فى الصميم

مصر و«البريكس».. والقرار المستقل!

جلال عارف
جلال عارف

قال وزير الخارجية الروسى «لافروف» إن بلاده تدعم إنضمام مصر والجزائر والسعودية والإمارات إلى مجموعة «بريكس» وأن هذه الدول تمثل إضافة قوية للمجموعة وتقوى التعددية داخلها حيث إنها تمثل قيادات العالم العربى والإسلامى. ولهذا فإن بلاده ستعمل على انضمامها إلى «البريكس» بأسرع وقت ممكن.


ولاشك أن روسيا ليست وحدها فى هذا التوجه. أعضاء «البريكس» يدركون أن البعد العربى ضروري، والكثير منهم يوسعون دائرة المشاركة الاقتصادية والسياسية فى العالم العربى، ويدركون القيمة الاستراتيجية لمصر التى توسع من انفتاحها على العالم وتؤكد استقلال قرارها، وتملك كل أسباب النهوض والتنمية رغم الظروف الاستثنائية التى تواجهها.


روسيا تمضى فى مشروع إنشاء المنطقة الصناعية شرق القناة بجدية رغم ظروف الحرب، وكذلك الأمر فى مشروع «الضبعة» والصين تضاعف استثماراتها ومشاركاتها الصناعية كما فى صناعة الغزل. والهند التى تتقدم بسرعة لتحتل المركز الرابع بين اقتصادات العالم تعمل على مضاعفة التبادل التجارى مع مصر، وكما أعلن بالأمس تستعد لفتح خط ائتمانى يتيح للبلدين التبادل التجارى بالعملة المحلية.


مجموعة «البريكس» تضم أكثر من ثلث سكان العالم مع معدل تنمية مرتفع، ووجود مصر والدول العربية إلى جانب الدول الرئيسية فى آسيا والوجود الإفريقى «جنوب إفريقيا» والأمريكى اللاتينى «البرازيل» يخلق سوقا واسعة ومتعددة فى مصادر ثروتها ويعزز قدرة كل أعضائها على التنمية المستدامة، ويساعد الجميع على عبور الأزمات التى تمر بعالم مضطرب لم يعد يقبل هيمنة فردية بل يؤسس لنظام جديد يقوم على التعددية والتعاون المشترك.
انفتاح مصر على العالم كله مستمر. قرارها المستقل هو عنوان السياسة التى لا يمكن التفريط فيها. مصر ترث تراث عدم الإنحياز التى كانت أحد مؤسسيه الكبار،، وترث سنوات التحرر والاستقلال فى العالم الثالث التى كانت رائدة له، والعالم الذى يتغير بسرعة يعرف قدر مصر، ويدرك أنها مفتاح السلام والاستقرار والتنمية فى المنطقة.. حتى وهى تواجه أزمة طارئة أو تحديات تعرف مصر جيدا كيف تهزمها!!