هدنة جديدة مراقبة بالأقمار الصناعية فى السودان

هدوء حذر بالخرطوم.. ومستشفيات دارفور تدق ناقوس الخطر

مواطنون فى أحد الأسواق فى أولى ساعات الهدنة بالعاصمة الخرطوم
مواطنون فى أحد الأسواق فى أولى ساعات الهدنة بالعاصمة الخرطوم

الخرطوم- وكالات الأنباء:
دخلت هدنة جديدة بين الجيش وقوات الدعم السريع حيز التنفيذ صباح أمس فى السودان على أن تستمر لـ24 ساعة فقط، حيث أبقى سكان آمالهم متواضعة حيالها بعدما خرق الطرفان كل الاتفاقات السابقة. ومنذ بدء المعارك فى 15 أبريل الماضى بين الجيش وقوات الدعم السريع، أبرم الجانبان أكثر من اتفاق لوقف إطلاق النار، سرعان ما كان يتم خرقها.


وبعد أكثر من ثلاث ساعات، أفاد سكان فى أنحاء العاصمة أن الهدوء ما زال يسود فيها، وأنهم لم يسمعوا منذ الصباح أصوات قصف أو اشتباكات أو طيران حربي.
وتعد هذه الهدنة مراقبة رقابة صارمة، وامتحاناً لنيات الطرفين أيضاً، حيث أكد مكتب الشئون الأفريقية بوزارة الخارجية الأمريكية أن تلك الهدنة مراقبة بالأقمار الصناعية، فضلا عن أدوات أخرى.


كما أوضح فى تغريدة على حسابه فى تويتر أن الولايات المتحدة ستبقى أعينها على الأطراف المتحاربة، وستواصل الضغط عليهما لوقف الأعمال العدائية وتسهيل المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية فى البلاد.
وكما سابقاتها من الاتفاقات، تهدف الهدنة الجديدة بشكل أساسى إلى تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المقدر عددهم بنحو 45 مليون نسمة، ويحتاج أكثر من نصفهم إلى مساعدات فى بلد كان أصلا من الأكثر فقرا فى العالم قبل النزاع الراهن. وأكد الطرفان مجددا عزمهما على احترام الهدنة لأغراض «إنسانية».


من جانبه، شدد الجيش على احتفاظه «بحق التعامل مع أى خروقات» قد ترتكبها قوات الدعم. بينما شكك مراقبون فى مصير الهدنة، خاصة أن ظروفها لم تتبدل عن سابقاتها.
وجاء الإعلان عن الهدنة الجديدة فى بيان مشترك سعودي-أمريكي، أعرب فيه الطرفان اللذان يقودان منذ أسابيع وساطة، عن خيبة أملهما من فشل كل محاولات التهدئة.


وقالت وزارة الخارجية السعودية فى بيان أمس الأول إن الرياض وواشنطن «تتشاركان مع الشعب السودانى حالة الإحباط من عدم الالتزام بالهدن السابقة، وعليه تم اقتراح هذه الهدنة لتيسير وصول المساعدات الإنسانية وكسر حالة العنف والمساهمة فى تعزيز تدابير بناء الثقة بين الطرفين مما يسمح باستئناف مباحثات جدة». إلا أن الرياض وواشنطن حذرتا من أنه «فى حال عدم التزام الطرفين بوقف النار، فسيؤدى ذلك إلى تأجيل محادثات جدة».
وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنسانى فى السودان، خصوصا فى الخرطوم وإقليم دارفور (غرب) حيث المعارك على أشدها. ووفق ما تؤكد مصادر طبية، باتت ثلاثة أرباع المستشفيات فى مناطق القتال خارج الخدمة. ويخشى أن تتفاقم الأزمة مع اقتراب موسم الأمطار الذى يهدد بانتشار الملاريا من جديد وانعدام الأمن الغذائى وسوء تغذية الأطفال.