قلب جرئ

تقليعة الأجزاء الثانية

خيري الكمار
خيري الكمار

في‭ ‬الماضي‭ ‬القريب،‭ ‬تحديدا‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬الألفية‭ ‬الماضية،‭ ‬وهي‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬تقديم‭ ‬أهم‭ ‬الأعمال‭ ‬التلفزيونية‭ ‬الخالدة‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬وقلوب‭ ‬الجمهور‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬وكل‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬كانت‭ ‬أغلب‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬تحمل‭ ‬قضايا‭ ‬وموضوعات‭ ‬هامة،‭ ‬وكان‭ ‬أهم‭ ‬كتابها‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬“أسامة‭ ‬أنور‭ ‬عكاشة،‭ ‬وحيد‭ ‬حامد،‭ ‬محسن‭ ‬زايد،‭ ‬محمد‭ ‬جلال‭ ‬عبد‭ ‬القوي،‭ ‬محمد‭ ‬صفاء‭ ‬عامر،‭ ‬يسري‭ ‬الجندي‭.. ‬وغيرهم”،‭ ‬ولديهم‭ ‬فكر‭ ‬وقضايا‭ ‬اجتماعية‭ ‬تشغلهم‭ ‬ويسعون‭ ‬إلى‭ ‬طرحها‭ ‬في‭ ‬أعمالهم،‭ ‬ويهدفون‭ ‬بالتأكيد‭ ‬إلى‭ ‬وصولها‭ ‬للجمهور‭ ‬وتحقيق‭ ‬النجاح،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬يفكرون‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يريده‭ ‬الجمهور،‭ ‬وما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينجح‭ ‬معهم،‭ ‬أو‭ ‬التوليفة‭ ‬الجماهيرية‭ ‬حتى‭ ‬يقدموها،‭ ‬بل‭ ‬يفكرون‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬أو‭ ‬ظاهرة‭ ‬اجتماعية‭ ‬ما،‭ ‬ويبدعون‭ ‬في‭ ‬صياغته‭ ‬وتناوله‭ ‬بشكل‭ ‬صادق‭ ‬وجهد‭ ‬وإهتمام‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيله،‭ ‬وكان‭ ‬دائما‭ ‬تحقق‭ ‬أعمالهم‭ ‬نجاحا‭ ‬مبهر،‭ ‬أو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أحد‭ ‬هولاء‭ ‬المبدعين‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬استغلال‭ ‬نجاح‭ ‬عمل‭ ‬ما‭ ‬وتقديم‭ ‬جزء‭ ‬ثاني‭ ‬منه،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مخطط‭ ‬من‭ ‬البداية‭ ‬لتقديم‭ ‬جزء‭ ‬ثاني‭ ‬لهذا‭ ‬العمل،‭ ‬لهذا‭ ‬لم‭ ‬نشاهد‭ ‬مثلا‭ ‬أجزاء‭ ‬ثانية‭ ‬لمسلسلات‭ ‬حققت‭ ‬نجاحا‭ ‬جماهيريا‭ ‬تفوق‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬حاليا،‭ ‬وبدون‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬واللجان‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬أحداثها‭ ‬ونهايتها‭ ‬كانت‭ ‬تحتمل‭ ‬تقديم‭ ‬أجزاء‭ ‬أخرى،‭ ‬مثل‭ ‬“ضمير‭ ‬أبلة‭ ‬حكمت،‭ ‬الراية‭ ‬البيضاء،‭ ‬أنا‭ ‬وأنت‭ ‬وبابا‭ ‬في‭ ‬المشمش،‭ ‬أرابيسك،‭ ‬النوة”‭ ‬لأسامة‭ ‬أنور‭ ‬عكاشة،‭ ‬و”البشاير”‭ ‬و”العائلة”‭ ‬لوحيد‭ ‬حامد،‭ ‬و”ذئاب‭ ‬الجبل”‭ ‬و”الضوء‭ ‬الشارد”‭ ‬و”حلم‭ ‬الجنوبي”‭ ‬لمحمد‭ ‬صفاء‭ ‬عامر،‭ ‬و”نصف‭ ‬ربيع‭ ‬الآخر”‭ ‬و”حياة‭ ‬الجوهري”‭ ‬لمحمد‭ ‬جلال‭ ‬عبد‭ ‬القوي،‭ ‬وأعمال‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة‭ ‬لأهم‭ ‬كتاب‭ ‬الدراما،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬أجزاء‭ ‬أخرى‭ ‬منها،‭ ‬رغم‭ ‬نجاحها‭ ‬الجماهيري‭ ‬الضخم،‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مخطط‭ ‬لذلك‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬أما‭ ‬الآن،‭ ‬فبمجرد‭ ‬نجاح‭ ‬أي‭ ‬مسلسل‭ - ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬يحمل‭ ‬أي‭ ‬قضية‭ ‬أو‭  ‬هدف‭ ‬سوى‭ ‬إرضاء‭ ‬الجمهور‭ - ‬فإن‭ ‬صناعه‭ ‬يسعون‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬لتقديم‭ ‬جزء‭ ‬جديد،‭ ‬لإستغلال‭ ‬النجاح‭ ‬الجماهيري،‭ ‬ولا‭ ‬يفكرون‭ ‬إطلاقا‭ ‬في‭ ‬سؤال‭ ‬أنفسهم‭ ‬“هل‭ ‬يتحمل‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬تقديم‭ ‬جزء‭ ‬جديد‭ ‬منه‭ ‬أم‭ ‬لا؟”،‭ ‬ولا‭ ‬يحاولون‭ ‬السعي‭ ‬وبذل‭ ‬الجهد‭ ‬لتقديم‭ ‬موضوع‭ ‬جديد،‭ ‬بل‭ ‬يفضلون‭ ‬اللعب‭ ‬في‭ ‬المضمون،‭ ‬لأنهم‭ ‬يدركون‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يسعون‭ ‬لتقديم‭ ‬عمل‭ ‬مهم‭ ‬يحمل‭ ‬أي‭ ‬قضية،‭ ‬أنما‭ ‬يسعون‭ ‬للنجاح‭ ‬الجماهيري‭ ‬فقط،‭ ‬وتحقيق‭ ‬“التريند”‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭.‬


 

;