الفائز الأول فى مسابقة «إبداع»: «السماء مزينة بالبهاق» تجربة حقيقية

صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه

كتب : عبد الهادى عباس

لم يكن عمار عبد الصبور بدر الفائز بالمركز الأول فى مجال القصة القصيرة بمسابقة إبداع يعلم أنه يكتب قصة جيدة، إنه فقط تعود على أن ينشر المواقف التى يمر بها فى منشوارات على صفحته الشخصية، فى حين كانت أغلب منشوراته تأتى فى قالب قصصى مدهش، ما لفت إليه أنظار بعض الأدباء الكبار الذين التقوا به، وطالبوه بالانتباه إلى موهبته، والقراءة بشكل منظم فى فن القصة، ليفوز بعدها بالمركز الثالث فى المسابقة التى أجرتها جامعة المنصورة فى القصة القصيرة بمناسبة مرور مائة عام على اكتشاف مقبرة الملك «توت عنخ آمون»، ما شجعه على التفكير فى التقدم إلى مسابقة «إبداع 11» بقصة «حتى السماء مزينة بالبهاق».

هل كنت تتوقع الفوز بالمركز الأول فى المسابقة؟
نعم.. ولكن الأمر لم يكن أكثر من حلم بعيد المنال، لأننى فى الفرقة الأولى بالكلية، والمسابقة كبيرة جدا، ويتسابق فيها باقة من الموهوبين يمثلون مختلف الجامعات والمعاهد والأكاديميات، وأخذ الحلم فى التلاشى وأنا أقف أمام لجنة تحكيم جمعت بين ثلاثة من أبرز النقاد والمبدعين، مدربين على إخفاء تعبيرات وجوههم، وبالتالى فشلت فى قياس مدى رضائهم عن الإجابات التى قدمتها إليهم ردا على أسئلتهم.. كانوا يبتسمون فى وجهي.. هذا صحيح، ولكنى لم أتيقن إن كان ذلك دليلا على تفوقى أم سخرية من ردودى على أسئلتهم!


كيف تلقيت خبر الفوز؟
لم أصدق.. حتى جرى الإعلان عن اسمى فى القاعة الكبرى بجامعة القاهرة ليتم تكريمى من قبل وزير الشباب والرياضة ، حكيت فى قصتك عن مراهق يتعرض للتنمر نتيجة إصابته بمرض البهاق من خلال مقاطع متصلة منفصلة، هل جلست إلى المصابين بهذا المرض لتتعرف على تجاربهم قبل أن تنقلها إلى قصتك؟


لست فى حاجة إلى ذلك!.. لأننى بطل القصة الحقيقي.. وكل ما سردته فى العمل من حالات التنمر عشته بالحرف، وكانت الكتابة بالنسبة إلى هى النافذة التى ألقى من خلالها بكل الألم الذى عشته، وحين انتهيت منها شعرت بأننى شفيت تماما.


هل تقصد أن الفن وسيلة من وسائل العلاج؟
ليس هذا فقط.. ولكنه أيضا يحولك من مريض إلى طبيب، حين يقرأ أحد قصتك، ويكون قد مر بالتجربة نفسها، ويشعر بأن هناك أحدا يشاركه المعاناة ويحرضه على التخلص من الألم.


ما الرسائل التى أردت توصيلها إلى مرضى البهاق؟
أولها أن الإصابة بالمرض نعمة من الله يزين بها أجسادنا وبشرتنا.. وأن الرضا بأى مرض هو العلاج الوحيد الفعال، وأننا كمجتمع فى حاجة ماسة إلى امتلاك ثقافة التعامل مع المصابين بمختلف الأمراض، فالكثيرون -مثلا- لا يعرفون أن البهاق غير معد، وبالتالى يتجنبون من يحمله، إن لم يتنمروا عليه.
 وما مشروعاتك المقبلة على طريق الكتابة؟


لا أعرف.. إننى على قائمة الهواة.. ومشروع الكتابة فى حاجة إلى محترف لديه خطة محسوبة بالزمن، كما أن الدراسة تلتهم وقتي، ولكننى سأحاول إنجاز بعض القصص فى إجازة الصيف لأكون مستعدا لخوض سباق جديد.


من هم أدباؤك المفضلون؟
يمكنك القول إننى من أشد المعجبين بتوفيق الحكيم، إنه حكاء عظيم، أما يوسف إدريس فلا يمكن مقارنته بأديب آخر، فى حين أننى أسعى إلى قراءة كل ما كتبه نجيب محفوظ، وإن كنت مغرما بالأدب الروسي.


 ما الجائزة الكبرى التى تتمنى الحصول عليها فى المستقبل؟
رؤية الكعبة المشرفة، وزيارة بيت الله الحرام، وقبر النبى «صلى الله عليه وسلم».