إنها مصـر

ثلاثة أيام فى المغرب

كرم جبر.. يكتب من الرباط
كرم جبر.. يكتب من الرباط

ذهبت مع المهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة والإعلامى الأستاذ نشـأت الديهى عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.. ذهبنا إلى المغرب لحضور اجتماعات وزراء الإعلام العرب باعتبار مصر رئيساً للدورة الحالية والمغرب للدورة القادمة، وأسعدنا الاستقبال الحار، واختيار مصر عضواً بالمكتب التنفيذى ونائباً للرئيس واختيار السعودية رئيساً والكويت عضواً، وجاء اختيار مصر تكريماً لدورها فى إنجاح الدورة السابقة، وأيدت الدول العربية الاختيار بالتوافق.

تقدمنا خلال الاجتماع بخطة عمل للمرحلة القادمة، وأبدى الأستاذ محمد المهدى وزير الشباب والثقافة والتواصل بالمغرب ترحيب بلاده بالتعاون مع مصر فى القضايا المطروحة وهى:

1- ضرورة الاستفادة من التجربة المصرية فى وضع ضوابط قانونية وأخلاقية للمنصات الأجنبية تتوافق مع القيم الدينية والعادات الاجتماعية العربية والإسلامية.

2- تكليف وسائل الإعلام العربية ببث خطاب إعلامى لتعظيم دور المرأة العربية والتقدم الذى حققته فى مختلف المجالات والبعد عن المحتوى الذى يقلل من شأنها.

3- اعتماد المشروع المصرى بشأن "الإعلام الآمن للطفولة" لحمايتهم من المحتويات الضارة وتعظيم الهوية الوطنية، والذى تم اعداده وفقا للمعايير الدولية.
ولقيت المقترحات المصرية ترحيباً، وتم إدراجها فى جدول الأعمال، ومناقشتها فى الاجتماعات القادمة فى مختلف اللجان.

ثلاثة أيام مزدحمة عن آخرها بالعمل واللقاءات مع الوزراء والوفود الاعلامية، وتبادل الرؤى والأفكار حول مستقبل الإعلام العربى فى ظل الثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعى، وضرورة وضع خريطة للوظائف الإعلامية المرشحة للاختفاء والوظائف الجديدة التى ستظهر، وتأهيل الكوادر الشابة لوظائف المستقبل، وعدم اهدار طاقاتهم فى مناهج تعليمية ليس لها فرص عمل.

ومثل هذه اللقاءات تكون فرصة ذهبية لتوثيق العلاقات مع المسئولين عن الإعلام فى الدول العربية، والاتفاق على رسالة إعلامية محددة بشأن القضايا التى تشغل الرأى العام.

القضية الفلسطينية على رأس الاهتمامات، وضرورة تقديم الدعم الإعلامى للوضع التاريخى والروحى والقانونى لمدينة القدس.. وتوظيف التقنيات الحديثة فى الإعلام، وسوف تتقدم المملكة العربية السعودية بالتصور المتكامل لتناقشه الدول الأعضاء.

ومن أهم القرارات تكوين لجنة لتنفيذ الاستراتيجية الموحدة للتعامل مع شركات الإعلام الدولية، من مصر والأردن والإمارات وتونس والعراق والمغرب، وإعداد خطة عربية للتعامل مع قضايا البيئة، باعتبار مصر مستضيفة للدورة الحالية والإمارات للقادمة.

وأهم ملاحظة هى التوافق الشديد بين وزراء الإعلام العرب، والحوارات الموضوعية البعيدة عن الخلافات الحادة فى وجهات النظر، والتطلع إلى المستقبل بأمل وتفاؤل، ورغبة المغرب فى استمرار النجاح والتواصل خلال رئاستها للدورة الحالية.
أما مدينة الرباط نفسها فحدث ولا حرج.

عاصمة أنيقة تفوق المدن الأوروبية فى الجمال والنظافة والشوارع والأسواق القديمة والقلاع والمتاحف والحدائق المفتوحة، والطقس الرائع والسماء المزينة بغيوم خفيفة تضفى جمالاً على جمال.