المؤكد والثابت على أرض الواقع تاريخياً وجغرافياً، إنه كان لثورة الشعب المصرى فى الثلاثين من يونيو عام ٢٠١٣، فعل الزلزال الهائل الذى هز المنطقة والعالم، وأعاد تشكيل وترتيب التوازنات والقوى فى المنطقة العربية والشرق أوسطية بين ليلة وضحاها.
والمؤكد والثابت أيضًا أن هذا الزلزال أدى فور حدوثه، إلى مجموعة من الآثار الضخمة والتفاعلات الكبيرة والمتنوعة، على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية محلياً وإقليماً ودولياً.
وبالطبع كان الأثر العاجل والنافذ محليًا هو إنقاذ مصر وشعبها من حكم الطغمة الضالة والمضللة التى سيطرت على البلاد والعباد طوال عام أسود، بعد فشلهم فشلاً ذريعاً فى إدارة الدولة وصيانتها وحفظها،...، ليس هذا فقط بل فشلهم فى تحقيق أى إنجاز أو خطوة إيجابية لصالح الوطن والمواطنين.
وما أن تخلصت مصر من هذا الكابوس حتى انطلقت ترمم وتدعم أركان الدولة الوطنية وأعمدتها الرئيسية، التى كادت أن تنهار تحت وطأة وسيطرة وحكم الجماعة الغاشمة التى كادت أن تجر البلاد إلى الهاوية والسقوط.
وفور حدوث ذلك انطلقت يد العمران والبنيان والإنجاز تبنى وتقيم المشروعات القومية الضخمة بطول البلاد وعرضها، من أسوان جنوباً وحتى الإسكندرية شمالاً ومن سيناء شرقاً وحتى السلوم ومرسى مطروح غرباً.
وفى ظل تلك الانطلاقة الهائلة فى البناء والإنجاز، استطاعت مصر إقامة بنية أساسية قوية فى الطرق والكبارى وشبكات المياه ومحطات الصرف الصحى ومحطات الكهرباء،...، وهكذا شهدت مصر مرحلة جديدة من العمل الجاد والمكثف والمتواصل للإصلاح والتطوير والتحديث على جميع المحاور والأصعدة للانطلاق بقوة على مسار التنمية الشاملة وبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة والقوية التى تسعى إليها وتعمل لها.
والمؤكد والثابت على أرض الواقع أن ذلك لم يكن ليتحقق لولا ثورة الثلاثين من يونيو.