ثورة التعمير والبناء| العاصمة الإدارية.. نموذج لمدن الجيل الرابع تضع مصر في مصاف الدول المتقدمة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كانت 30 يونيو بمثابة ثورة فى التعمير والبناء، منحت الدولة إشارة البدء لنهضة غير مسبوقة حققت لمصر التفوق والريادة لتصبح تجربتها فى ملف الإسكان جاذبة للعديد من دول المنطقة التى تعمل جاهدة لنقلها على أرضها.. فلا يخلو كيلومتر واحد فى أنحاء الجمهورية فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلا وحظى بالتنمية، ما بين عمران جديد أو أعمال تطوير للمناطق القديمة القائمة؛ فها هى مشروعات الإسكان الاجتماعي الموجهة لمحدودى الدخل، والإسكان المتوسط والفاخر تستفاد منها الطبقات العليا من الشعب ويستغل دخلها لخدمة الطبقات الفقيرة، ومشروعات مياه الشرب والصرف الصحي ضمن مبادرة حياة كريمة لأهالى الريف، فضلًا عن أعمال تطوير المناطق العشوائية الخطرة وغير الآمنة لتحقيق جودة الحياة للمواطن المصرى والذى وضعه الرئيس السيسي على رأس أولوياته.

جاءت العاصمة الإدارية، لتكون نموذجًا لمدن الجيل الرابع، لتبدأ مصر فى إنشائها عقب تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم عام 2014، لتصبح مركزًا للحكم فى المستقبل يواكب التكنولوجيا المتطورة، ويضع مصر فى مصاف الدول المتقدمة. 

الحلم أصبح حقيقة عقب الانتهاء من الحى الحكومى بالعاصمة الإدارية لتبدأ الحكومة فى تكثيف إجراءاتها لإنهاء عملية نقل الوزارات والجهات الأخرى إليها، فعقب الانتهاء من انتقال 14 وزارة وجهة ضمن المرحلة الأولى يُجرى العمل فى المرحلة الثانية من عملية الانتقال والتى تضم 19 وزارة.

وأكد د.مصطفى مدبولي رئيس الوزراء أنه تم الانتقال بالكامل على مستوى مجلس الوزراء للعمل من العاصمة الإدارية، مُوجهًا بسرعة انتهاء انتقال باقى الوزارات تباعًا، مؤكدًا أن الموظفين المنتقلين بدأوا فى التأقلم مع المقار الجديدة ووسائل المواصلات، مشيرًا إلى أنه سيتم خلال أيام تسليم الوحدات السكنية لمستحقيها من الموظفين الذين تقدموا للحصول عليها بمدينة بدر.

وتضم العاصمة الإدارية الجديدة، معلمًا خاصًا بها وهى المنطقة المركزية أو حى المال والأعمال الذى يضم 20 برجًا بينها البرج الأيقونى الأعلى بأفريقيا والشرق الأوسط بارتفاع حوالى 400 متر، وكذلك أعلى ناطحة سحاب بنشاط إدارى فى مصر بارتفاع 174 مترًا، وأيضًا أعلى برج سكنى بارتفاع 194 مترًا بطول 48 طابقًا، وتقدر استثمارات المشروع بحوالى 3 مليارات دولار، ويتم تنفيذها بالتعاون بين هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وشركة (cscec) الصينية وهى إحدى كبريات شركات المقاولات على مستوى العالم.

كما يُعد مبنى مجلس النواب الجديد، علامة مميزة فى العاصمة الإدارية الجديدة أيضًا، ذلك المشروع الضخم الذى شارك فيه حوالى 7 آلاف مهندس وعامل منذ انطلاق العمل به عام 2017، ويقع المشروع على 26 فدانًا، ويضم العديد من المبانى الخدمية بجانب قاعة المجلس الجزء الأهم فى المبنى وتسع لـ 1000 نائب، وتضم شرفتين تتسع كل منهما لحوالى 230 - 260 مقعدًا، ويتوسطها ثلاث قباب الداخلية بارتفاع 37 مترًا وقطر 44 مترًا والعلوية تظهر من خارج المبنى بارتفاع 75 مترًا يعولها سارى العلم. 

وهناك أيضًا مركز مصر الثقافى الإسلامى بالعاصمة الإدارية الجديدة، الذى يُعد إنجازًا كبيرًا وأحد أهم المشروعات التى تم إنشاؤها فى المدينة حتى الآن والذى افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال شهر رمضان الماضي؛ والمشروع حسب رؤية العاملين به فهم يشبهونه بقلعة على أرض العاصمة الإدارية الجديدة كما يُشبهه البعض بمسجد «تاج محل» بالهند أو الحرم المكى فى الأراضى المقدسة من حيث تشطيباته المبهرة المميزة، فبمجرد الوصول لساحة الشعب الواقعة بين مجلسى النواب والوزراء بالحى الحكومى تجد المركز الثقافى الإسلامى مُواجهًا لساحة الشعب ويتميز بسلالمه العلوية الموصلة لمسجد مصر والبالغ عددها 152 درجة سلم، حيث إن المسجد بارتفاع 20 مترًا عن سطح الأرض، لتخطفك زخارفه المميزة وتصميمه العتيق وعند الدلوف لساحة المسجد العلوية تجد أنه تم تصميم الساحة لتغطيتها بزجاج مقوى لتعطى شكلًا جماليًا لمدخل المسجد، وعقب الانتهاء منه سيفتتح للزيارة أمام كل الرواد والزوار، خاصة أنه سيسمح بدخول المأذنتين البالغ ارتفاعها 140 مترًا والصعود لها للتمتع برؤية بانورامية علوية للعاصمة الجديدة من خلال تذاكر نظير رسوم دخول، وبالجهة الأخرى من المسجد هناك الممر الجنائزى والذى سيكون المدخل الرئيسى للمسجد والمركز الثقافي، وهذا الممر أحد الأسباب الرئيسية فى تشبيهه بتاج محل نظرًا لتصميمه المُشابه، وشارك فى تنفيذ هذا الصرح الكبير 8000 مهندس وفنى وعامل من جميع فروع وإدارات شركة المقاولون العرب المنفذة للمشروع.

كما يُعد مشروع الحدائق المركزية أو «النهر الأخضر» بالعاصمة الإدارية، أحد المشروعات المميزة بالمدينة لأنها ستكون أكبر حديقة فى الشرق الأوسط وثانى أكبر حديقة فى العالم على غرار سنترال بارك «Central Park»، وعن حدائق العاصمة الإدارية المركزية، فهى عبارة عن نهر أخضر ممتد بطول 10 كم ومساحة ألف فدان وستوفر مناطق ترفيهية بمعايير عالمية ويسهل الوصول إليها عن طريق شبكة متكاملة من ممرات للمشاة وأخرى للدراجات وسيستمتع بها جموع المصريين من مختلف شرائح المجتمع.