قريباً من السياسة

مصر الأولى

محمد الشماع
محمد الشماع

نستطيع أن نؤكد بكل ثقة أن مصر قد خطت خطوات عملية جبارة فى مكافحة القمامة والمخلفات الناتجة عن النشاط الإنسانى بشكل وضعها فى المرتبة الأولى عربيا والرابعة عشرة عالميا، وتلك مقاربة تستحق الإشادة لأن صناعة التخلص من النفايات أصبحت ضرورية لحماية المجتمع والمحافظة على صحة المواطنين.

الثابت علميا أن النفايات البلاستيكية لا تتآكل ولا تتحلل بل تظل على حالتها تجمع الميكروبات وتوزعها على البشر، وفى السنوات الأخيرة أصبحت النفايات البلاستيكية، هى الغالبة على القمامة بعد أن تحول كل شىء إلى «بلاستيك» ابتداء من الشنط وصولا إلى قطع الغيار وألعاب الأطفال وتلك نفايات خطرة جدا حتى لو حاولنا حرقها لأنها تنتج عوادم معقدة تؤثر تأثيرا مباشرا على صحة البشر فتتلف الجهاز التنفسى وتسبب حساسية شديدة فى الأنف والعينين.

التعامل العلمى مع هذه النفايات يحقق فائدتين الأولى أنه يخلص المجتمع من النفايات التى تهدد صحته، والأمر الثانى أنه يعيد تدوير هذه النفايات بإعادة استخدامها مرة أخرى، وذلك ربح اقتصادى هام لأنه يصيب عصفورين بحجر، وتقدم مصر فى هذا المجال هو خطوة إيجابية محمودة نأمل أن تتلوها خطوات أخري، مثل تشكيل فرق عمل تقوم بجمع زجاجات البلاستيك من المدن والقرى والبقايا البلاستيكية لكى تتوسع فى تلك الصناعات التى توفر فرص عمل لمزيد من الشباب.

الأمر الثانى أن النفايات تحتوى على كثير من البقايا المعدنية التى يعاد تدويرها بشكل يحقق ربحا اقتصاديا محسوسا للمجتمع.

لذلك فإننا نحمد للحكومة هذا التوجه ونشكرها عليه ونطالب بالتوسع فيه لكى تصبح مصر هى الأولى عالميا فى مكافحة النفايات والتلوث البيئى.. لقد أمسكنا ببداية الطريق الصحيح لإعادة التدوير وهى صناعة لا تحتاج إلى رءوس أموال كثيرة ولا تحتاج إلى عمالة ذات خبرة، فضلا عن أنها تسهم فى تنقية البيئة وتوفير فرص عمل.