الخروج عن الصمت

بوصلة المحسنين

محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد

محمد عبدالواحد

فى واحة الرحمات أفسحوا الطريق لأصحاب العطايا كى ترى أعينهم من يستحق أن يعطى من عطاء الله.
أرجوكم أن تلبسوا رداء القناعة والرضا فمن يستحق ضاع بينكم فلا تراه العيون ولا تنظر إليه قلوب المحسنين.
بالله عليكم تخلصوا من كل الأقنعة الزائفة التى تردونها وعاودا صب ماء الحياء على وجوهكم حتى تعود إليكم البركة فيما قسم الله لكم واعلموا جيدا أن ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام.
هناك بطون جائعة وأجساد عارية تستظل بحوائط منازلها وتخشى أن تواجه الناس بأحوالها وتناجى ربها أن ينعم عليها بالستر والعافية.
الطرقات أصبحت مزدحمة والمواصلات كأنها خشبة مسرح يستعرض كل منها مهارته عليها عندما يعتليها.. وكلما حاولت أن تهرب من هذا العرض تفاجأ بآخر فلا يتركونك تهرب بأعينك لترى أى شيء يفسد عليك فعلهم، فأنت مطارد أمام ماكينات الصرف ولو حاولت أن تروى ظمأك فهم خفلك وإذا أردت أن تسكن حرب معدتك الجائعة فهم يسبقونك وكأنك محرم عليك أن تسكتها وتحاول أن تعطيها أى مسكن كى تكمل مسيرة يومك.
هم يعلمون جيدا أن من يقف أمام ماكينات الصرف يحاول أن يحادثها ويشتكى إليها جهة صرفه ولولا الحاجة لما طرق بابها، كما يعلمون أن هناك مرضى ينتظرون بفارغ الصبر قدوم حامل المال إليهم كى يستكملوا مسيرة علاجهم.. أحيانا تقف تروى ظمأك وتستكمل مسيرتك سيرا على الأقدام لانك استنفدت آخر ما تبقى معك من نقود، وربما تقف أمام فاترينة محل تتمنى أن تشترى شيئا لابنك أو ابنتك فأنت تتابع أسعارها حتى يأتى اليوم الذى تستطيع فيه أن تدخل البهجة على قلوب أبنائك.
الاحسان يحتاج منا جميعا أن نعرف طرق صرفه جيدا، وأن توجه البوصلة إلى مستحقيها، الفرصة أمامكم فأطعموا بطونا لم تذق طعم اللحم ولا تعطوها لمن يتاجرون فيها، فليس كل سائل محتاج، اقيموا بينكم منظومة التكافل فربما يكون بينكم جائع وأنتم لا تعرفونه، فحياؤه منعه أن يفتح بابه للسؤال.
مهما قلت ستظل المهنة تخرج لنا كل يوم جديداً لكن علينا أن نحنوا على من نعرف قبل أن يضيعوا وسط زحام المحترفين.