بقلم مصرى

الحلو

صلاح سعد
صلاح سعد

فى أى حفل غنائى للمطرب محمد الحلو بمجرد صعوده على خشبة المسرح تتعالى أصوات الجمهور (عايزين الحلمية) التى غناها فى تتر المقدمة والنهاية لمسلسل (ليالى الحلمية) على مدى الأجزاء الخمسة.. فقد ارتبطت المقدمة الغنائية بنسيج العمل وصارت كيانا واحدًا وكان الجمهور يحرص على سماعها عند بداية كل حلقة فقد تضافر فيها كل مقومات النجاح من حيث الكلمة التى تعبر بكل صدق عن مضمون العمل الى جانب اللحن الذى يحمل طابع الشجن والصوت الدافئ الحنون الصادر من القلب قبل الحنجرة وهو يغرد (ليه يازمان ماسبتناش أبرياء) وكأنه يوجه رسالة عتاب للزمن..

والسؤال أين (الحلو) الآن؟!! وجاءت الإجابة على لسانه من خلال حوار تليفزيونى أذيع مؤخرا على شاشة التليفزيون: أنا موجود ولكن المهم السميعة.. فقد امتلأت الساحة بالعديد من الأصوات من كل صنف ولون وهناك وفرة كبيرة من حيث الكم لدرجة أن الصوت الواحد يمكن أن يقدم 365 أغنية على مدار العام بمعدل أغنية كل يوم!! ولم تعد هناكأزمة فى الإذاعة - كما يقول - بعد أن تعددت منافذ العرض على الفضائيات والمواقع الالكترونية الى جانب الألبومات التى تطرح للبيع فى الأسواق.. ولكن ما لم يقوله الحلو إن هناك أيضا الأغانى المصاحبة للإعلانات التى ظهرت بكثافة فى الآونة الأخيرة وأصبحت تدخل ضمن تصنيف الأغانى مثل العاطفية والوطنية والدينية..

المشكلة إذا ليست فى الأصوات ولكن فى السميعة التى تستطيع أن تميز بين الجيد والردىء خاصة أن هناك اصواتا متميزة ولكنها تاهت وسط الضجيج والزحام!!.