات بسبب المحتوى الدينى المتطرف، حيث إنها كانت تقدم محتوى منحرفا عن الدين الإسلامى الوسطى الذى ربيت الأجيال عليه، تحت رقابة الأزهر الشريف.

وابتعدت هذه القنوات كثيرا عن المنهج الإسلامى الذى كان يعرض على بضع قنوات وبرامج قبل حكم الإخوان عن طريق الشيوخ وفقهاء الدين المتخصصين الذين لا يتبعون أى أجندات خارجية وكان هدفهم نشر الوعى الدينى المعتدل. فكان على الإعلام الخاص مجابهة تلك الأفكار الهدامة عن طريق تصحيح بعض المفاهيم وإعادة ترسيخ روح الوطنية خصوصا فى فترة نفوذ الإخوان المتصاعد لمجابهة تلك الأفكار، حيث إنه قبل فترة حكم الإخوان لم يكن هناك سوى بضع قنوات خاصة بجانب التليفزيون المصري، ولكن كان يجب على القطاع الخاص ورجال الأعمال والمنتجين الوطنيين سرعة التحرك لانقاذ الوعى المصري.

وهل نجح الإعلام الخاص فى مجابهة قنوات الجماعة وأفكارها؟

نعم أسهمت تلك القنوات كثيرا فى ترسيخ المبادئ الوطنية وتسليط الضوء على جرائم الجماعة الإرهابية ومساعدة الدولة عن طريق تقديم محتوى محايد يعكس الواقع على كشف الأفكار الهدامة والأجندات الخاصة التى تحملها تلك الجماعة فى مرحلة ما قبل ثورة 30 يونيو، وخلال أحداث الثورة بذلت تلك القنوات مجهودا جبارا لنقل المظاهرات ونشر وجهة نظر الشعب للعالم بأنهم يرفضون أفكار الجماعة الهدامة عن طريق نقل وجهة نظر الشارع من خلال الإعلام المرئي.

وكيف ترى الدور الذى تقوم به الشركة المتحدة؟

رغم نجاح تلك القنوات فى العبور بوعى المصريين لبر الأمان إلا انها واجهتها مشاكل إنتاجية كبيرة بعد ثورة 30 يونيو بسبب ضعف التمويل ومشاكل فى هيكلها، تدخلت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لإنقاذ تلك القنوات من خطر الإغلاق، حيث إنها نظمت العملية الإنتاجية لتلك القنوات وتمكنت من انتشالها من خطر الإفلاس لتتمكن وتستمر فى تقديم المحتوى الوطنى لمجابهة الأفكار المضادة للدولة التى قدمتها بعض القنوات المغرضة خارج البلاد وساعدت فى توفير فرص عمل جديدة للعاملين فى قطاع الإعلام.

كيف ترى الانتاج الدرامى قبل وبعد 30 يونيو؟

بخصوص الإنتاج الدرامي، سوق السينما والمسلسلات تأثر كثيرا فى فترة عدم الاستقرار الأمنى والسياسى قبل ثورة 30 يونيو، حيث إن السينما صناعة حساسة للغاية تتأثر بالمناخ الداخلى للبلاد. وبعد الاستقرار الأمنى الذى أعقب الثورة، بدأت شركات الانتاج تدريجيا باستعادة توازنها حيث إن استعادة الأمن شجع المنتجين على إعادة تشغيل قطاع السينما لأنهم أصبحوا أكثر ثقة أن مناخ التصوير الآن آمننا على المشاركين فى الأعمال الفنية.

رأيك فى الأعمال الوطنية الدرامية بعد 30 يونيو؟

تستحق الأعمال الوطنية الضخمة عقب ثورة 30 يونيو إشادة كبيرة مثل الأجزاء الثلاثة لمسلسل الاختيار، التى سلطت الضوء على الخراب الذى كانت تعيشه مصر خلال فترة حكم الجماعة وعن المجهودات الباسلة التى بذلها أبطال الجيش والشرطة لمكافحة الإرهاب وقدموا حياتهم فداءً للوطن.. ونجحت الأعمال فى توثيق مجهودات أبطال الجيش والشرطة لتشجيع الجيل الحالى على الاستمرار فى تضحياتهم عن طريق تكريم زملائهم فى تلك الأعمال، ونجحت أيضا فى توعية الأجيال الجديدة التى لم تعش أجواء الحروب بأهمية الحفاظ على الوطن وهنا يجب ان نشيد بأفلام ما بعد ثورة 30 يونيو التى لم تناقش أحداث ما قبل الثورة ولكنها ناقشت حقبات زمنية محورية مثل فيلم الممر ومسلسل القاهرة كابول.

مسلسل الداعية جاء فى وقت صعب إبان حكم جماعة الإخوان .. حدثنا عن الصعوبات فى اخراج وانتاج هذا المسلسل؟

مسلسل الداعية بطولة الفنان هانى سلامة، الذى تم التحضير له وتصويره خلال فترة حكم الجماعة الإرهابية وسلط الضوء على الكوارث التى تتسبب فيها الأفكار الدينية المتطرفة، واجهنا مشاكل كبيرة اثناء تصوير الداعية وكنا معرضين لفقد أرواحنا بسبب معارضة الجماعة أفكار المسلسل. وحتى ننتهى من تصوير المسلسل كنا نبلغ عن مواقع وهمية ونصور فى اماكن اخرى لتفادى الخطر وكانت اماكن التصوير دائما متغيرة واعتمدنا على التمويه بشكل كبير لاستكمال المسلسل.

وللعلم المشاهد التى غطت المظاهرات كانت مشاهد حقيقية حيث إن فريق الانتاج اندمج داخل المظاهرات لتقديم محتوى صادق للمتفرج، وابنى المخرج محمد جمال العدل اصيب اثناء تصوير العمل خلال المظاهرات حيث كان ينزل بنفسه للمتابعة والإشراف على العملية الانتاجية، ولحظة اصابة ابنى شجعتنى بشكل كبير على الاستمرار فى تصوير العمل.. وللأسف وقتها جميع القنوات الخاصة رفضت عرض المسلسل خوفا من رد فعل الجماعة الإرهابية ويشاء القدر ان تندلع ثورة 30 يونيو وبعد أن كانت القنوات تخشى عرض الداعية اشترته جميع القنوات وتمكن من إرسال رسالته للشعب أجمع .