أكثر من مجرد مبادرة|  1400 قرية فى 52 مركزًا خلال المرحلة الأولى.. والخدمات تشمل كل القطاعات

«حياة كريمة».. المصرى يستحق| أضخم مشروع قومى فى تاريخ البلاد.. وتنمية الريف أهم الأهداف

تطوير شامل لعدد كبير من المدارس بالقرى
تطوير شامل لعدد كبير من المدارس بالقرى

التكلفة تصل إلى تريليون جنيه.. والتنفيذ بسواعد ومنتجات وطنية
 

خلايا نحل، عمل لا يتوقف، تشييد وبناء وتطوير فى كل مكان، اهتمام بكل القطاعات، وفى المقدمة تنمية الإنسان نفسه وتحسين ظروفه المعيشية، هذا هو وصف لما تقوم به مبادرة «حياة كريمة» فى كل المحافظات، من الإسكندرية إلى أسوان، وفى كل القرى والنجوع، العمل يسير فى وقت واحد، ولعل افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى لقرية الأبعادية بالبحيرة خير دليل على ما يتم إنجازه..

المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» يمكن اعتبارها المشروع الأضخم الذى لم تقم أى دولة فى العالم فى العصر الحديث بتنفيذه، فهو بمثابة «أيقونة الجمهورية الجديدة»، التى وعد الرئيس عبدالفتاح السيسى الشعب المصرى بها، والتى تغطى ربوع الجمهورية بأكملها، سواء ما يتعلق بالمشروعات الجديدة التى يتم تنفيذها فى المناطق الصحراوية، أو عبر تطوير المناطق القائمة، والتى كانت تعانى من الإهمال لعشرات السنين، وعدم التركيز فى عملية التنمية لها..

الدولة المصرية نفذت ولا تزال تنفذ على مدار السنوات الماضية العديد من المشروعات القومية، التى أسهمت فى تعزيز القدرة على البدء فى تحقيق التنمية المستدامة للريف المصرى، لكن يظل مشروع «حياة كريمة» وتنمية الريف المصرى هو الأكبر والأعظم فى تاريخ مصر بتكلفة تتجاوز تريليون جنيه، وهو أول مشروع مصرى يتم تنفيذه بنسبة 100%، كما أنه سيتم تنفيذه بأيد وسواعد مصرية، كما أن جميع المواد المستخدمة ستكون مصنعة فى مصر، كما أن المشروع بتمويل مصرى خالص..

ما يحدث فى الحقيقة هو إعادة رسم خريطة مصر وتوزيع البشر والإمكانات الاقتصادية على كل ربوع الوطن، بما يستجيب لمشكلات الحاضر وتحديات المستقبل، وهذا هو جوهر «الجمهورية الجديدة» المتمثل فى إعادة تصميم وإعادة بناء شامل لمكونات الدولة المصرية، ونصيب الريف فى ذلك أن يشهد تنمية حقيقية لا تتوقف عند مجرد إدخال المرافق أو تنفيذ مشروعات أو تحسين وضع منازل، بل إحداث تنمية شاملة ترفع من المستوى الاقتصادى والاجتماعى والثقافى لأهالينا فى الريف المصرى.

«حياة كريمة» ليست مجرد مبادرة تستهدف تحسين أحوال شريحة معينة من المواطنين، وليست مجرد وسيلة لتطوير المرافق فى محافظة معينة أو قرية ما، لكنها ذات مفهوم شامل وواسع، فكل المصريين يستفيدون منها، وكل القرى ستتغير بسببها، وكل النجوع النائية ستعرف الطريق إلى الخدمات بعد سنوات من الحرمان والإهمال.

مبادرة «حياة كريمة» تشهد لأول مرة إطلاق مؤشرات لقياس جودة الحياة بقرى الريف، وكيفية القيام برفع مستوى كفاءة وجودة مياه الشرب، وتحسين التغطية بالخدمات الصحية، وتحسين نسبة التغطية بالصرف الصحى، وتحسين مؤشرات التعليم، وزيادة فرص العمل المتاحة، كما يتم خلال المشروع تنفيذ خدمات لم يشهدها الريف المصرى من قبل مثل شبكات الغاز الطبيعى، والاتصالات، والألياف الضوئية، والمجمعات الزراعية، فضلا عن المجمعات الخدمية المتقدمة للمصالح الحكومية فى القرى الأم.

تنمية حقيقية

تحول المشروع من مجرد تنمية قرى منفردة إلى إحداث تنمية حقيقية لجميع مراكز الجمهورية التى يتبعها أكثر من 4500 قرية فى 175 مركزا، وشملت المرحلة الأولى 52 مركزا بها أكثر من 1400 قرية، بالإضافة إلى 10 آلاف تابع، بتكلفة إجمالية للمشروعات التى يتم تنفيذها فى هذه المرحلة تتجاوز 260 مليار جنيه، وتم اختيار الـ 52 مركزا وفق دراسات علمية وطبقا لمعايير معدلات الفقر، والمشكلات التى تعانى منها، ونسبة الخدمات المتوافرة.

التدخلات الرئيسية فى تنفيذ مشروع «حياة كريمة» تشمل محور تحسين مستوى خدمات البنية الأساسية، وبناء الإنسان المصرى، والتدخلات الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية، وكل محور من هذه المحاور يندرج تحته عشرات المشروعات. 

وفيما يتعلق بقطاع مياه الشرب والصرف الصحى، استهدفت المبادرة تغطية خدمات الصرف الصحى بكل القرى المحرومة، حيث تشكل تلك القرى 82% من قرى المرحلة الأولى للمبادرة.

كما تشهد هذه المرحلة تغطية هذه القرى وجميع المناطق المحرومة بالخدمة، ومد شبكات الصرف الصحى للقرى المحرومة، ورفع نسبة التغطية بخدمات الصرف الصحى إلى 100%، وتستهدف المبادرة تنفيذ مشروعات مختلفة للقضاء على انقطاعات المياه ونظام المناوبات وضمان استدامة كاملة للخدمة، وذلك من خلال رفع كفاءة محطات صغيرة، وتنفيذ مشروعات المد والتدعيم للشبكات بالقرى، وإحلال وتجديد أكثر من 3 آلاف كيلو مواسير قديمة ومتهالكة، وبناء 51 محطة جديدة لتنقية مياه الشرب، بطاقة مليون م3/يوم لخدمة المناطق المحرومة. 

وفيما يرتبط بتوصيل الغاز الطبيعى لمنازل الريف ، فإنه سيتم مد هذه الخدمة لنحو 4 ملايين وحدة سكنية فى 1337 قرية، وتنفيذ مواسير بأطوال 16 ألف كم طولى، فى حين لا يتجاوز عدد القرى المخدومة حاليًا بالغاز الطبيعى بين قرى المرحلة الأولى 59 قرية..

وفى مجال الاتصالات ومكاتب البريد، فإن المبادرة تشهد لأول مرة إدخال خدمة الإنترنت فائق السرعة للريف، بما يسهم فى إدراج كل القرى المستهدفة فى المرحلة الأولى من المبادرة ضمن شبكة الألياف الضوئية، وتحسين تغطية شبكات الهواتف المحمولة داخل الريف المصرى، كما تتضمن الجهود فى هذا القطاع تتضمن كذلك تعديل وتطوير مكاتب البريد بمعظم القرى لتوائم تقديم الخدمات الحديثة للشعب المصرى، وهناك مئات المكاتب التى تم تطويرها وسيتم تطويرها باكتمال هذا البرنامج.

وفى مجال الكهرباء والإنارة العامة، فإن المبادرة تستهدف إحداث تطوير حقيقى لشبكة الكهرباء لتأمين استقرار التيار الكهربائى، وتقليل فترات الانقطاع، واستيعاب كل الاحتياجات المستقبلية، من خلال تغيير كامل للمنظومة القائمة، وتحديث الشبكات والمحولات والموزعات، وغيرها من العناصر الأخرى، وفيما يتعلق بمجال الرى، فإن الهدف هو تأهيل وتبطين الترع، وهذا المشروع هو أحد المشروعات الكبيرة والمهمة للغاية التى تنفذها الدولة لتقليل تكلفة التطهير وتوصيل المياه إلى نهايات الترع..

وفيما يتعلق ببناء الإنسان المصرى، فإن محور التعليم يأتى على رأس أولويات بناء الانسان المصرى، ومن المستهدف إنشاء أكثر من 14 ألف فصل جديد، بالإضافة إلى صيانة ورفع كفاءة 25% من المدارس القائمة بواقع أكثر من 1250 مبنى مدرسيا قائما، وذلك لإتاحة التعليم الأساسى، والعمل على حل مشكلات زيادة معدلات الكثافات داخل الفصول، وتعدد الفترات الدراسية، إلى جانب العمل على خدمة المناطق المحرومة من الخدمات التعليمية، وزيادة نسبة استيعاب رياض الأطفال، من خلال إقامة المزيد من الحضانات وتوفيرها للأطفال الأقل من أربع أو خمس سنوات..

وفى مجال الصحة، فإن المبادرة تسهم فى تجهيز البنية الأساسية والعمرانية بكل القرى المستهدفة فى المرحلة الأولى من المشروع لتعجيل تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل، وذلك من خلال رفع كفاءة كل المنشآت الصحية الموجودة فى الريف المصرى، حيث إنه من المقرر إنشاء 24 مستشفى مركزية جديدة، و1374 مركزا ووحدة صحية، إلى جانب توفير نقاط إسعاف جديدة، وقافلة علاجية تصل إلى 1000 قافلة، بالإضافة إلى توفير 40 سيارة قافلة أشعة مقطعية متنقلة، مجهزة بأحدث التقنيات العالمية فى هذا المجال..

أما فى مجال الشباب والرياضة، من المستهدف إنشاء وتطوير ما يقرب من 1000  مركز شباب، منها 271 مركزا إنشاء جديد، وذلك لرعاية النشء والشباب بقرى الريف المصرى، مستعرضًا نماذج لمراكز الشباب وكذا المبانى الاجتماعية التى ستقام داخلها.. وفى مجال الثقافة، فإن هناك العديد من التدخلات التى تستهدف العمل على إحياء وتعزيز الهوية المصرية ونشر الوعى الثقافى، وإعادة ثقافة القراءة والكتابة لكل قرى الريف المصرى، من خلال تنفيذ العديد من المبادرات والأنشطة والفعاليات من خلال وزارة الثقافة.

حماية اجتماعية

وفيما يتعلق بمحور التدخلات الاجتماعية المقرر تنفيذها، فإن هذه التدخلات تستهدف العمل على توفير مظلة حماية اجتماعية وتمكين المرأة اقتصاديًا وجعلها شريكا رئيسيا فى تنمية الريف، ومن بين التدخلات مشروع «سكن كريم» حيث إنه من المخطط أن يصل عدد المنازل  للمستحقين لـ «سكن كريم» إلى 120 ألف منزل فى 52 مركزًا..

وحول تدخل التنمية الاقتصادية والتشغيل، فإن الهدف هو توفير فرص عمل دائمة ومؤقتة أثناء تنفيذ عملية التنمية والتطوير، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من برامج التدريب المهنى للشباب والسيدات بهذه القرى، وفيما يخص التشغيل الدائم فهناك العديد من المبادرات يتم تنفيذها سواء من خلال جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أو غيره، حيث من المستهدف ضخ 1.4 مليار جنيه لتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر بقرى المرحلة الأولى، أو تلك التى يتم تنفيذها من جانب وزارتى التنمية المحلية، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، وكذا البنوك المصرية، لإقامة مشروعات تستهدف تشغيل الشباب ومحدودى الدخل.