الأزياء .. بين الأناقة و القبح .. ياأهل المغنى !

د. إلهام سيف الدولة حمدان
د. إلهام سيف الدولة حمدان

لم‭ ‬تختر‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬العصماء‭ ‬كلمة‭ ( ‬الفن‭ ) ‬اعتباطًا؛‭ ‬للتعبيرعن‭ ‬مفهوم‭ ‬ومفاهيم‭ ‬الجمال‭ ‬في‭ ‬أبهى‭ ‬صوره؛‭ ‬لأن‭ ‬الفن‭ ‬هو‭ ‬الجمال‭ ‬والإبهار‭ ‬والانبهار‭ ‬والدهشة؛‭ ‬ولم‭ ‬يهبْ‭ ‬الله‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬سمات‭ ‬الجمال‭ ‬للمرأة‭ ‬فقط‭ ‬باعتبارها‭ ‬ـ‭ ‬بقدرته‭ ‬ـ‭ ‬تصنع‭ ‬أغلى‭ ‬سلعة‭ ‬في‭ ‬الوجود‭ ‬وهي‭ ‬الإنسان؛‭ ‬بل‭ ‬منحه‭ ‬للرجال‭ ‬أيضًا‭ ‬ـ‭ ‬ولنا‭ ‬أعظم‭ ‬المثال‭ ‬في‭ ‬“سورة‭ ‬يوسف”‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬ـ‭ ‬وهذا‭ ‬سياقٌ‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬سياقات‭ ‬الجمال‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬صُلب‭ ‬موضوعنا‭ ‬ـ‭  ‬ومنحه‭ ‬للطير‭ ‬والشجر‭ ‬والكائنات‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬البحور‭ ‬والأنهار‭!‬

وقبل‭ ‬أن‭ ‬نعرج‭ ‬على‭ ‬موضوعنا‭ ‬الحيوي‭ ‬والمهم‭  ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬الحاضر؛‭ ‬والذي‭ ‬أصبح‭ ‬حديث‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬المصري‭ ‬والعربي؛‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أسوق‭ ‬لكم‭ ‬تعريف‭ ‬ومعنى‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬معجم‭ ‬المعاني‭ : ‬“‭ ‬الفَن‭ : ‬بفتح‭ ‬الفاء؛‭ ‬جمع‭ ‬أفنان‭ ‬وفنون‭ ‬وأفانين؛‭ ‬وهو‭ ‬مهارة‭ ‬يحكمها‭ ‬الذوق‭ ‬كالرسم‭ ‬والموسيقا‭ ‬والغناء؛‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تثير‭ ‬العواطف‭ ‬كالحُب‭ ‬والإعجاب‭ ‬“‭ .  ‬إذن‭ ‬فإن‭ ‬“الفن‭ ‬“‭ ‬هو‭ ‬جملة‭ ‬الوسائل‭ ‬التي‭ ‬يستعملها‭ ‬الإنسان‭ ‬لإثارة‭ ‬المشاعر‭ ‬والعواطف؛‭ ‬وبخاصة‭ ‬عاطفة‭ ‬الجمال‭ ‬كالتصوير‭ ‬والموسيقا‭ ‬والشعر‭ ‬والرسم‭ ‬والنحت‭ .. ‬والغناء؛‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬يحكمها‭ ‬الذوق‭ ‬والموهبة؛‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تُقدم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جميل‭ ‬ليكون‭ ‬بهجة‭ ‬للناظرين‭ ‬والسامعين‭ ‬والمتلهفين‭ ‬لتحريك‭ ‬الشجن‭ ‬الجميل‭ ‬داخل‭ ‬النفس‭ ‬البشرية‭ .‬

وما‭ ‬يعنينا‭ ‬للكلام‭ ‬عنه‭ ‬اليوم‭ .. ‬هو‭ ‬رافد‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬روافد‭ ‬الفن‭ ‬الأصيل؛‭ ‬وهو‭ ‬“الأغنية”‭ ‬التي‭ ‬تعارفنا‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تقوم‭ ‬بالدور‭ ‬المهم‭ ‬والفاعل‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الوجدان‭ ‬الشعبي؛‭ ‬ويُعد‭ ‬“المطرب”‭ ‬أو‭ ‬“المؤدِّي”‭ ‬ـ‭ ‬بصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬مضامين‭ ‬الكلمات‭ ‬ومعانيها‭ ‬ودلالالتها‭ ‬ـ‭ ‬الذي‭ ‬يقدمها‭ ‬للجماهير‭ ‬بمثابة‭ ‬“‭ ‬القدوة‭ ‬“‭ ‬للشباب‭ ‬والأجيال‭ ‬التي‭ ‬تتابعه؛‭ ‬وتحاول‭ ‬تقليده‭ ‬في‭ ‬مظهره‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬ملابسه‭ ‬وطريقة‭ ‬تصفيف‭ ‬شعره؛‭ ‬بل‭ ‬وفي‭ ‬تقليد‭ ‬حركاته‭ ‬أثناء‭ ‬لقاء‭ ‬الجماهير‭ ‬من‭ ‬فوق‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شاشات‭ ‬العرض‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬والتليفزيون‭ .. ‬أو‭ ‬ـ‭ ‬حتى‭ ‬ـ‭  ‬في‭ ‬الأفراح‭ ‬الشعبية‭ . ‬

فمن‭ ‬منَّا‭ ‬لم‭ ‬يشهد‭ ‬قمة‭ ‬الأناقة‭ ‬والشياكة‭ ‬في‭ ‬أزياء‭ ‬عظماء‭ ‬فن‭ ‬الطرب‭ ‬في‭ ‬مصرنا‭ ‬المحروسة؛‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬القديم‭ ‬ـ‭ ‬مع‭ ‬احترامنا‭ ‬للألقاب‭ ‬ـ‭ ‬‭: ‬صالح‭ ‬عبد‭ ‬الحي،‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬،‭ ‬رياض‭ ‬السنباطي‭ ‬،محمد‭ ‬فوزي‭ ‬،محمد‭ ‬قنديل‭ ‬،كارم‭ ‬محمود؛‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬جيل‭ ‬الوسط‭ :  ‬ماهر‭ ‬العطار‭ ‬وكمال‭ ‬حسني،‭ ‬هاني‭ ‬شاكر،‭ ‬،‭ ‬محمد‭ ‬العزبي،‭ ‬محمد‭ ‬رشدي،‭ ‬عبد‭ ‬الحليم‭ ‬حافظ‭ ..  ‬هذا‭ ‬المطرب‭ ‬الذي‭ ‬يقولون‭ ‬عنه‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬يقف‭ ‬الوقت‭ ‬الطويل‭ ‬أمام‭ ‬المرآة‭ ‬ليضبط‭ ‬“ربطة‭ ‬العُنق”‭ ‬قبل‭ ‬خروجه‭ ‬إلى‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬للقاء‭ ‬الجماهير؛‭ ‬حتى‭ ‬لقبته‭ ‬الجماهير‭ ‬بالفتى‭ ‬الذهبي‭ ‬معبود‭ ‬الجماهير‭ ‬صاحب‭ ‬الكرافت‭ ‬الشيك‭ !!‬

واليوم‭ .. ‬نصطدم‭ ‬برأي‭ ‬النقاد‭ ‬في‭ ‬أزياء‭ ‬بعض‭ ‬المؤديين‭ ‬والمغنيين‭ ‬الذين‭ ‬يظهرون‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬بمظاهر‭ ‬تخاصم‭ ‬الذوق‭ ‬والجمال‭ ‬وتبعد‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الأناقة‭ ‬بل‭ ‬تقترب‭ ‬إلى‭ ‬القبح‭ ‬الشديد،ويكون‭ ‬الغرض‭ ‬منها‭ ‬لفت‭ ‬الأنظار؛‭ ‬بل‭ ‬نجدها‭ ‬تخالف‭ ‬العُرف‭ ‬والتقاليد‭ ‬المصرية‭ ‬والعربية‭ ‬الأصيلة؛‭ ‬تلك‭ ‬التقاليد‭ ‬التي‭ ‬نشأت‭ ‬الأجيال‭ ‬على‭ ‬مفاهيمها‭ ‬السامية‭ ‬ومضامينها‭ ‬التي‭ ‬لايعتريها‭ ‬الإسفاف؛‭ ‬وجعلتنا‭ ‬تلك‭ ‬المظاهر‭ ‬المستحدثة‭ ‬والدخيلة‭ ‬على‭ ‬عالمنا‭ ‬المعاصر؛‭ ‬نخرج‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬الأناقة‭ ‬و‭ ‬“الكرافتات‭ ‬الأنيقة”‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬ملابس‭ ‬“الشيفون‭ ‬والدانتيلا”‭ ‬و”الزي‭ ‬الرياضي”‭ ‬و”الشورت”‭  .. ‬لنضرب‭ ‬مفاهيم‭ ‬الفن‭ ‬والجمال‭ ‬والذوق‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ !  ‬

صحيح‭ ‬إنها‭ ‬الحرية‭ ‬الشخصية‭ ‬ـ‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬البعض‭ ‬ـ‭ ‬ولكن‭ ‬تكمُن‭ ‬الخطورة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المراهقين‭ ‬والشباب‭ ‬يُعدونها‭ ‬مثالاً‭ ‬فريدًا‭ ‬وقدوة‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬سلوكياتهم‭ ‬وتصرفاتهم؛‭ ‬لتكون‭ ‬البداية‭ ‬من‭ ‬هُنا‭ ‬سببًا‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬هذا‭ ‬القبح‭ ‬بين‭ ‬الأجيال‭ ‬الصاعدة؛‭ ‬وما‭ ‬يتبع‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬وتقاليده‭ ‬العريقة‭ ‬التي‭ ‬حافظت‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬وأبهى‭ ‬قوانين‭ ‬الجمال؛‭ ‬مذ‭ ‬قام‭ ‬النحات‭ ‬المصري‭ ‬بتصويره‭ ‬على‭ ‬جدران‭ ‬المعابد‭ .  ‬

إن‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬للغناء‭ ‬والتمثيل‭ ‬له‭ ‬قدسيته؛‭ ‬ولكن‭ ‬لكل‭ ‬فن‭  ‬قوانينه‭ ‬التي‭ ‬لايحيد‭ ‬عنها؛‭ ‬ولهذا‭ ‬لايدخل‭ ‬إلى‭ ‬قاعة‭ ‬عرض‭ ‬“الأوبرا”‭ ‬من‭ ‬لايرتدي‭ ‬الملابس‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬أبهى‭ ‬صورها؛‭ ‬وتتحلى‭ ‬السيدات‭ ‬بأجمل‭ ‬مافي‭ ‬حوزتهن‭ ‬من‭ ‬لآليء‭ ‬وجواهر؛‭ ‬لينصتن‭ ‬في‭ ‬جلال‭ ‬وبهاء‭ ‬لما‭ ‬يقدم‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬من‭ ‬فنون‭ ‬وأغانٍ‭ ‬تهتز‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬فرط‭ ‬النشوة‭ ‬جدران‭ ‬الروح‭ ‬والوجدان‭ .    ‬

‭      ‬ولكن‭ .. ‬ماذا‭ ‬نحن‭ ‬فاعلون‭ ‬أمام‭ ‬تلك‭ ‬الموجة‭ ‬العاتية‭ ‬المتلاطمة‭ ‬في‭ ‬بحار‭ ‬الفنون‭ .. ‬والأغنية‭ ‬ومطربيها‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬؟‭ ‬إنها‭ ‬ليست‭ ‬صيحة‭ ‬فنية‭ ‬ولا‭ ‬يحزنون‭ ! ‬إنها‭ ‬بمثابة‭ ‬“معاول‭ ‬الهدم”‭ ‬لأعمدة‭ ‬معبد‭ ‬الجمال‭ ‬الذي‭ ‬وهبه‭ ‬الله‭ ‬للبشر؛‭ ‬بل‭ ‬ترتقي‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬“الخيانة”‭ ‬لكل‭ ‬القيم‭ ‬العقائدية‭ ‬النبيلة‭ ‬في‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية‭ ‬كافة؛‭ ‬ورؤيتي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬ضميري‭ ‬الوطني‭ ‬اليقِظ؛‭ ‬الحريص‭ ‬كل‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬الشروق‭ ‬الدائم‭ ‬لـ‭ ‬“‭ ‬شموس‭ ‬الجمال‭ ‬“‭ ‬في‭ ‬سموات‭ ‬عوالم‭ ‬الفنون‭ ‬بوجهٍ‭ ‬عام؛‭ ‬وجُل‭ ‬أمنياتي‭ ‬ألاً‭ ‬تحجبها‭ ‬تلك‭ ‬السحيبات‭ ‬السوداء‭ ‬الضالة‭ ‬التي‭ ‬تحملها‭ ‬الرياح‭ ‬الآتية‭ ‬من‭ ‬العوالم‭ ‬الغريبة؛‭ ‬والتي‭ ‬لاتتفق‭ ‬ولا‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬حضارتنا‭ ‬التي‭ ‬علَّمت‭ ‬البشرية‭ ‬أسمى‭ ‬معاني‭ ‬الجمال‭ .‬

إن‭ ‬الالتزام‭ ‬بتلك‭ ‬المعايير‭ ‬المنطقية‭ ‬السامية؛‭ ‬لاتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تدشين‭ ‬أو‭ ‬كتابة‭ ‬“ميثاق‭ ‬شرف”؛‭ ‬ولا‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬“لوائح‭ ‬انضباط”‭ ‬تحدد‭ ‬الثواب‭ ‬والعقاب‭ ‬بالتقييم‭ ‬المادي‭ ‬الذي‭ ‬طفا‭ ‬وطغى‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ !  ‬فالتقييم‭ ‬المادي‭ ‬ـ‭ ‬مهما‭ ‬ارتفعت‭ ‬قيمته‭ ‬ـ‭ ‬لايساوي‭ ‬“خردلة”‭  ‬أمام‭ ‬ارتكاب‭ ‬جريمة‭ ‬“‭ ‬خيانة‭ ‬الأعراف‭ ‬والتقاليد”؛‭ ‬ولكنها‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬الوعي‭ ‬ويقظة‭ ‬“الضمير‭ ‬الوطني”‭ ‬الذي‭ ‬يتحتم‭ ‬عليه‭ ‬ألايغفو‭ ‬لحظة‭ ‬عن‭ ‬متابعة‭ ‬الساحة‭ ‬الثقافية‭ ‬والفنية‭ ‬لحماية‭ ‬“‭ ‬العقل‭ ‬الجمعي”‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الشوائب‭ ‬والمخلفات‭ ‬التي‭ ‬تطفو‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬بين‭ ‬آونة‭ ‬وأخرى‭ .‬

ويقينا‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬فنان‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬وعن‭ ‬ثقافته‭ ‬،فمصرنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬توصم‭ ‬بتصرفات‭ ‬أشخاص‭ ‬لم‭ ‬يحالفهم‭ ‬التوفيق‭ ‬في‭ ‬الالتزام‭ ‬بجماليات‭ ‬تحتمها‭ ‬المواقف‭ ‬وتفرضها‭ ‬الأذواق‭ ‬السوية‭.‬

ألستم‭ ‬معي‭ ‬بأن‭ ‬البون‭ ‬شاسع‭ ‬بين‭ ‬“الكرافتات‭ ‬الشيك”‭ ‬و‭ ‬“‭ ‬الدانتيلا‭ ‬؟‭!  ‬بلي‭ .. ‬ياأهل‭ ‬المغنى‭ .. ‬نريدكم‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الجمال‭ ‬والذوق‭ ‬الرفيع‭ !‬


 

;