بعد تمرد فاجنر.. شكوك حول فعالية الجبهة الامامية للجيش الروسي في اوكرانيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أفاد محللون عسكريون لصحيفة الـ"تليجراف" البريطانية بأن الفوضى التي أحدثتها محاولة تمرد "فاجنر" على القوات المسلحة الروسية، قد تمنعها من تنفيذ أي عمليات عسكرية جادة أخرى على الجبهة الأوكرانية.

في حين أمر رئيس المجموعة ، يفجيني بريجوجين، مقاتليه بالعودة إلى قواعدهم الأمامية، فإن الشكوك حول ولاء القوة البالغة 25 ألف عضو قد تحدّ من استخدامها في المستقبل من قبل القيادة العسكرية الروسية.

وقال بن هودجز، الجنرال الأمريكي السابق، إنه حتى لو تم تفكيك وحدات "فاجنر" وتوزيعها عبر بقية الجيش الروسي، فمن غير المرجّح أن يثق القادة العسكريون العاديون بهم بالكامل.

وأضاف: "سيتخلّى جنود فاجنر إما عن الخدمة أو يتم توزيعهم في الجيش الروسي كبديل فردي، وسيكونون تحت الشبهات".

ووفقًا لشروط الهدنة التي أُعلِنَت عنها يوم السبت، سيتم تقديم الحصانة لجنود "فاجر" الذين شاركوا في التمرد، في حين سيُسمح للآخرين بالتوقيع على عقود رسمية مع الجيش الروسي.

ومع ذلك، لا يزال غير واضح كم من الجنود سيرضخون للعرض، أو ما إذا كان القادة العسكريون الروس سيُريدونهم حقًا في صفوفهم.

وقال دانيال ريدلي، جندي بريطاني متقاعد يدير برنامج تدريب خاص للقوات الأوكرانية: "لا يزال الأمر غامضًا للغاية، ولكنه يعني أن العديد من الجنود فقدوا الآن الثقة في قيادتهم المركزية".

وأضاف: "نحن قد لا نرى الآن أي هجوم روسي مشترك آخر، وربما يصعب عليهم الآن الحفاظ على الأرض التي لا يزال لدى روسيا في أوكرانيا".

وشاركت قوات "فاجنر" في بعض أشد المعارك في الحرب، لا سيما في المعركة الشاقة التي دارت في مدينة دونباس على مدى 10 أشهر، وأيضا معركة باخموت.

وبينما كان الكثير من المعارك يتم تنفيذها من قبل المجندين السابقين لـ "فاجنر"، الذين ماتوا بالآلاف، فإن النواة الصلبة لقوات المجموعة المتكونة من الجنود المحترفين لا تزال بشكل كبير سليمة، وفقًا لما ذكره ريدلي.

وأضاف: "كانت خبرتهم المهنية حاسمة لدفع روسيا في المدن الدونباسية مثل بخموت وسوليدار، وقد غذت نجاحاتهم روح الفريق التي جعلتهم ينظرون إلى أنفسهم على أنهم منفصلون عن قوات الجيش النظامية".

وقال: "هؤلاء الأشخاص مخلصون لـ فاجنر'، وهي وحدة مشهورة الآن،لن يتخلصوا بسهولة من شارات المجموعة للتسجيل في وزارة الدفاع الروسية".

وفي بخموت والمناطق المحيطة بها، حيث يعرف جنود "فاجنر" التضاريس بشكل دقيق، من المرجح أن يضطر الكرملين إلى استخدام القوة في شكل ما.

وأضاف ريدلي: "إنهم على استعداد لتحمل الخسائر وهم أيضًا عدوانيون للغاية".

ولكن، يرجح أن القادة العسكريون الروس يخشون الآن إذا ما أمروا جنود "فاجنر" بأي معارك كبيرة، فإنهم قد يخاطرون بحدوث انقلاب في الصفوف يمكن أن يشعل تكرار الانتفاضة التي وقعت يوم السبت.