في الثلاثين من يونيو، عام 2013، اندلعت في أرجاء مصر نيران الغضب، وكأنه البركان الذي طالما كبت ثورانه، لكنه انفجر في النهاية، ملقيا بحمم الاستياء على سطح الواقع وكانت الساحات والشوارع تعج بالملايين من الناس، الذين اجتمعوا في صرخة واحدة تطالب بالتغيير.
كانت الأعين تتجه نحو مصر، تلك الأم الكبيرة التي تتأرجح بين اليأس والأمل، بين الثورة والخمول، بين الديمقراطية والتسلط كانت الأحداث تتوالى بسرعة، وكأن الزمن قد تسارع، والتاريخ يتشكل أمام أعين الجميع.
كانت الأيام التي سبقت الثلاثين من يونيو تشبه الهدوء الذي يسبق العاصفة، حيث كانت البلاد تعيش في حالة من الغليان الداخلي، والتوترات السياسية والاقتصادية تتصاعد كان الشعب المصري يشعر بالإحباط والاستياء من الوضع الذي وصلت إليه البلاد تحت حكم الرئيس محمد مرسي.
وفي الثلاثين من يونيو، انفجرت البوتقة، كأنها السيل الجارف الذي لا يمكن أن يقف أمامه أي حاجز كانت الساحات والشوارع تمتلئ بالمتظاهرين الذين رفعوا أعلام مصر ورددوا الهتافات المنادية بالتغيير كانت الأجواء مشحونة بالحماس والوطنية، وكأن الشعب المصري قد استعاد نشاطه وحيويته، في مشهد يعكس حالة الحراك الشعبي النادرة.
ومع ذلك، كانت هناك دهاليز مظلمة وراء هذا الحراك فقد كانت هناك قوى سياسية تحاول استغلاله لتحقيق أهدافها الخاصة، وكانت هناك محاولات للتلاعب بالشعب وتوجيه غضبه في الاتجاهات التي تخدم تلك الأهداف ولكن الشعب المصري، بحكمة ووعي، استطاع أن يرى خلال هذه الدهاليز المظلمة ويحافظ على ثورته.
كان للقوات المسلحة المصرية دوراُ حاسمًا ومهمًا في 30 يونيو كما كانت في 25 يناير في الحفاظ على استقرار البلاد وتحقيق تطلعات الشعب المصري قدمت القوات المسلحة دعمًا قويًا للشعب المصري وتعهدت بحماية الثورة وتأمين الأمن العام.
يجب أن نشيد بالتضحيات التي قدمها أفراد القوات المسلحة المصرية، الذين واجهوا التحديات والمخاطر من أجل حماية الوطن والشعب، إن دورهم البطولي والمهني في تلك الفترة يستحق كل الإشادة والتقدير.
في النهاية، كانت 30 يونيو هي تجلي لإرادة الشعب المصري وعزيمته على التغيير ورغم كل الصعوبات والتحديات، استطاع الشعب المصري أن يعبر عن رغباته ويحقق أهدافه وهكذا، ستظل 30 يونيو حدثا تاريخيا مهما في تاريخ مصر، يذكر الجميع بقوة الشعب وإرادته الصلبة.
