زرعـنا.. وبـنحصـد حكاية حلم العاصمة الإدارية تزين الصحراء.. والعشوائيات «ملهـاش مكان»

 العاصمة الإدارية تزين الصحراء
العاصمة الإدارية تزين الصحراء

لم تكن السنوات الماضية سهلة على الإطلاق، بل كانت سنوات من العمل الشاق، إعادة بناء كافة القطاعات خاصة تلك التى لم تحظ بالاهتمام الكافى ، وسخرت الدولة امكانياتها لوضع مصر على خريطة الاقتصاد العالمى ، فى مجالات الاستثمار والصناعة والتجارة والزراعة والطاقة، وهو ماحقق نجاحات كبيرة وانجازات شعر بها المواطن .

لم يكن المتابع للشأن المصري، أن يتخيل نجاح الدولة فى تنفيذ وعدها بإنشاء عاصمة جديدة لمصر فى قلب صحراء شرق القاهرة، فمنذ إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 2015 عن إمكانية شركات المقاولات الوطنية تحقيق حلم إنشاء عاصمة بديلة للقاهرة، وحاول الجميع التشكيك فى هذه القدرة ولكن توالت الأيام لتثبت عكس ذلك وبالفعل وبعد مرور حوالى 7 سنوات من ضرب أول فأس فى رمال موقع العاصمة الجديدة وتحديدا فى إبريل 2016، خرجت العاصمة الإدارية الجديدة إلى النور الآن وأصبحت واقعا وحقيقة وها قد بدأت الوزارات فى الانتقال لمقراتها الجديدة بالحى الحكومي.


وجاءت العاصمة الإدارية الجديدة لتكون نموذجا لمدن الجيل الرابع المستدامة الذكية التى أخذت مصر فى إنشائها عقب تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم مصر فى 2014، فمنذ ذلك الحين وأعلنت مصر عن حلم إنشاء عاصمة جديدة بعدما عانت القاهرة كثيرا بسبب الزحام والاختناق فضلا عن الحاجة لمواكبة عصر التكنولوجيا الذى أصبح يميز الدول المتقدمة.
وبالفعل أصبح الحلم حقيقة عقب الانتهاء من الحى الحكومى بالعاصمة الإدارية وبدأت تكثف الحكومة إجراءاتها لإنهاء عملية نقل الوزارات والجهات الأخرى إلى هناك، فعقب الانتهاء من انتقال 14 وزارة وجهة ضمن المرحلة الأولى يجرى العمل فى المرحلة الثانية من عملية الانتقال والتى تضم 19 وزارة.


وتضم العاصمة الإدارية الجديدة، معلما خاصا بها وهى المنطقة المركزية أو حى المال والأعمال الذى يضم 20 برجا بينهم البرج الأيقونى الأعلى فى إفريقيا والشرق الأوسط بارتفاع حوالى 400 متر، وكذلك أعلى ناطحة سحاب بنشاط إدارى فى مصر بارتفاع 174 مترا، وأيضا أعلى برج سكنى بارتفاع 194 مترا بطول 48 طابقا.
وهناك أيضا مركز مصر الثقافى الإسلامى فى العاصمة الإدارية الجديدة، الذى يعد إنجازًا كبيرًا وأحد أهم المشروعات التى تم إنشاؤها فى المدينة حتى الآن والذى افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال شهر رمضان الماضي.


كما يعد مشروع الحدائق المركزية أو «النهر الأخضر»، أحد المشروعات المميزة فى المدينة لأنها ستكون أكبر حديقة فى الشرق الأوسط وثانى أكبر حديقة فى العالم على غرار سنترال بارك «Central Park».
أما عن ظاهرة العشوائيات، التى تحولت إلى آفة عانت منها الدولة لعقود من الزمن، بسبب التوسع العمرانى العشوائى للمواطنين فى ظل تخاذل الحكومات فى العهد السابق عن دحر هذه المشكلة حتى تفشت وأصبحت مرضا بلا دواء، ومع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم وضع نصب أعينه على هذه الأزمة وكلف الحكومات التى توالت خلال عهده بضرورة إيجاد العلاج لهذا الداء المستعصى، وبالفعل يوما بعد يوم حققت الدولة نجاحات ضخمة فى هذا الملف حتى أصبحنا الآن نحتفل بالقضاء على ظاهرة المناطق العشوائية الخطرة وباتت مصر خالية من العشوائيات غير الآمنة.


المناطق العشوائية
وتنقسم المناطق العشوائية إلى شقين، الأول هو المناطق العشوائية غير المخططة حيث إن هناك 227 مدينة تقع على مساحة 417 ألف فدان منها 160 ألف فدان فى مصر غير مخططة، وهو ما يعنى أن 40% من المخطط العمرانى فى الحضر المصرى غير مخطط ويحتاج إلى 318 مليار جنيه لتطويره، ومن المقرر أن تنتقل هذه المهمة إلى صندوق التنمية الحضرية باعتبار أن تطوير هذه المناطق يندرج تحت مهام التنمية الحضرية.
أما النوع الثانى من المناطق العشوائية فهو المناطق الخطرة أو غير الآمنة، فتم القضاء عليها تماما بعدما كانت 357 منطقة على مستوى الجمهورية.


عواصم المحافظات
يعد مشروع تطوير عواصم المحافظات، أحد المشروعات المهمة التى صدرت بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى للاستفادة من أراضى المناطق العشوائية والفضاء بكل محافظة لإنشاء 500 ألف وحدة سكنية فى 27 محافظة بتكلفة إجمالية 350 مليار جنيه خلال 5 سنوات قادمة كمرحلة أولى، وتقرر البدء بمرحلة عاجلة من المرحلة الأولى تضم 107 آلاف وحدة عبارة عن 35 مشروعًا فى 13 محافظة على مساحة 1415 فدانا، ويستهدف المشروع تطوير وإنشاء وحدات جديدة سواء على الأراضى الفارغة والخربة وغير المستغلة بالمحافظات أو بديلة للمناطق القديمة والعمارات الآيلة للسقوط أو المناطق الصناعية، حيث وصلت نسب التنفيذ فى عدد من المشروعات لـ 95%، وتنبع فكرة مشروع تطوير عواصم المحافظات حسبما صدرت التوجيهات من القيادة السياسية من إنشاء مشروعات حضارية متكاملة الخدمات على غرار مشروعى «الأسمرات» و«بشاير الخير» بعواصم المحافظات والمدن الكبرى، وذلك فى إطار تحسين الواجهة الحضارية للمدن المصرية والارتقاء بالخدمات المقدمة بها وبهدف استغلال الأراضى غير المستغلة وإقامة مشروعات سكنية متعددة الخدمات عليها.