‏Fast X يضع النهاية لسلسلة الأكشن

فيلم Fast X
فيلم Fast X

إنچي ماجد

ربما لم يعد المخرج جاستن لين صاحب مقعد القيادة فى سلسلة Fast & Furious؛ ولكن بصماته الفنية الجاذبة للجمهور لازالت محفورة في جميع أركان فيلم Fast X ؛ وهو الجزء الأحدث من السلسلة ويحمل رقم 10؛ وبالمناسبة هو الجزء الأكثر ضعفا على امتداد أجزاء السلسلة الجماهيرية؛ ولكنه نجح نوعا ما فى الوفاء بوعده بتقديم جرعة عالية من الإثارة والتشويق؛ مع التمهيد لختم السلسلة الضخمة بشكل واضح؛ وذلك بإعادة كل لاعب من ماضيه إلى السباق بشكل مشوق؛ وعلى الرغم من أن رحيل لين المفاجئ يعرض مصير السلسلة للخطر؛ إلا أن المخرج الفرنسي لويس ليتيرييه - مخرج الجزء الجديد - لديه رؤية قوية في مشاهد الحركة المتفجرة والحابسة للأنفاس.

بالاعتماد على إعادة تقديم المشاهد المثيرة من الأجزاء السابقة؛ مثل خروج البطل “دوم توريتو” بالسيارة من طائرة متحركة؛ وكذلك الظهور المفاجئ لشخصيات كانت قد اختفت من السلسلة منذ فترة طويلة؛ يضع Fast X الأساس لنهاية السلسلة؛ وهى النهاية التى قد تمتد عبر 3 أجزاء.

 وبإتباع شعار “انتصر مهما كلفك الأمر أو عد إلى منزلك خائب الرجاء”، يحشد Fast X العديد من الشخصيات المتناقضة ضد عدو مشترك؛ وتتبع هذه المجموعة القول المأثور القائل بأن “عدو عدوي هو صديقي” ؛ ليجتمع المتنافسين السابقين معًا من أجل إيقاف مختل عقلى عدوانى؛ مستعد لدفع حياته حتى يعلم “دوم” الدرس المؤلم؛ بأنه لا يستطيع دوما إنقاذ الجميع.

من الثوابت التى ينبغى أن تكون قاعدة أساسية  في هوليوود؛ أنه على كل ممثل يريد الإبداع فى لعب شخصية شريرة مريضة نفسيًا؛ أن يدرس أداء الممثل الراحل هيث ليدجر فى أداءه لشخصية الجوكر والتى فاز عنها بجائزة الأوسكار؛ وهو ما طبقه بالفعل الممثل جيسون موموا المتوهج بشكل مذهل فى تجسيده لشخصية الشرير المظلوم “دانتي”؛ والذى نشاهده تارة يضحك بجنون على عبقريته الشريرة؛ وفى تارة أخرى يقود سيارة أرجوانية اللون؛ مع ارتداء بنطالًا رياضيا حريريا؛ وهى نفس ملامح وتفاصيل شخصية «الجوكر».  

يبدأ الأكشن الحقيقي فى الفيلم عندما تظهر “شيفر” وهى شخصية النجمة شارلز ثيرن - أمام منزل “دوم” لتحذيره من شر لم ير العالم مثله من قبل؛ فنراها وصلت إلى عائلة “دوم” بعد أن أصيبت بجروح جعلتها تنزف كثيرا؛ وكان السبب فى ذلك وقوعها فى كمين مرتب بعناية؛ حيث قاتلت بمفردها حوالي خمسين رجلا مستخدمة قبضتيها فحسب؛ هذا الكمين أعده لها “دانتى” الذى اخترق نظامها الأمنى وقلبه عليها؛ بعد أن قام باختطاف جميع أبناء المسئولين عن أمنها؛ ومع ظهور ابن “دوم” البكر فى اللعبة؛ صار من الواضح من هو الهدف النهائي لدانتي. 

بالطبع هو “برايان” الذى صار يبلغ من العمر 12 عاما؛ ويبدو أنه قادرا على السير على خطى أبيه؛ فنجده يخوض مغامرة مع العم “جاكوب” - ويلعب دوره النجم جون سينا- وهو شقيق “دوم” المفقود منذ فترة طويلة؛ ليعود إلى العائلة باعتباره الرجل الطيب الذي كان من المفترض أن يكون عليه دائما؛ وبعد تكليفه بالحفاظ على برايان آمنا؛ انطلق هو والطفل في مغامرة جانبية ساحرة صغيرة؛ تقدم تحولا رائعا من التصرفات الغريبة المبهرجة التى يقوم بها بعض أفراد فريق “دوم”. 

أما زوجته “ليتي” - تستمر فى تقديمها ميشيل رودريجيز - ، فلا تزال ناعمة وجذابة كما كانت دائما على دراجتها النارية المميزة؛ ويبدأ الثنائى الفيلم بمشهد مطاردة إيطالي ملحمي يشبه مطاردات أفلام “بورن”؛ على الرغم من أنهم تمكنا من تجنب كارثة وبدون وقوع إصابات؛ الا أن خطة “دانتي” بتوريطهم في هجوم إرهابي فى روما؛ تنجح ويصبح “دوم” وعائلته فجأة أشخاصا غير مرغوب فيهم في وكالة المخابرات المركزية.

تزداد الأمور سوءا عندما يفقد “دوم” مصدره القديم فى CIA -  والذى كان يدعى Mr. Nobody - بشكل غامض ؛ ليجد دوم والأسرة أنفسهم هدفا لرئيس جديد غير متعاطف معهم؛ ولكن لحسن الحظ تقوم بإنقاذ دوم عميلة متعددة المواهب - وهى بالمناسبة ابنة مستر نوبادى - المصممة على تحقيق مبادئ وقيم والدها؛ وتلعب دورها النجمة الشقراء برى لارسون؛ وبصفتها الحليف الجديد لدوم في وكالة المخابرات المركزية؛ تتحدى “تيس” رأسها الجديد الماهر.

مع مهمة دانتي فى أن يثبت لدوم أن العائلة لن تدوم إلى الأبد؛ مثلما حدث معه من فقدان لوالده بسبب دوم؛ فمن الطبيعي أن تنتهي المعركة الحاسمة النهائية في مطاردة ملحمية للحفاظ على حياة الابن برايان؛ وهو ما يعنى أنه سيكون على دوم أن يقدم بعض التضحيات على طول الطريق؛ ولكن ليس قبل أن يهبط مرة أخرى بسيارة سباق من طائرة متحركة؛ وقيادته بأقصى سرعة على جانب سد شديد الضخامة.

لا يمكن إنكار أننا أمام جرعة من الأكشن لا يستهان بها؛ ولكن يعانى الثلث الأخير من الفيلم من فائض فى الخلفيات التى لا داعى لبعضها؛ وكذلك الكثير من الممثلين الذين ظهروا كضيوف شرف؛ ومع نهاية الفيلم يبدو أنه من الجيد أنه لازال هناك جزءين آخرين؛ حتى يستطيع كل منهما سويا تقديم أفضل خاتمة لسلسلة طالما أسعدت جمهور سينما الأكشن وعشاقها.

اقرأ أيضًا : قبل طرحه في مايو القادم.. أول بوستر لفيلم Fast X

;