بعد عامين من الحكم بإعدام قاتل عروس قليوب.. شقيق المجنى عليها ينتقم بقتل شقيق القاتل

العروسة الضحية
العروسة الضحية

حبيبة جمال

  جريمة قتل وقعت أحداثها في مركز قليوب منذ سنتين، كانت حديث الرأي العام وقتها؛ عندما أقدم شاب على قتل عروسه قبل زفافهما بأيام وتحديدا في ليلة الحنة، وسبب الجريمة أنه لم يكن يحبها وكان مجبرًا على تلك الزيجة بسبب ضغوط الأهل.. وتم القبض عليه فور ارتكاب جريمته، وأحيل لمحكمة الجنايات وصدر حكم ضده بالإعدام.. من المفترض أن ينتهي الأمر عند هذا الحد.. جريمة قتل انتهت بالقصاص وهذا هو الطبيعي؛ لكن شقيق القتيلة كان له رأي آخر، تربص بشقيق القاتل وقتله أخذًا بالثأر بعد عامين من الجريمة دون أي مبرر منطقي.. الجريمة القديمة انتهت أحداثها بمعاقبة الجاني بالعقاب الرادع الذي يستحقه، فما ذنب شقيقه حتى يدفع ثمن جريمة أخيه وخاصة إذا كان هذا الأخ مرتكب الجريمة نفسه دفع ثمن جريمته بحكم الإعدام؟!.. جريمة أثارت غضب أهالي قليوب الذين لم يجدوا مبررًا منطقيًا للقاتل في جريمته.. وإلى التفاصيل المثيرة.

قبل أن نعرف جريمة القتل التي تمت بأثر رجعي وراح ضحيتها أب في مقتبل عمره بلا أي ذنب اقترفه، دعونا نسرد تفاصيل جريمة قتل كانت سببًا في هذا الثأر.. دارت أحداثها قبل عامين وتحديدا شهر أكتوبر عام ٢٠٢١. هنا في بيت ريفي بعزبة عرب العراقي، بمدينة قليوب نشأت عبير عادل؛ فتاة في العشرينيات من العمر، هي أول فرحة لأسرتها، تمت خطبتها منذ ثلاث سنوات لنجل عمتها، كانت تعد الأيام والليالي التي ستجمعها بحبيبها الذي منذ أن فتحت عينيها على الدنيا لم تجد سواه نصيبها وفتى أحلامها، وها هو يقترب الحلم من تحقيقه، فكلها ٤٨ ساعة وترتدي عبير فستان الزفاف وتزف لعريسها، لكن القدر لم يمهلها لتحقيق حلمها وحلم والدتها، لتقتل بدم بارد دون أي ذنب اقترفته. 

جثة

بينما كانت الشمس تطلب الرحيل عن القرية الهادئة، كانت عبير تعد فستان حنتها وهي تطير من الفرحة، وقتها استقبلت مكالمة هاتفية جعلت الابتسامة ترتسم على وجهها، ثم طلبت من والدها أن تخرج للرد عليها خارج البيت، وبعد أكثر من نصف ساعة غابت فيها عبير، جعل القلق يسيطر على والدها، فخرج للبحث عنها، ولم يجدها فجأة تحولت القرية الهادئة لصخب، وانقلبت رأسًا على عقب، الكل يبحث عن عبير، حتى كانت الصدمة؛ وهي العثور عليها جثة هامدة غارقة في دمائها خلف البيت وبها عدة طعنات وصلت لـ ١٥ طعنة وذبح في الرقبة. 

بلاغ

على الفور أبلغ الأهالي قسم شرطة قليوب، وانتقل رجال المباحث لمحل البلاغ، وتم فرض كردون أمني، وجاءت النيابة العامة للمعاينة، ونقلت الجثة لمشرحة مستشفى بنها العام، وتشكل فريق بحث لكشف لغز الواقعة، وبعد ٤٨ ساعة من البحث والتحري تمكنت الأجهزة الأمنية من كشف اللغز؛ وأن القاتل هو عريسها ونجل عمتها، الذي تظاهر للجميع بأنه في حالة انهيار ويبحث عن قاتلها الذي سرق فرحته منه، تم القبض عليه وهناك اعترف بأنه قتلها لأنه لا يريد الزواج منها ويحب فتاة أخرى، فلم يجد حلا سوى القتل، تم حبسه وأحيلت قضيته لمحكمة الجنايات.

ظلت القضية متداولة داخل المحكمة عدة أشهر، حتى أسدلت محكمة جنايات شبرا الخيمة الستار عنها، وأصدرت حكمها الرادع في شهر مارس عام ٢٠٢٢م بإعدام القاتل، ليكون هذا الحكم هو جزاء جريمته.

نار الثأر

من الطبيعي والمنطقي أن تكون القصة انتهت بمجرد صدور الحكم، لكن يبدو أن أسرة عبير كان الانتقام يعمي بصيرتهم، ونار الثأر تنهش في جسدهم، ولا ندري أي ثأر هذا يفكرون فيه والقاتل أخذ جزاءه ويقبع الآن خلف أبواب السجن ينتظر تنفيذ حكم الإعدام فيه في أي لحظة، الأيام تمر وفكرة الثأر مازالت تستحوذ على تلك الأسرة الذين ألغوا عقولهم ونزعوا قلوبهم من صدورهم، حتى تم اختيار الضحية لتنفيذ الحكم عليه بلا ذنب أو مبرر. 

صالح، هذا هو اسم بطل قصتنا، شقيق قاتل عروسته ونجل عمتها في نفس الوقت، والذي راح ضحية الغدر، قتل بلا ذنب، دفع حياته ثمنا لذنب أخيه، صالح هو شاب يبلغ من العمر ٢٦ عاما، متزوج ولديه من الأطفال اثنين، وكان ينتظر طفلة ثالثة، لكن القدر لم يمهله لتحقيق حلمه ورؤية طفلته، شاب معروف عنه الطيبة وحسن الخلق، لم يكن له أي عدوات مع أحد، بار بوالديه، زوج وأب مثالي، حياته كانت طبيعية جدا ولكن فجأة وفي غمضة عين انقلبت رأسًا على عقب، منذ ارتكاب شقيقه جريمة القتل البشعة، وعلى الرغم من أن صالح خلال فترة محاكمة شقيقه، كان يحاول بكل الطرق عدم قطع صلة الرحم والمطالبة بعقد جلسات عرفية هدفها لم شمل العائلة، كان عنده يقين أن شقيقه ارتكب جريمة ويستحق العقاب وهذا ظهر عندما حكم عليه بالإعدام، كان مقتنعًا بالحكم وراضيًا عنه.. واعتقد أن حزن أسرة عبير هدأ بعض الشيء بالحكم الرادع، لم يكن ذلك المسكين يدري ماذا تخفي له الأيام؟!

طلقة في الرأس

وكعادته كل يوم خرج صالح للذهاب لعمله، ولكن هذا اليوم تبدل السيناريو؛ فأثناء سيره في الطريق تقابل مع شقيق عبير والذي يدعى عطاالله، وفجأة وبدون أي أسباب وجده يصوب نحوه سلاحا ناريا، حاول صالح الفرار ولكن الرصاصة كانت أسرع منه، فاخترقت رأسه ليسقط جثة هامدة في الحال بينما يفر القاتل هاربًا، حاول الأهالي إنقاذه ولكن بلا فائدة فروحه صعدت للسماء قبل وصوله للمستشفى. 

على الجانب الآخر، لم ينتظر القاتل وصول رجال المباحث للقبض عليه، فذهب للقسم وسلم نفسه خشية فتك الأهالي به. 

محامي الضحية 

تواصلنا مع أحمد إبراهيم السيد، المحامي بالحق المدني، فقال: «جريمة بشعة بكل ما تحمله الكلمة من معان، الضحية مات غدرًا دون أي ذنب، ترملت زوجته وتيتمت أطفاله حتى والدته فقدت ابنيها في لحظة، الأول أخذ إعدام والثاني دفع الضريبة وقتل بدم بارد، قبل أن أكون المحامي الذي يدافع عن حق صالح فهو صديق لي، ويشهد الجميع بطيبته وأخلاقه، وأهالي قليوب يشعرون جميعا بالحزن على هذا الشاب، القضية مازالت قيد التحقيق، والمتهم محبوس على ذمة القضية، لكنه يحاول أن يجعل سبب الجريمة أنها مجرد مشاجرة، لكن الحقيقة أن هناك ترصد منه للضحية؛ فالمكان الذي يسير فيه كل يوم لعمله معلوم لهم حتى الزمان فالتحقيقات مازالت مستمرة ولدينا كل الثقة فى جهات التحقيق للوصول إلى الحقيقة الكاملة ومعاقبة القاتل بما يستحق.

اقرأ أيضًا : حبس طرفي مشاجرة تسببوا في وفاة أحدهم بالخليفة 


 

;