كأنك لم تكن: امتلاك الوعى

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتبت : د. زينب العسال
 

تقول إميلى ديكنسون:

فخورة أنا بقلبى الكسير

فخورة أنا بالألم الذى يعصرنى

ما دمت لم أصنعه

فخورة أنا بليالى السهر الطويلة

فقد تحملتها بدون أقمار

تلك هى عظمة الله داخلى

حتى لو سميت ذلًا

وتقول فى أحد خطاباتها: «إن الغناء فى الشعر خير وسيلة للهروب من أحاسيس الخوف التى تطارد الإنسان أينما حل» «إلى أحاديث الليالى الطويلة» ، ترى ما هذه الأحاديث؟ هل نحن أمام حكاية ترويها الساردة على المتلقى، بعد أن عاشتها ؟

تبدأ الرواية بمقطع من أغنية لفيروز « أنا لحبيبى وحبيبى إلي.. يا عصفورة بيضاء لا بقى تسألى .. لا يعتب حدا .. ولايزعل حدا» ، هذا المقطع يقوم بوظيفة رنين التليفون الذى يفضله حبيبها، منصور الحبيب والزوج الذى تركها، فتعلقت بكل ما أحبه.

وويشير الإهداء إلى الغنائية ، وربما المناجاة، كتقنية اعتمدتها البنية الروائية، فإذا أمعنا النظر فى العنوان، وجدناه يشير إلى محو الآخر، ونفى وجوده وأثره فى حياة الساردة.

 « كأنك لم تكن تمثل حكاية بسيطة جدًا، تشبه قصص الحب الرومانسى، حالة حب بين الساردة رغد ومنصور، تكلل بالزواج ليستمر العشق الجسدى والروحى بعد فشل أكثر من تجربة حب عاشتها الساردة، ولم تجن منها غير الألم .

 هل تنتمى الرواية للكتابة النسوية؟

نستعيد قول فرجينيا وولف: «لو قالت المرأة ما تشعر به، كما يفعل جويس لشعر الرجال بصدقها، فإن الأدب الذى يعمل دائمًا على إنزال الستائر، وإخفاء الأمور، ليس أدبًا، الأدب هو أن نعبر عن كل ما لدينا جسديًا كان أم فكريًا، وهذا عمل ينطوى على صعوبات ومخاطر لا تصدق» (غرفة تخص المرء وحده).

هذا ما حدث بالفعل لرغد الفتاة الصعيدية التى قمعت لغويًا ونفسيًا وجسديًا وفكريًا، فقدت الإيمان بذاتها، ظلت تبحث عمن يأخذ بيدها، وحينما تحقق ذلك عبر منصور، تماهت فى شخصيته.

 مفهوم المرأة عن جسدها استمدته مما أملاه عليها المجتمع الذكورى، فالمرأة أداة ولها وظيفة بيولوجية عظمها المجتمع وهى الإنجاب، عملية مرتبطة بالبيئة الثقافية، ومفهومها، ومعتقدها عن المرأة، هذه الوظيفة الإنجابية عطلت لدى رغد بسبب إصابتها بمرض الهربس، وحينما مارست وظيفتها الانجابية إرضاء لمنصور، فقدت الجنين، وكانت العبارة التى ترددها «أنا طفلة لا أريد أن أكون أما» بالفعل ظلت رغد طفلة، حتى بعد أن تعرفت على « منصور»، وبذر فيها فكرة حب جسدها وتقبلها لذاتها.

لم تر رغد جمالًا فى جسدها، فثمة عيب فى قدمها، وفمها واسع بطريقة واضحة ، بشرتها أغمق من بشرة منصور بثلاث أو أربع درجات، لاحظت أن الرجل الشرقى يفضل المرأة صاحبة البشرة البيضاء ، كان منصور متزوجًا من امرأة أمريكية ذات بشرة بيضاء، فلماذا أحب هذه الفتاة؟

تروى رغد مواقف من حياتها، تدل على إحباطها، وتناقض مواقفها وارتباك مشاعرها، وعدم تحقيق أمنيتها فى استكمال دراستها، وتلك العوائق التى تقف أمامها كفتاة تعيش فى صعيد مصر، وهذا التنمر الذى تتعرض له، فرغد نسخة مكررة من أمها التى تعانى قهرًا ذكوريًا، وتحكم زوجها فى حياتها، وإحساسها الدائم بأنها لم تنجب الولد لرجل صعيدى، يرى فى خلفة البنات انتقاصًا من قدره.

ويتعرض السرد إلى حياة هدى أخت رغد وعلاقتها بزوجه، تنويعة أخرى على التعاسة فى حياتها الزوجية، وماجدة وحياتها الخاصة، وزوجة صادق صديق منصور، هذه تنويعات على العلاقة الفاشلة بين رغد ومنصور، كل حكاية هى جرح تفتحه الساردة بجسارة، قراءة لواقع المرأة، ومدى تغييب وعيها، وفنائها فى رغبات وإرضاء الرجل، دون أن تحصل على الأمان، فغالبية نساء الرواية تم الغدر بهن، وعانين من هذا التفانى المجانى الذى لم يقدره الرجل.

وتقدم الساردة شخصيات نسائية يقابلها شخصيات ذكورية تسلطية نرجسية، تعانى أزمات نفسية ووجودية، ويأتى على رأس هذه الشخصيات منصور، شخصية تبدو أنها متكاملة متماسكة، ناجحة فى عملها، يقدر المرأة ويفتح لها مجالات تساعدها على امتلاك ذاتها ووعيها، فهو يعيد ترميم ذات رغد، واكتشاف عناصر القوة فى شخصيها، بينما الأب شخصية قاسية أنانية لا يهتم بزوجته أو بناته، يسعى للكسب المال السريع عبر البحث عن الآثار، فيعرض أسرته للخطر.

منصور بطل أحلام رغد الذى تربى - على يديه - ذوقها، وبث فى روحها الثقة بالنفس ومحبة جسدها، وسعد بتشكيل كيانها. لقد أحدث تحولًا فى شخصية رغد من شخصية غير مرغوب فى وجودها، جاءت لهذه الدنيا نتيجه تعب الأم من تناول أقراص منع الحمل ، لم يتقبل والدها استكمال تعلمها. لماذا ينفق عليها المال ما دامت ستتزوج؟، رغم ذلك، فإنها التحقت بالتعليم الفنى، نظام الخمس سنوات، يصب الأب جام غضبه على رغد وأمها اللتين كذبتا عليه، طموح رغد فى استكمال تعليمها لا يحده حدود، التحقت بالعديد من الدورات، بينما وجد الأب فى التعليم الصناعى اقتصارًا لمشوار طويل للتعليم لم يجن منه إلا المزيد من إنفاق المال على فتاة مصيرها الزواج، والجلوس فى بيت زوجها، يساعدها منصور فى تحقيق حلمها بمواصلة التعليم الجامعى، فتلتحق بالتعليم المفتوح، شعرت بغيرته عليها من زملائها فى الجامعة، لا يمكن إغفال أن رغد شخصية نضالية تحاول أن تتخطى العواقب، لكن كل الظروف المحيطة مثبطة لأحلامها، «أتعثر فى ما أريد، أبى يريد، وعمى يريد، وأمى تريد، وجارتى تريد، كلهم يريدون وفق تصورهم، واحترق أنا!»

 ركزت تيسير النجار على شخصيتى «رغد» و«منصور» وما يدور فى فلك علاقتهما، لانرى صراعًا ظاهرًا بينهما، لكن الصراع الداخلى العنيف يظهر كلما شعرت رغد بذاتها، وبحقها فى معرفة حياة منصور، وسبب تركه عمله فى المؤسسة العالمية المرموقة، وتشرنقه حول ذاته، هذه العلاقة سوف تتخللها حكايات تستعيدها « رغد» كالحديث عن بيتها، وطفولتها، وعلاقتها المتوترة بوالدها وأخواتها، وبزميلها فى الدراسة، وزميلاتها فى المدرسة، وعلاقتها بزميلاتها فى السنتر، بينما تأتى حكاية منصور عبر استنطاق رغد لمنصور، وحينما يبوح بانهزامه أمام الكارثة التى عاناها، وكانت سببًا فى موت طفلته، تتوتر علاقته برغد، يتحول عنها، ويمهلها مدة لتدبر أمرها، وترك منزلهما.

هذا البيت الذى تم تنسيقة بذوق منصور الذى أبهر «رغد»، فالحديث عن شقتة الزوجية يذكرها ببيت والدها الذى يفتقر إلى الجمال، بيت متهالك لا روح فيه، كأنه يعبر عن قاطنيه ومعاناتهم النفسية، وهو غير آدمى» كما وصفته رغد. ستستمر هذه المقابلات بين مواقف الأب من ابنته ورؤيته للعالم المحيط به، وبين منصور صاحب الثقافة الرفيعة وسعة الأفق، وتعامله مع الجميع بلطف ومحبة.

هناك ثغرات تركها السرد فهو لم يأت فى خط أفقى، بل لجأ إلى التذكر والاستباقات والاسترجاعات، فجاء فى بنية دائرية، تبدأ السرد بعد أن تنتهى حكاية رغد ومنصور، وقد حدث الانفصال، ثم العودة إلى فقدان الصوت، الصوت هو التعبير عن الذات، فاللغة والكلام يعبران عن الوجود، هذا الوجود الذى ظنت رغد فى البداية أنه تم تقويضه برحيل منصور، لكن طبيبها يؤكد أنها سوف تستعيده.

ويتجاوز المكان كونه مسرحًا للأحداث السردية، أو مرتعًا تلعب فيه الشخصيات، وتتنقل بينه، إنه عنصر جوهرى فى الحدث الروائى، وحينما يفتقد العمل الإبداعى المكان يفتقد فى الوقت نفسه - خصوصيته، وأصالته بالتالى (غاستون باشلار، جماليات المكان، غالب هلسا، ط3، بيروت).

تلجأ تيسير النجار إلى الوصف لتشييد الفضاء الروائى، حيث تقدم صورة تفصيلية للبيت وحجراته، ودورة المياه، وحجرة المعيشة، وكيف أنها تتنقل فى هذا البيت الذى يفتقد الكثير من مستلزمات الحياة الطبيعية، فإذا انتقلت إلى شقة منصور، نجدها تصف مشاعرها تجاه الأثاث، وتنسيق التحف، واللوحات الفنية التشكيلية، ومدى شعورها بالراحة والبهجة، وتمنت أن تعيش فى هذه الشقة،» «أمسك بيدى وعبرنا الممر الطويل نسبيًا ، أخذنى إلى المطبخ الخشبى بنى اللون أيضًا ، الحوض لامع وخال من الأوانى، الرف منظم، والبرطمانات نظيفة». ثمة وصف للمكان بدقة، تردفه بعبارة تبين أثر هذا المكان عليها» تخيلت لو أنه زوجى، وهذا المكان ملكى، أى سعادة سأمتلكها يا ألله». الوصف لجزء من الشقة يعبر عن الشقة كلها، فحب رغد لمنصور جعلها تحب شقته، وتتمنى أن تعيش فيها، وأن تكون زوجة له، أى أن التفاعل مع المكان يشير إلى علاقة مستقبلية سوف تؤثر فى حياة رغد.

وتستعيد رغد علاقتها ببيت أبيها، تصفه ابتداء من الباب الخشبى الضخم، والضبة العملاقة، ثم تردف ذلك بمشاعرها، «كنت أعجز عن تحريكها فى صغرى، فالباب والضبة كانا حاجزين لا يمكن للطفلة أن تجتازهما، وكأن البيت سجن لا يمكن اجتيازه، بل صار البيت مصدرًا يهدد وجودها « عدت أكتب فى كراستى، لكن السقف لم يمهلننا وسقط فوقنا.. «وقعت مقدمة السقف»..

«بدلنا بالسقف الجريد سقفًا من الصاج، لكن ليس لنهايته، لأن ذلك يحتاج إلى حجارة أو طوب لبناء الجزء الناقص، راحتنا كانت أرخص من ثمنه، رفض أبى، وترك الشمس تسلخ جلودنا بصهدها. تغير المكان يؤثر فى علاقات قاطنية، فالطفلة رغد تصرخ خوفًا من سقوط السقف، وأختها تضمها، ويعلو صوتهما بالصراخ، ويكون رد فعل الأب مرهونًا بموقفه من البنات،هذه العبارة دلت على شخصية الأب، وعلاقته ببناته، ونظرة رغد لأبيها، وعلاقتها به فى المستقبل، فالمكان ليس فضاء أصمًا، أو مجرد مساحة محدودة تتحرك فيها وحولها الشخصيات.

تشعر رغد بالغربة عندما تجلس على المقهى، الوصف الخارجى يعتمد على عناصر محسوسة، أى يستحضر طبوغرافيا العالم الخارجى للمكان، مضفورًا بالأحاسيس الداخلية للشخصية، عبر تفاعلها مع المكان، سواء ارتياحًا أو بغضًا. تصف الساردة بيت والدها حينما تحول إلى مكان للبحث عن الآثار، وكيف شعرت بالغربة والضيق من هؤلاء الذين اقتحموا خصوصيتها.

 تتغير مشاعر رغد حينما ترى والدها على فراش الموت فى المستشفى، وتجد فى منصور الأمان، الذى افتقدته لدى والدها.

 تنوع المكان فى رواية «كأنك لم تكن» بداية من البيت، والمدرسة، والشارع، والكافتيريا، مترو الأنفاق، مقهى البستان، الصيدلية، السنتر التجارى، الكورنيش، شقة منصور. ارتبط المكان برؤية «رغد» لذاتها، ومدى تقبل هذه الذات، وعلاقتها بالآخرين، فهى تشعر بالغربة الشديدة بين رواد المقهى، تتمنى أن تصير واحدة منهم، وفى لقاءاتها بمنصور فى الكافتيريا تشعر بأنها إنسانة أخرى تغمرها السعادة، وعندما تعود إلى بيت أبيها بعد وفاته تتغير مشاعرها تجاه البيت، نتيجة التغيرات التى تحدثها أمها، مما جعل البيت مريحًا.

ومن ثم دل على مرحلة جديدة من حياة الأم، تتخلص فيها من سطوة الزوج. فتظهر روح الشخصية التى طمرت سنوات تحت القهر والتسلط الذكورى، وتشعر رغد بجسدها الذى ينتشى مع كل اتصال جنسى مع منصور، ارتبطت الشخصيات بالمفهوم الأنثوى للمرأة، مع تماس بالنسوى ولو بشكل جزئى، فالشخصيات النسائية لا يرغبن فى تحول عالمهن نحو النقيض، هن فقط يردن العيش فى سلام، حتى «رغد» ظلت تدور فى فلك شخصية «منصور»، ولم تستطع الفكاك منها، إلا بعد الانفصال عنه، وإذا كان للأب دور سلبى مؤثر فى حياة بناته، فإن الأم يشحب دورها تمامًا، بينما نلمح دورًا إيجابيًا للأخت فى حياة رغد، فهى تدعمها وتقف بجوارها، وقد عبر السرد عن بداية تغير شخصية رغد مع وفاة الأب، وحينما عبرت عن مشاعرها تجاه منصور ليلة زفافها، نلمح الجرأة، والاحساس بجسدها.

حركة السرد

يبدأ تحرك السرد عبر التداعيات والمناجاة، فتبطؤ حركة الحكى، بينما تتسارع حركة السرد وتبدو لاهثة مع التعرف على منصور، وزياراته المتعددة للسنتر، وطلبه الزواج منها، ورؤيته أخواتها، من تراه زوج مثاليًا، والأخرى تراه صاحب تجربة فى الزواج، يلعب بعواطف «رغد»، ثمة قفزات زمنية، تمتد لسنوات، صمت السرد عن تناول حياة رغد بعد فشل علاقتها بالشاب خريج الإعلام، والذى عمل بمجال التنمية البشرية.

السرد ويبدأ من وقفة قريبة من النهاية ثم يعود لنقطة النهاية، تتحدث رغد عن مشاعرها تجاه منصور قائلة: «طلب أن يتزوجنى، على الرغم من عنادنا ومشاجراتنا الأكثر من لحظات الحب، رأيت فيه كل ما كنت أحلم، وهو يقول إننى هدية الله له» ، هكذا كانت مشاعر رغد الفتاة التى بلغت الخامسة والثلاثين، دون زواج.

تصف الكاتبة المشاعر الداخلية لشخصية منصور الكهل الخمسينى، المبرمج فى مؤسسة عالمية مقرها فى أمريكا. ينفعل بشدة عندما تطلب رغد منه العودة إلى العمل فى مؤسسته، أو تطلب منه السكن فى شقة تطل على النيل. بينما يبين السرد عن الرومانسية فى ملامح شخصية «رغد»، تحلم «أنا على الضفة الأخرى، أحلم ببيت صغير يجمعنا، وطفل يلهو بجوارنا، أدون على اللاب توب خاصتى روايتى، وهو يباشر كتابة مقالاته فى المكتب» فشخصية رغد الحالمة وجدت فى منصور ضالتها المنشودة حقق لها حلم الاستقرار والتعرف على وجه آخر من الحياة، وجه السعادة، علمها تذوق الفن، وقراءة اللوحة، ودراسة مبادىء تصوير الجسد العارى، ساعدها على تحقيق حلمها فى دراسة الأدب الإنجليزى، فالتحقت بالجامعة المفتوحة، فتح منصور لها نافذة على العالم الخارجى، بينما حرمها دخول عالمه الخاص ظلت علاقته بزوجته الأمريكية وابنتهما، أو زيارته لقريته وأهله، وكأنها الحجرة الواحدة والأربعين المحظور دخولها، أو الطرق على بابها.

 يرسم السارد العليم بورتريه ل «رغد» يؤكد على أثره فى حياتها، وموقفها منه، «منصور رجلى الوحيد، أبى، ابنى، حبيبتى، دنياى، معبودى، خادمى، مالكى، أسيرى، ملاكى، شيطانى، جنتى، نارى، أنا هو، وهو أنا».

 جاءت الحوارات - فى الأغلب - بالعامية الصعيدية، ثمة حوارات أحادية تجريها الساردة « رغد» عبر تريددها قصائد محمود درويش، أو تذكر الشاعر عماد أبو صالح، وأغنية الهادى الجوينى، بينما غلبت الجمل الفعلية، وشبه الجملة، والجمل الاستفهامية التى تكثر فى الجزء الأخير من الرواية، وكأن الساردة تعيد تقيم عالمها، ووقائع حياتها، علاقتها بوالدها، وبمنصور وبالآخرين، أثر ذلك على نظرتها لذاتها، ارتباكها بعد اختفاء منصور من حياتها، ومن ثم فقدانها للصوت، الصوت يمثل الكينونة، والوجود.

 تنتهى الرواية وقد اكتملت شخصية رغد، تعلن رفضها لسيطرة منصور، وتدخله فى كتاباتها، تصر أنها ستبدأ كتابة روايتها الأولى « روايتى هى حياتى التى سأكملها بقلمى واختيارى، لن أنتظر من يوجهنى ويصنعنى على النحو الذى يحبه»