طبيب الفقراء مات داخل عيادته أثناء تأدية رسالته الإنسانية

الدكتور علي أحمد السيد
الدكتور علي أحمد السيد

قنا ــ أبو المعارف الحفناوي

..كلُّ ناعٍ فسيُنعى .. كلُّ باكٍ فسيُبكى.. كلُّ مذخورٍ سيَفنى .. كلُّ مذكورٍ سيُنسى.. ليس غير الله يبقى .. مَن علا فاللهُ أعلى..كلُّ مُستخفٍ بِسِرٍّ .. فمِنَ اللَهِ بِمَرأى.. لا ترى شَيئاً - على الله -   مِنَ الأَشياءِ يَخفى، وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ، وحيدا  لا مال معه ينفعه.. ولا نصير يمنعه، فيقضي اللَّه فيه ما هو قَاضٍ, ويصنع به ما هو صانع: { ولقد جئتمُونا فُرَادَى كما خلقناكم أول مرّةٍ }، آيات قرآنية وابيات شعرية، كان يتداولها الدكتور علي أحمد السيد، المدرس المساعد، بقسم العظام بجامعة جنوب الوادي، على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي،  تشير إلى الموت،  وكأن قلبه يحدثه أنه سيموت قريبا.

كان دائما في أيامه الأخيرة،  يتحدث عن الموت وعن ما يحدث للمتوفين فجأة ولأسرهم من حزن يخيم على القلوب، لم يصدق أهل المتوفي ما حدث، فمن كان يحدثهم ليس به علة،  أو مرض خطير، ولهذا كانت الفاجعة أصعب وأصعب على محبيه وذويه.

كان الطبيب بشوش الوجه، محبًا للفقراء ، خادمًا لهم في مجاله، يساعدهم بدون مقابل،  كان محبًا للخير، وحزن عليه الجميع،  بعد وفاته فجأة بطريقة تنبأ بها قبيل وفاته بأيام .

خرج الطبيب كعادته إلى عمله في عيادته بقنا،  يمارس عمله، كان أهله ينتظرون عودته، كعادتهم أيضا كل يوم، ولكن هذه المرة اختلف الأمر تماما، وتبدلت فرحة العودة بالأحضان، إلى محاولة إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه أثناء غسله وتكفينه، وتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير.

مشاهد الحزن خيمت على الجميع، فلم يصدق أحد ما حدث، فموت الفجأة، أصاب شخص تحدث عنه كثيراً،  فلقد أصيب بأزمة قلبية، أثناء عمله في عيادته، أودت بحياته، ونعاه كل محبيه بكلمات مؤثرة، وشهد له الجميع بحسن الخلق،  وطيبة القلب ودود ونصير للمرضى.

فقبل أيام، من وفاته،  نعى الدكتور علي أحمد السيد، المدرس المساعد، بقسم العظام بجامعة جنوب الوادي، وفاة زميله الدكتور محمد عبد الناصر، بعد مصرعه في حادث مروري.

وكتب الطبيب المتوفي، على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قائلا :» يتوالى فقد الأحبة فى حوادث الصحراوى ، د.محمد عبد الناصر يكفيه شهادات الناس الكتيرة ، لك أن ترى ذلك على صفحته، و سيرته الطيبة فى طاعة  الله و فى فعل الخير -المخفي- .. لا شك عندى انه مقبول عند الله بإذنه تعالى ، ربنا يرحمه و يربط على قلوب ذويه، كل ما يتجدد فقد حد لسه شباب، يتجدد التفكير فى اطفاله الصغار -و فى ان الكويسين بيمشوا بسرعة.

وتابع :» خلال الفترة القليلة اللى فاتت الواحد فقد مجموعه كبيرة من الزملاء و الأقارب ، كلهم فى سن صغير و أغلبهم فى حوادث او موت مفاجئ ، الموضوع صعب خصوصا ان مش كل الناس بتقدر  تتجاوز الموضوع و مجرد بوست ع الفيس و ينسى ، بعض الناس الدنيا فعلا بتضيق و تصغر ف عينيهم و مبيبقوش قادرين يتكلموا مع حد ، وبعض الناس مبتتفهمش ده و خصوصا، من غلاظ القلوب او خلينا نقول، اللى قلوبهم قوية، ربنا يرحمك يا د.محمد عبد الناصر  و يرحم امواتنا و يلحقنا بهم على خير، و ربنا يربط على قلوب ابناءك.

وسيطرت حالة من الحزن على أهالي قنا، بعد وفاة الدكتور علي أحمد السيد، إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة أثناء عمله داخل العيادة بقنا.

والطبيب المتوفي،  يشغل منصب مدرس مساعد بقسم العظام في كلية طب بجامعة جنوب الوادي، أصيب بأزمة قلبية مفاجئة  أثناء عمله في عيادته تم نقله على إثرها إلى العناية بمستشفى قنا العام وتُوفي بعد ساعات من دخولها، واكتست صفحات السوشيال ميديا ، بالسواد حزنا على وفاته، ونعاه أصدقاؤه بكلمات مؤثرة،  موضحين أنه كان يساعد في فعل الخير، وكان طيب القلب ، بشوش الوجه، حسن الخلق، داعيين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح  جناته.

ونعى الاستاذ الدكتور يوسف غرباوي رئيس جامعة جنوب الوادي واسرة الجامعة بمزيد من الحزن والاسى وفاة المرحوم الدكتور على احمد سيد مدرس العظام بطب قنا سائلين المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.

اقرأ أيضًا : التصريح بدفن جثة بائع لقي مصرعه على يد جيرانه بالخانكة


 

;