الاستيلاء على مجوهرات بـ 90 مليون دولار من حمد بن جاسم وزير خارجية قطر السابق

سرقة وزير خارجية قطر السابق
سرقة وزير خارجية قطر السابق

مى السيد

 لم يعد أمام وسائل الإعلام الأوربية إلا مطاردة تفاصيل قصة جريمة النصب التى تعرض لها وزير خارجية قطر السابق الشيخ حمد بن جاسم، فموقع فايس نيوز كشف تفاصيل خطيرة عن عملية النصب المحترفة، والتى استهدفت 17 قطعة من المجوهرات يمتلكها، تزيد قيمتها عن 90 مليون دولار.

حسب فايس نيوز ففى بداية شهر ديسمبر من العام الماضى، فوجئ الجميع بقيام دار المزادات الشهيرة كريستيز بإلغاء مزايدة على ماسة وردية كبيرة، لا تشوبها شائبة، وكان من المتوقع بيعها بمبلغ يصل إلى 35 مليون دولار أمريكى، وكان سبب الإلغاء هو تأكيد مكتب التحقيقات الفيدرالى أن تلك الماسة الثمينة سرقت من رجل قوى فى الخليج بمنطقة الشرق الأوسط.

فى البداية لم يكن اسم الوزير السابق حمد بن جاسم معروفًا لوسائل الإعلام فى القضية، التى بدأ القضاء الأمريكى فى التحقيق بها، وأصدرت مذكرات لضبط المتورطين فى تلك القضية، وحاولت جهات التحقيق منع وصول تفاصيلها إلى الصحافة، حيث كشف المسؤولون الذين رفضوا ذكر أسمائهم لوسائل الإعلام، إما لأنهم غير مخولين بمناقشة القضية أو يخشون انتقامًا قانونيًا أو ماليًا عن سبب ذلك.

أكد مسئولو التحقيق لموقع فايس؛ أن ذلك كان عن قصد، وهناك أسباب لإبعاد اسم شخص مثله عن القضية، بسبب ثقل وضع الضحية السياسي، والذى تقدر ثروته بمليارى دولار وقائمة طويلة من الأصدقاء الأقوياء، واستخدم المال والنفوذ لإخفاء اسمه 

بداية الواقعة

كشفت متابعات المواقع الغربية تفاصيل الواقعة  فأكدت تقارير موقع «كورى الفرنسي» و»ميدل ايست اي»  أن بداية تفاصيل التحقيقات كانت فى أغسطس عام 2022، عندما تم تعيين محققين من الشركات الكبرى فى لندن ونيويورك من قبل المحامين الذين يعملون لصالح بن جاسم، لاستعادة 17 قطعة من المجوهرات تزيد قيمتها عن 90 مليون دولار مسروقة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

ونشر «ونيوز داى فرنسا» أن المجوهرات المسروقة فريدة من نوعها ومكلفة بما يكفى ومعروفة جدا بين خبراء الماس والمجوهرات، لدرجة أن المحققين افترضوا أن بيعها وتسجيلها علنًا فى المزادات على الإنترنت سيكون مخاطرة كبيرة على النصاب، كما استنتج المحققون أن النصابون سيُزيلون الأحجار من قطع المجوهرات ويعيدون تشكيلها لإخفاء أصولها.

ونشرت تقريرًا يؤكد أن أنظار المحققين اتجهت إلى مدينة أنتويرب فى بلجيكا، والتى كانت الخيط الأول بحثًا عن الماسات المسروقة، كونها عاصمة الألماس فى العالم، ويمر أكثر من 16 مليار دولار من الماس المصقول عبر بورصات المدينة كل عام تقريبا، بجانب مدينة نيويورك ودبى وباقى الأسواق الكبيرة فى العالم.

المتهم الأول

ونشر «داى فرنسا يورو» تقريرًا حول المفاجأة التى لم يتوقعها المحققون هى ظهور أحد أشهر وأهم الماسات المسروقة، فى مزاد علنى  بدار كريستيز، والتى تقدر قيمتها بـ 35 مليون دولار أمريكى، وقبل أسابيع ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالى القبض على المتهم الأول جون لي، بعد مطاردة لعدة أشهر وهو من سكان دافنبورت بفلوريدا، ونيو جيرسى، بتهمة الاحتيال عبر البريد وكذلك النقل بين الولايات بالبضائع المسروقة بعد ربطه بالمؤامرة.. ولكن يبقى السؤال كيف وصلت إليه المجوهرات؟

فيما نشر «جى فوريم فرنسا» أن عام 2019، كانت مساعدة الوزير السابق والمعروفة باسم «ماجدالينا»، تتردد على موقع إنترنت يقدم المشورة في مجالات مختلفة مثل العلاقات المهنية والحب والحظ، لمدة عام تقريبا، وخلال ذلك الوقت تعرفت على المتهم جون لي، والذى كان معروفا على الموقع باسم «جيوفانى».

فى تلك الأثناء علم المتهم علاقة الضحية بالوزير السابق، لذلك اختمرت فى ذهنه حيلة خبيثة للسيطرة وسرقة  مجوهرات الوزير السابق، وبعد 4 سنوات من التخطيط، قرر المتهم تنفيذ خطته وأقنع ماجدالينا بأن مشكلاتها الرومانسية والنفسية تكمن فى المجوهرات المحيطة بها، والتى تحتوى على شوائب سيئة، ولابد من تنظيفها لطرد الأرواح الشريرة.

وخلال أسابيع قليلة كانت المجوهرات بالفعل فى حوزة المتهم جون لي، حيث تم إرسالها عن طريق شركة شحن، وتحصل منها على مبلغ 150 ألف دولار نظير تنظيفها من الأرواح الشريرة، ولكن لذكائه قرر أن يعيدها إليها مرة أخرى ضمن خطته، حتى لا تشك فى نواياه، وهو ما نجح فيه حيث كسب ثقتها، وقامت ماجدالينا بإعادة المجوهرات مرة أخرى إلى مكانها الطبيعى.

بعد ذلك قرر جون تنفيذ الجزء الأهم من الخطة، حيث أخبرها بأن مجوهراتها نشرت «الأرواح الشريرة» وأصابت مجوهرات أخرى، مؤكدًا أن ذلك يعرض الجميع للخطر، لذلك اقترح أن ينظف المجوهرات مرة أخرى ومعها مجموعة ثانية، وبالطبع قامت المساعدة بإرسالها له مرة أخرى، ولكن على 4 دفعات.

مرت أسابيع وشعرت مساعدة الوزير السابق بالخوف عندما رفض إعادة المجوهرات بنفس الطريقة التى تلقاها، مؤكدًا أنه يخشى أن تصادر سلطات الجمارك الجواهر إذا أرسلها عبر شركة FedEx، لكن مخاوف ماجدالينا اختفت عندما وعدها لي بلقائها فى مدينة كان، بفرنسا، فى نهاية شهر أغسطس من تلك السنة، حيث كانت سترافق رئيسها فى عطلة صيف ولكن تهرب منها ولم يقابلها .

تفاصيل التحقيقات

كشفت وسائل الإعلام الغربية أن معلومات المحققين حول تتبع الطرود أظهرت أن ماجدالينا دفعت نحو 92 دولارًا بالعملة الخليجية لإرسال طرد بحجم 0.5 كم، إلى عنوان فى دافنبورت، بولاية فلوريدا، وأكد مكتب التحقيقات الفيدرالى لاحقا أنه واحد من منازل جون لي، حيث كان الطرد الذى تم إرساله بدون تأمين وصول أو طلب توقيع استلام، وفقا لبيانات التتبع.

وكان المغلف يحتوى على 17 قطعة من المجوهرات الراقية بقيمة لا تقل عن 90 مليون دولار، ومن بين الشحنات الأربع التى تم إرسالها عبر البريد على مدار ستة أسابيع فى الصيف الماضى، تم إرسال ثلاث شحنات إلى عنوان فى دافنبورت بولاية فلوريدا وواحدة إلى عنوان فى باراموس بولاية نيوجيرسى.

ومن بين المجوهرات التى أرسلتها، كان هناك خاتم ضخم من الألماس الوردى، وعقد، مرصع بـ 75 قيراطًا من الألماس الأصفر والأبيض بقيمة 300 ألف دولار، ورفع «جون لي» أسعاره إلى أكثر من 50 ألف دولار لكل من الطرود الأربعة من الجواهر من أجل تنقيتها وهو ما مكنه من جمع مبلغ ضخم منها غير المجوهرات.

هل تعود المجوهرات؟

مازالت التحقيقات جارية ضمن نطاق أسواق الماس العالمية فى محاولة لإعادة المسروقات، ولكن صعوبة المهمة تكمن فى أنه يمكن بسهولة تحويل القطع الستة عشر التى سرقها لي إلى أحجار جديدة، وقد يقبل شراءها تجار الماس الذين يتاجرون فى القطع المسروقة، وكشفت التقارير أن المتهم رفض الإعتراف بأى شئ مؤكدا أنه أعاد المجوهرات مرة أخرى لها ولا يعرف شيئا عنها، ولكن التحقيقات كشفت كذب روايته، وأكدت أن الطبيب النفسى جون لي  أمضى شهر أغسطس فى مدينة نيويورك، ونيوجيرسى وهو يحاول بيع المجوهرات إلى تجار مختلفين.

اقرأ أيضًا : مدير مشرحة جامعة هارفارد يقود عصابة لبيع الأعضاء البشرية


 

;