بدون أقنعة

شرايين التنمية

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

سألنى بعض الأصدقاء عن أهمية أنفاق سيناء وتأثيرها فى التنمية خاصة بعد عقود من التهميش فكان الواضح لى أن الكثيرين لا يعلمون أهمية هذه الأنفاق العظيمة فى إعادة رسم جغرافيا مصر وتنمية هذا الجزء الغالى من ترابنا الوطنى.


خطط الدولة المصرية لتنمية سيناء لا تتوقف فى جميع المجالات الزراعية والصناعية والاهتمام بالإنسان هو محور اهتمام القيادة السياسية على مر الدوام ومنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم وهو يسعى بكل إمكانيات الدولة لتصبح سيناء ضمن كل خطط الدولة بعد أن كانت تعانى من الإهمال لعقود.


سيناء.. هذا الجزء الغالى من الوطن يمثل العمق الاستراتيجى لمصر، فنجد أنفاق شرق بورسعيد التى تصل إلى شمال سيناء تربط رفح شرقًا بالسلوم غربًا عبر الطريق الدولى الساحلى، وهو ما يضمن الربط بين المحافظات والموانئ والمطارات المصرية مثل منفذ السلوم البرى وميناء جرجوب، ومطارى العلمين وبرج العرب، وميناءى العريش وشرق بورسعيد ومزرعة غليون ومدينة الأثاث بدمياط. أما عن أنفاق الإسماعيلية التى تصل لوسط سيناء، فإنها تربط مدينتى السلوم وجرجوب الحدوديتين بالعوجة من خلال محور الضبعة والطريق الدائرى الإقليمى وطريق الإسماعيلية. أما عن نفق الشهيد أحمد حمدى 2، فإنه يربط الحدود الغربية والقاهرة والمدن السياحية مثل شرم الشيخ، ومنها إلى الأردن والسعودية، وبناء على ذلك، أن هذا الربط الجغرافى بباقى الجمهورية وخلق شبكة من الطرق والمحاور التى تربط محور القناة بالمشروعات الجديدة الأخرى لا يساعد على تعظيم الاستفادة الاقتصادية نتيجة لنقل الأفراد والبضائع فقط، بل إنه يساعد على تعزيز التواجد الأمنى نتيجة للتوسع العمرانى، وهو ما يؤدى بدوره إلى مد موجة التنمية لشبه جزيرة سيناء بجذب الاستثمارات بما فيها الاستثمار الأجنبى المباشر وإقامة المشروعات الاقتصادية فى الضفة الشرقية لمصر. وبالتالى، تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على أى أطماع فى سيناء. كما أنه سيؤدى بدوره إلى رفع نصيب سيناء من الدخل القومى، وذلك فى ظل توجه مصر لإحياء وإقامة كيانات اقتصادية وإقليمية مثل المحور الثلاثى المصرى والأردنى والعراقى وكذلك، سيعزز التجارة فى منطقة حوض المتوسط.


هذه الأنفاق لا تقتصر على كونها مشروعًا لربط طرق فقط، بل إنها نموذج لمشروع تنموى متكامل يراعى الجوانب الاقتصادية التى تؤثر بدورها على جوانب أخرى كثيرة.. هذا الذى يحدث على أرض سيناء لغالية ما كان يحدث لولا إيمان الرئيس السيسى بأن التنمية لا تقتصر على منطقة بعينها وأن التاريخ سوف يكتب بكل صدق أن الرئيس السيسى هو الوحيد الذى اقتحم ملفات كثيرة كان مسكوتا عنها لسنوات طويلة وأن القدر أتى به فى ظروف صعبة لينقذ هذا الوطن من التدمير ويعيد بناءه من جديد.


عندنا نهضة ضخمة فى كل المجالات.. نلاحظ تغييرا كبيرا فى قطاعات مثل الصحة والتعليم وإنشاء كليات متخصصة تلبى متطلبات سوق العمل ومدارس دولية ومدارس تكنولوجية.. تعليم جديد يعبر بمصر إلى آفاق جديدة.. عندنا طرق عالمية.. نعم وبكل المقاييس ما تحقق فى مجال الطرق والمواصلات يفوق الوصف بل وبكل فخر نقول إننا وصلنا إلى مرحلة الإعجاز.. لطالما عانينا لعقود طويلة من إهمال الطرق فى مختلف ربوع مصر.. اليوم نسير على طرق آمنة تماما وأبسط مثال على ذلك هذا التطوير الكبير على الطريق الدائرى وطريق الأوتوستراد.. تحقق ما يشبه المعجزة فى هذين المحورين المهمين.. مصر تنهض فعلا.. مصر تستعيد روحها.. مصر تستعيد مكانتها.