أوراق شخصية

حفيدة الفراعنة بمتحف الحضارة

آمال عثمان
آمال عثمان

جلستُ فى حضرة التاريخ، أتأمل أصداء أنشودة إيزيس الساحرة، وصوت «حفيدة الفراعنة» يتردد فى فضاءات المشاعر بلغة الأجداد، ويصحبنا فى رحلة إبداع فريدة عبر الزمان والمكان، لنعيش لحظات نادرة على أعتاب بوابة الحضارات، وفى ضيافة صرح دولى عظيم يحتضن تراثاً خالداً، وكنوزاً شاهدة على وطن تعاقبتْ فوق أرضه الحضارات فى كل العصور، تاركة بصمات وشواهد شامخة، ليمضى الزمن وتبقى الروح صامدة، روح المصرى المبدع الضاربة فى عمق التاريخ.  

هكذا أمضيتُ مع ضيوف الحضارة، ليلة من ألف ليلة وليلة، بحضور «السوبرانو» «أميرة سليم»، الموهوبة التى طافتْ بالحضور فى رحلة حنين موسيقية ساحرة بكل اللغات، أحيتْ من خلالها مجموعة من الأغانى التراثية، واستعادتْ روح المبدع الراحل سيد درويش الراسخة فى الضمير الوطني، والمتأصلة بوجدان المصريين، بتوزيع أوركسترالى مدهش، امتزجت فيه الآلات الموسيقية الشرقية بالأوركسترا الغربية، ورددتْ معها الأفئدة «قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك»، لتجعل من تلك الاحتفالية، أمسية شديدة الخصوصية والروعة والجمال، بمناسبة مرور عامين على افتتاح المتحف القومى للحضارة المصرية، والذى واكب اليوم العالمى للموسيقى، وإطلاق مبادرة احياء الموسيقى القديمة، ضمن فاعليات مصر الخالدة لإحياء التراث الحضاري. 

وهنا أود الإشادة بالصديق المثقف د. أحمد غنيم الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف، وأحييه على اختياره لفنانة مصرية تحظى بشهرة عالمية، لتكون عنواناً لهذه المناسبة، هى المبدعة التى حباها الله إمكانات ومساحات صوتية نادرة، وقدرة على الوصول لطبقات عالية، وبراعة فى التنقل بين النغمات بسهولة وسرعة مدهشة، بجانب حضور طاغٍ على المسرح، والتعبير بإحساس فياض عن كل نغمة، السوبرانو أميرة سالم التى توجت موهبتها بالعلم والتدريب والمثابرة، حتى صارت فخراً لكل موسيقى مصرى.

كما أشيد بما حققه د. غنيم أستاذ الاقتصاد من نجاحات ثقافية غير مسبوقة، عززت من مكانة تلك المنظومة الحضارية على خريطة السياحة والثقافة العالمية، وجعلت منها منارة تفيض بالندوات الفكرية والحفلات الفنية، وتدعم الأفكار الخلاقة فى مجالات الفنون والعمارة والتاريخ، إلى جانب ما أنجزه بإدارته العلمية الواعية لتنمية موارد المتحف، ودعم وضعه المالي، وتعظيم عوائده الاقتصادية خلال العامين.

وكل الشكر لمايسترو الحضارة د .أحمد غنيم على توجيه كلمات الشكر والوفاء لصاحب الفضل فى وجود هذا الصرح الحضارى، الفنان فاروق حسنى صاحب النظرة الفنية الخلاقة، والرؤية المستقبلية المبدعة.