هل ما نعيشه فى الأعوام الأخيرة من تقلبات جوية بلغت مداها هذا العام هو أمر استثنائى أم أنه جزء من تغيرات أساسية فى مناخ العالم تفرض التعامل الجاد من الجميع وخاصة من الدول الصناعية الكبرى التى تساهم بالقدر الأكبر فى تلويث المناخ؟
زمان.. كنا نعيش يوما فى طقس خماسينى ثم تهدأ الأمور، وكان المطر أو الرطوبة العلية فى شهور الربيع أمرا نادرا، والحرارة لا تصل إلى ٤٠ درجة فى القاهرة. ما يحدث هذا العام يجمع كل ذلك ولأسابيع عديدة تنذر بصيف صعب.
ولسنا وحدنا فى مواجهة هذه التغيرات. فى شرق أفريقيا يضرب الجفاف الشديد مرة أخرى. وفى الشمال الأفريقى مناخ متقلب للغاية. وفى أوروبا «وخاصة فى دول الجنوب»، موجات حرارة شديدة تستبق الصيف، وحرائق تلتهم الأشجار، وفيضانات بعد ذوبان الجليد فى الشمال. ودرجات حرارة وصلت عندهم أيضا إلى ٤٠ درجة فى الربيع. وفى أمريكا وكندا ومع حرائق الغابات بسبب حرارة الجو وصلت نسبة التلوث فى سماء أمريكا إلى أرقام قياسية. وفى الخليج تواصل درجات الحرارة الارتفاع، ومع حرارة وصلت ٥٠ درجة وقررت الإمارات وقف العمل فى الظهيرة لثلاث ساعات. ويحدث كل ذلك وغيره كثير ونحن مازلنا فى انتظار الصيف وما قد يحمله من مفاجآت!!
والمثير هنا أن «المفاجآت»، لم تعد كذلك. بالأمس قالت وكالة البيئة الأوروبية إن الصيف شديد الحرارة سيكون هو الوضع الطبيعى الجديد، وعلى دول المنطقة أن تستعد للتعامل مع هذه الحقيقة..
ولسنا بالطبع بعيدين عن التأثر بذلك. ولا شك أن علماءنا يتابعون ويدرسون كل الاحتمالات ويتشاركون المعلومات مع علماء العالم. ولا شك أن قمة المناخ القادمة ستكون إحدى مهامها الأساسية متابعة تنفيذ القرارات والتوصيات الهامة التى توصلنا إليها فى قمة شرم الشيخ فى ضوء التحديات الجديدة التى تستلزم أن تفى الدول الصناعية بالتزاماتها حتى يمكن وقف التدهور المستمر فى المناخ بكل آثاره الكارثية على العالم.
إذا كان الصيف شديد الحرارة هو الوضع الذى سيصبح طبيعيا، فعلى الجميع الاستعداد لتغييرات فى كل شيء. الدورة الزراعية ستختلف، ومواعيد العمل التى ستبتعد قدر الإمكان عن الظهيرة، وتصميم المساكن وأماكن العمل سيتغير، وأسلوب الحياة كله سيتغير، واحتياجات البشر ستختلف.
هذا ما يقوله علماء البيئة فى أوروبا، ولكن. ما رأى علمائنا، وما هى إجابتهم على السؤال الأساسى: هل نعيش مناخا استثنائيا. أم أن ما نراه سيكون الوضع الطبيعى؟