برلسكوني.. زعيم إيطاليا في ثلاث حقب زمنية يرحل بعيدًا عن أضواء السلطة

سيلفيو برلسكوني
سيلفيو برلسكوني

غيّب الموت رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني، وذلك بعد صراع مع المرض هزمه في النهاية، عن عمرٍ ناهز الـ87 عامًا.

وتوفي رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق في مستشفى في ميلانو، حسبما ذكرت وسائل إعلام إيطالية، حيث قالت صحيفة "لا ريبوبليكا" إن آخر دخول إلى المستشفى لرئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني قبل وفاته كان مرتبطًا بسرطان الدم النخاعي المزمن.

وقال الصحفيون إن "مؤشرات سيلفيو برلسكوني، الذي دخل المستشفى منذ يوم الجمعة الماضي لإجراء فحوصات تتعلق بسرطان الدم النخاعي المزمن، والذي كان يعاني منه منذ فترة، لم تظهر بوادر تحس، ثم ساء الوضع".

من هو بيرلسكوني؟

وبرلسكوني، الذي رحل وهو في عمر الـ87 عامًا، هو الرئيس التاريخي لنادي ميلان الإيطالي، وواحدٌ من أغنى الأثرياء في إيطاليا وفي العالم.

وصنفت مجلة فوربس الاقتصادية سيلفيو برلسكوني كأغنى رجل في إيطاليا.فهو يرأس إمبراطورية مالية تضم العديد من المؤسسات الإعلامية والإعلانية وشركات التأمين والأغذية والبناء، بالإضافة إلى ملكيته لنادي ميلان، الذي تولى رئاسته ويعتبر أشهر رؤسائه.

وبرلسكوني هو مؤسس حزب فورسا إيطاليا، والذي شكل أغلبية برلمانية وحكم إيطاليا على أنقاض الجمهورية الأولى عام 1993.

وتولى برلسكوني رئاسة الوزراء في إيطاليا خلال ثلاث حقب زمنية، بدايةً من حقبة أولى بين مايو 1994 ويناير 1995، حيث لم تدم حقبته الأولى سوى أقل من ثمانية أشهر فقط.

وبعد أكثر من ست سنوات عاد برلسكوني لزعامة إيطاليًا مجددًا بدءًا من يونيو 2001، وحتى مايو 2006، قبل أن يعود لرئاسة الحكومة الإيطالية لمرة ثالثة، بين مايو 2008 ونوفمبر 2011.

وفي 12 نوفمبر عام 2011، وُضع حدٌ لتواجد برلسكوني في رئاسة الحكومة الإيطالية للأبد، وخلفه السياسي والاقتصادي ماريو مونتي في رئاسة الحكومة الإيطالية.

ورغم الزخم السياسي الذي أحدثه رئيس الوزراء المخضرم في حكم إيطاليا، فقد كان خروج بيرلوسكونى من السلطة من الباب الضيق، بعد أن خسر الانتخابات الشتريعية التي جرت عام 2013. بعد يومين أكد بيرلوسكونى بنفسه خوض الانتخابات من جديد. في الانتخابات التالية هُزم تحالف يمين الوسط وفاز التحالف الذي يقوده بيرسانى بفارق أصوات 300,000 بينما انتُخب بيرلوسكونى لأول مرة عضوا بمجلس الشيوخ.

نهاية حياة برلسكوني السياسية

وبعد الهزيمة في انتخابات 29 يونيو 2013 أعلن بيرلوسكونى عن إعادة تأسيس حزب إيطاليا القوة كحركة سساسية مستقلة، وأعلن المجلس الوطنى للحزب في السادس عشر من نوفمبر عودة حزب إيطاليا القوية «فورسا إيطاليا» إلى الحياة السياسية مرة أخرى.

لكن ذلك لم يحول دون أن يواجه بيرلسكوني عدة اتهامات قادته للمحكمة، حيث اتُهم بيرلوسكونى أمام مكمة النقض بتهمة التهرب الضريبى في أول أغسطس 2013 ولكن تم احالة هذه القضية إلى محكمة الجنايات بميلانو لتوقع عليه عقوبة استبعاده من المناصب العامة.

وصوتت لجنة الانتخابات والحصانة بمجلس الشيوخ على رفع الحصانة عن بيرلوسكونى بموجب قانون 235 المصدق عليه في 31 ديسمبر 2012، محققة بلك مطالب النيابة ورفضت ما طالب به الدفاع من الاستئناف امام المحكمة العليا، واحتوت تداعيات الحكم أيضًا على ترك منصب رئيس حزب شعب الحرية، ليُوضع بذلك حدٌ لمسيرة بيرلسكوني السياسية في إيطاليا.

وبعد ذلك بنحو عقد من الزمن رحل بيرلسكوني عن عالمنا بعد أن ابتعد عن أضواء السياسة لما يقرب من 10 سنوات، وهو الذي كان في تسعينات القرن الماضي ومطلع القرن الحالي واحدًا من اشهر الساسة في إيطاليا.