«إنقاذ طفل» للكاتبة منة نور الدين

الكاتبة منة نور الدين
الكاتبة منة نور الدين

سعيت كثيراً للحصول على جائزة المثالية.. حاولت الوصول لها في كل شيء تقريباً، وفشلت مراراً وتكراراً لأنتهي بمعاقبة نفسي.. والبدء في محادثة شخصية من جلد الذات

 

بحثت في كل طريق يصادفني عن دور المنقذ.. في اعتقاد داخلي أن العالم يشاهدني وبذلك سوف أعمل على تغيير جذري في حياة أحدهم.. سوف أحصل على نفس الجائزة.

 

أنا بلا قيمة بدون إنقاذ برج إيڤل من السقوط.. وفي نهاية رحلة داخلية أدركت أن هدمي منذ طفولتي، جعلني اعتقد في نظر نفسي أنني بلا هويه، بلا قيمة، لا أستطيع تحمل مسئولية فأر صغير، عندما كبر الطفل الصغير.. بدأ يبحث عن المثالية في كل شيء، ليقول لكل شخص قام بهدمه: «أنا هنا في حياة عاهرة يا عزيزي»

 

رفضت الواقع .. رفضت أن أكون غير مرئي، رفضت شعوري بالفشل.. لأنتهي في كل مره أثبت وجودي في السعي لتحقيق الكمال في أي شئ.. بالرجوع للشعور بالفشل مجدداً

 

دائرة مميتة لعدة سنوات قامت بهدمي أكثر، وفي نهاية المطاف أدركت طبيعتي البشرية، انا لست ولن أكون كامل.. إنها حقا هبة من الله

 

بدأت بتكوين هوية جديدة لذاتي، تقبل أخطاء لن انتهي من الوقوع بها حتي وفاتي، أحاول دائماً مسامحة نفسي على ارتكابها ومسامحة من هدم طفولتي، أحب نفسي بعيوبها ومميزاتها، تركت ثوب المنقذ، لإنقاذ ما تبقى مني.. أنا لست مثالي.. أنا بشر.