بدون روتوش

فيصل مصطفى يكتب: مصر.. واحة التقدم والتنمية

فيصل مصطفى
فيصل مصطفى

عادت المشروعات القومية إلى الوجود في عام 2014 ، بعد طول غياب إمتد  لقرابة 40 عاما بلا مبرر ، والتى كانت مركزة فى أغلبها على مشاريع البنية التحتية بكافة أنواعها. 

والآن تأخذ منحى جديد وهام ، وهو منحى المشروعات الإستراتيجية الإنتاجية القائمة على الاستثمار الأمثل لقطاعات الكهرباء والبترول والثروة المعدنية والنقل والزراعة والصناعة والاتصالات والإسكان و السياحة والشباب والرياضة والإنتاج الحربي . مع استمرارالإهتمام الرسمى من الدولة بالبنية التحتية ، مثل الطرق والجسور وموارد المياه والصرف الصحي ، والمدارس والمستشفيات وغيرها من مصادر الدخل القومى ، والتى تستهدف جميعها تعظيم موارد البلاد.

اقرأ أيضا.. فيصل مصطفى يكتب: أفريقيا.. العمق الإستراتيجى لمصر

وأقول قولى هذا ، لأننى رصدت إفتتاحات وزيارات إيجابية ومهمة من الرئيس عبدالفتاح السيسى لبعض المشروعات القومية ، آخرها افتتاح محطة "تحيا مصر" متعددة الأغراض بميناء الإسكندرية ، وافتتاح عدد من المشروعات التنموية والخدمية والإنتاجية، مثلما حدث في شرق العوينات بمحافظة الوادي الجديد ، حيث شهد الرئيس السيسي هناك ، افتتاح موسم حصاد القمح ومصنع إنتاج البطاطس ، وأيضا زيارة فخامته المهمة  فى العين السخنة، وافتتاح مجمع مصانع إنتاج الكوارتز، والذى يُستخدم كصناعة وسيطة تدخل فى عشرات الاستخدامات المتصلة بالمدنية والحضارة الحديثة ووسائلها المستخدمة، وبالتالى هو منحى هام جدا أن يتم التركيز الآن فى هذا التوقيت بالذات على الإنتاج الزراعى والصناعى، نظرا لأن الأزمة الإقتصادية العالمية من الواضح أنها سوف تطول، وأن الحرب الروسية الأوكرانية ، تحولت بالفعل إلى حرب عالمية أو شبه عالمية , ومن الواضح أنها سوف تستمر لسنوات، وبالتالى ستتأثر الإقتصاديات العالمية بمزيد من الأعباء.

ولذلك فإنه من المنطقى ومن الصحيح، أن تقوم كل دولة بتعظيم قدراتها الذاتية ، والاعتماد بقدر المستطاع على النفس ، ومحاولة تحقيق نسب معقولة من معدلات الإكتفاء الذاتى ، وبالذات من المحاصيل الإستراتيجية  والمواد الضرورية، والتى لاغنى عنها ، مما يؤدى إلى تقليل الإستيراد ، والحد من إستنزاف العملة الصعبة.

وأرى أن من واجب الإعلام ، أن يسلط الضوء على أهمية هذه المشروعات القومية الإستراتيجية  فى صورتها الإنتاجية  ، والتى تعكس تطورا فى فهم أبعاد الواقع ، ومعطياته المختلفة ، وكيفية التعامل معه .
ما فعله الرئيس فى تقديرى، يجب أن يُترجم فى إشارة سريعة وواضحة إلى رجال الأعمال والشركات الإستثمارية وغيرها، بأن يتجهوا جميعا نحو الإنتاج والبناء والتركيز على قطاعى الزراعة والصناعة ، لأن مصر فى أمس الحاجة إلى تحقيق معدلات تنمية عالية ،  تُحد من الأعباء الإقتصادية.

وأيضا إشارة الرئيس واضحة وتُترجم من وجهة نظرى إلى أن مصر مليئة بالخبرات، والخيرات، وبالإمكانات الضخمة التى تحتاج إلى من يستغلها ويستثمرها، وأن مصر قادرة على أن تكون سلة غذاء العالم ، وأن تكون هى بالفعل الواحة، واحة التقدم والتنمية، واحة الإستقرار والأمن ، فى ظل عالم مضطرب ، وفى ظل نزاعات وصراعات وحروب خطيرة وتوترات، تفتح الأبواب أمام كل الإحتمالات أيا كانت. 

وبالتالى، فإننى أُشيد بهذه الخطوة، وأتمنى أن نرى المزيد منها ، وأن نرى كل أسبوع ، إضافة جديدة، تُضاف إلى العملية الإنتاجية وإلى خطط التنمية، وإلى إقتصادنا القومى، وإلى مزيد من التقدم والنجاح المنشود فى هذا المجال.  
[email protected]