«أينَ أنتَ ياأبي .. وأين أمي؟» قصيدة للشاعر محمد الشحات

ارشيفية
ارشيفية

سألتُ أبي

: كيفَ كنتَ تُمارسُ ضعفَكَ

أوْ كيفَ كنتَ تُقاومُ  

 حينَ تنوءُ عليكَ المَنونُ

وَهلْ كنتَ تبكِي ؟

وَهلْ كنتَ تُخفِي

انكساراتِ عينِكَ

حينَ تُمارسُ حُزنَكَ

هلْ كانَ دمعُكَ مثلَ دموعي ؟ ،

وَهلْ خِفتَ

لحظةَ مَا هزَّ قلبَكَ شوقٌ

وَهلْ كنتَ تعرفُ

 أنَّكَ حينَ تُمارسُ عشقَكَ

سوفَ تمارسُ هجرَ الحبيبِ

سألتُ أبي

 : كيفَ ننجو منْ الخوفِ ؟ ،

 وكيفَ نقاومُ مَا يملأ الصَّدرَ

 منْ نَزَعَاتِ الصِّبَا ؟

كيفَ نرسُو على مَرْفأٍ

إنَّ كلَّ الزُّهورِ لهَا سحرُهَا

كيفَ كنتَ تُغازلهَا

 كيفَ نُصبحُ كالبحرِ

نملكُ كلَّ الذي  يرتديْهِ

 وكيفَ سَننجُو

إذَا مَا العَوَاصِفُ  نَاءَتْ بنَا

كنتُ أسألُ ..

مَا جاءَ صوتُ أبي

كانَ فوقَكَ

كومُ ترابٍ

وَمَا جَاءَ ردُّكَ

كي  أقتديْهِ.

***

تركتُ أبِيْ

يتفحَّصُ كلَّ الذي كانَ  ينمو

علىَ مفرِقي

ويغادرُ منْ جوفِ عيني

إلى بُؤرةٍ  باتِّساعي

ويمسحُ وجْهِي

ويتركُنِي

ظلَّ يرقبُ بعضَ تقاسيمِ وجهي

وينظرُ في وجهِهِ

هلْ يحقُّ لنَا أن نُشَابههُمْ

كانَ وجهِي يُحاولُ أنْ يتشَّكلَ

ينازعُني قَسَمَاتِ ملامحِ وجهِ أبي

ووجهُ الزَّمانِ المعلَّقِ في وجهِنَا

عندمَا عادَ أبِي

 يتفحَّصُ في وجهِهِ

كانَ وجهُ الزَّمانِ تمكَّنَ منْ رسْمِهِ

ثمَّ ضاعتْ تقاسيمُ وجهي .

***

كنتُ أبحثُ

في صوتِ أمِّي

على نبرةِ الحُزنِ

أنزعُهَا

كانَ صوتُكِ

ما زالَ

يمسحُ عينيَّ

أصْحو

ألا تستحِي

حينَ تجلسُ في صوتِهَا

آهِ كمْ كنتُ تقسُو

 علىَ صدرِهَا

كلَّمَا حَانَ

وقتُ التَّناغي

فلو كنتِ يارجفةَ الحزنِ

تمضِيْ

بلا رجعةٍ

كنتَ ترحلُ

إنْ كنتَ لا تستَحِي

سوفَ  أوليكَ صدري

 لِتسكنَهُ

ثمَّ تتركُ

لي صوتَ أمي .