شد وجذب

وليد عبدالعزيز يكتب: في حاجة غلط

وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز

عندما يفشل العقل البشرى فى تحليل ظاهرة أو دراسة أزمة ووضع الحلول اللازمة لها وتكون النتائج عكس كل التوقعات فيجب أن نتوقف ونعيد دراسة الموقف ونبحث عن حلول وأفكار مبتكرة بعيدا عن الصندوق أملاً فى إيجاد مخرج يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح ..أتحدث عن أسعار السلع .. فمنذ حوالى شهر تقريبا وأنا أتابع أسعار السلع الاستراتيجية عالميا وعلى رأسها السلع الغذائية لأكتشف أن تقريبا جميع السلع شهدت تراجعاً فى البورصات العالمية وهو أمر يؤكد أن هناك بوادر لانتهاء الأزمة العالمية ..الغريب وكالعادة تكتشف أن أسعار نفس السلع فى مصر لم تتحرك بل وتتجه إلى الارتفاع وكأن التجار لم يشبعوا حتى الآن من سنوات الجشع والاستغلال ..السوق المصري سوق كبير جدا وتفاوت الأسعار حسب طبيعة المناطق امر مفهوم ولكن هناك معايير وثوابت لهامش الربح ..أسعار الزيوت والسكر والبقوليات انخفضت فى جميع دول العالم طبقا لنظرية العرض والطلب إلا فى السوق المصري ..لا نعرف التجار يحددون أسعار السلع على أى أساس .. المستهلك المصري تحمل الصعاب وسيتحمل أملاً فى أن تعود الأمور إلى طبيعتها ويعود الضمير الغائب إلى الكثير من التجار الذين يبالغون بصورة كبيرة فى تحديد أسعار السلع ..عندما يصل سعر كيلو اللحم إلى هذا المستوى فعلينا جميعا أن نقاطع شراء اللحوم لمدة شهر واحد وسنجد الأسعار ستنخفض بقوة ..لا أتفق مع أصحاب الرؤى أن الأجهزة الرقابية لا تقوم بدورها ..صحيح أن هناك بعض السلع التى يجب تنفيذ التسعيرة الجبرية عليها مثل السجائر والتي تباع بخمسة أسعار مختلفة إلا أن هناك إجراءات يجب أن يتم تنفيذها من الجمعيات الأهلية لمساعدة الأجهزة الرقابية وعلى رأسها زيادة حملات التوعية للمستهلكين للتعامل مع الجشع والاستغلال بطريقة منظمة لينتصر المستهلك فى النهاية على التاجر الجشع ونستطيع أن نحصل على سلع بأسعار عادلة مثلما يحدث فى جميع دول العالم وخاصة أن قانون السوق الحر يعتمد على سياسة المرونة فى ارتفاع وانخفاض الأسعار حسب الكميات المعروضة ومتغيرات العرض والطلب .. ثقافة الاستهلاك أحد أهم أدوات ضبط الأسواق والرقابة المستمرة تجبر التاجر على احترام حقوق المستهلك .. دعونا نتعاون لنخرج جميعا من الأزمة بأقل الخسائر .. وتحيا مصر